بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)
فإذا كان الرفيق و الصاحب على خلق إسلامي كريم فإن المسلم يستفيد منه أيما استفادة في دينه و دنياه،
أما إن تسلط عليه قرين من قرناء السوء فإنه يزين له الدنيا في عينيه حتى ينسيه الآخرة و أحوالها
وهذا كقوله تعالى للذين أعرضوا وصدوا عن سواء السبيل، قال تعالى :
وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ
فهو خاسر الذي يعرض عن القرآن الكريم، وقع في الخسارة، وقد قال الله تعالى في آية أخرى أيضا :
وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا
وهذه من العقوبات التي تحل بمن يعرض عن هذا القرآن، فمن أعرض عن هذا القرآن وتغافل وتعامى عن قراءته وتدبر آياته أو التحاكم إليه أو العمل به ؛ فإنه سيكون قرينا للشياطين.
وقد قال الله تعالى أيضا في آية أخرى :
أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا
وكان ذلك بسبب كفرهم وإعراضهم عن دين الله تعالى ؛ حتى قال الله تعالى في آية أخرى :
وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ
يأزونهم يدفعونهم إلى الشر ويزينون لهم العمل الباطل ؛ لأن هذا من طبع الشيطان أنه يزين الباطل للناس قال تعالى :
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
حتى إنه سوف يرى هذا العمل هو الأحسن وهو الصحيح، يصوره له في صورة الحسن والجمال والكمال ؛ حتى يظن أن ليس بعده شيء، كما قال الله تعالى :
أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
.
يقول الشاعر: يقضى على المرء في حال غيبته
حـتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
وهكذا الشيطان يغري بني آدم ويزين لهم الضلالات والمعاصي، فإذا جاء يوم القيامة تبرأ منهم
إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ
نسأل الله السلامة والعافية.
وإليك هذه القصة .. علّنا نأخذ العبرة منها
دعواتـــــــــــــــــــــــــــــــك