[ابن مخزوم]

"عن عائشة رضي الله عنها : أنه كان عليها رقبة من بني إسماعيل فجاء سبي من خولان فأرادت أن تعتق منهم فنهاها ثم جاء سبي من مضر من بني العنبر فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تعتق منهم" حديث صحيح عند البيهقي والعراقي .

.................................................. .............

لطالما إحتج المعارضون على إسماعيلية قحطان الحاليه بهذا الحديث , فكان بالفعل هو ذروة سنامهم في حجتهم ودليلهم ضد اسماعيلية قحطان سبأ , ولكنهم فقط لو تأملوا في هذا الحديث رويداً , لأصبح عندهم هذا الحديث شاهداً عليهم لا لهم .


فنحن نعلم من هذا الحديث أن عائشه رضي الله عنها قد نذرت بعتق رقبة من بني اسماعيل عليه السلام , وعندما آتى وفد خولان أرادت أن تعتق منهم على إعتبار أنهم من بني اسماعيل , وهي كما عرفنا عنها تمتاز بإجادتها لعلم النسب والتاريخ , بل وتمتاز بنقد الشعر وتذوقه .

إذن

المعروف عند العرب قبل إنتشار كذب هشام الكلبي هو أن قحطان سبأ من ذرية اسماعيل عليه السلام , لكن الرسول صلى الله عليه وسلم قد إستثنى قبيلة خولان من النسبه الاسماعيليه , وقد ثبت صحة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال النقوشات الأثريه , حيث أن قبيلة خولان كانت موجوده قبل وجود سبأ كقبيله , فكيف يجعل الكذاب هشام الكلبي قبيلة خولان من القبائل الصغيره في سبأ أو في قضاعه , وها هي الإشارات النقوشيه ُتثبت عكس كلامه .

والحقيقه أن قبيلة خولان كانت موجوده قبل وجود سبأ , وكانت خولان قبيلة بدويه تهجم على قوافل دولة معين العظيمه , ثم عندما ظهرت دولة سبأ فيما بعد كانت قبيلة خولان ُتحارب دوماً دولة سبأ العظيمه , بل وكادت أن تسقطها وهذا ما ُقرأ من خلال النصوص النقوشيه التي ذكرتها في إحدى تداخلاتي السابقه في هذا الموضوع , فأنظر إلى عمق وقدم هذه القبيلة العريقه في ذلك الوقت , وهذا دليل قوي على أنها ليست من قبائل سبأ في شيء , وبالتالي فهي ليست قبيلة اسماعيليه , لهذا إستثناها الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه الاسماعيليه السبأيه أو القضاعيه .

ونحن نعلم تاريخياً إن قبائل سبأ وبالذات حمير والأزد قد استطاعت التغلب على القبائل القديمه من العرب العاربه , فالأزد هزموا العماليق وجرهم وعبدضخم وثابر في مناطق الحجاز وتهامه ويثرب ومكه , وكذلك قبيلة حمير أطاحت بالدول من قبيلة معين و قبيلة حضرموت و قبيلة طسم وجديس , فأين ذهبوا هؤلاء الأقوام القدماء بهذا الكم البشري الكبير جداً , فهم كما نعلم لم يُهلكوا كما هلك أخوتهم عاد وثمود بالعذاب , وإنما هُزموا من العرب الإسماعيليين وبالذات من قبائل سبأ الاسماعيليه , وبالتأكيد فإن هذه القبائل القديمه قد إنفكت عن عصبتها القبيلة مع الوقت , ثم انضموا تحت عباءة القبائل السبأيه وغيرها من القبائل فذابوا فيها بالتدريج , لهذا نجد أن الجين E3b مُنتشر في قبائل العرب بسبب هذا الأمر , لكننا في الواقع نجد أن قبيلة خولان قد حافظت على عصبتها القبليه , ولكنها بطبيعة الحال قد انضوت ككقبيله تحت لواء القبائل اليمنيه الاسماعيليه , لهذا ظنت عائشه رضي الله عنها أن خولان قبيله اسماعيليه من اليمن السبأيين .

وللعلم فإن قبيلة خولان هي قبيله عربيه أصيله استطاعت الحفاظ على عصبتها , واستطاعت أيضاً الحفاظ على لغة العرب القدماء , فهم لم يتأثروا بلغة العرب الاسماعيلين من سبأ و عدنان , حتى أن هذه اللغه القديمه قد سُميت في الوقت الحالي باللغه الخولانيه , وهي بالفعل لغة مُشابه للغه الأمهريه في الحبشه مما يدعم نظرية أن العرب القدماء من نسل حام بن نوح من الجين E3b .


.................................................. .......................................