رد: لماذا بكي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
انتشرت رسالة حديث وصف لجهنم، وأن جبريل عليه السلام كان متغيرَ اللوْنِ من الخوف منها، وأن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن عَلِم وصفها ظل في بيته أيامًا لا يخرج إلا للصلاة.. إلى آخره..
والنبي صلى الله عليه وسلم حذَّر أشد التحذير من رواية الأحاديث التي لا تصح عنه، فقال صلى الله عليه وسلم: «من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين»، رواه ابن ماجة والترمذي، وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع..
وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار»، وهو حديث صحيح متواتر..
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع»، رواه مسلم في مقدمة صحيحه، وهو في السلسلة الصحيحة للعلامة الألباني رحمه الله..
فإذا ما علمنا بهذه الأحاديث، وجب علينا أن نتثبت عندما تصلنا رسالة -وما أكثرها- فيها حديث ما..
وهذا الحديث الذي هو حديث موضوع، أي أنه كذب مختلق، لا تصح نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم..
فيزيد الرقاشي راوي الحديث اسمه يزيد بن أبان الرقاشي، قال عنه الحافظ ابن حجر: ”زاهد، ضعيف“، وقال عنه النسائي وغيره أنه متروك، وقال الألباني عنه أنه ضعيف، فمثله لا يُحتج بروايته..
وقد قال العلامة الألباني عن هذا الحديث أنه حديث موضوع في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، برقم 910 و 1306 و 5401، وأيضًا في ضعيف الترغيب والترهيب برقم 2125..
ثم إن نص الحديث نفسه يشي بأنه كلام مُؤَلَّف،
هذا ما أردت أن أوضحه، وأرجو من كل من وصله هذا الحديث ألا يرسله ولا ينشره وإلا تحمل وزره، وإن كان نشره فلينشر هذه الرسالة ليحذر منه، وأرجو أيضًا من كل من تصله رسائل من عينة (لازم ترسلها وإلا..) أن يتثبت مما فيها أولاً..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|