أنت تطعن في نسب العرب السمر عندما تقول انهم افارقة. أنت تطعن في نسب علي بن أبي طالب عندما تقول انه افريقي مع أدمته الشديدة و أنفه الأفطس. أنت تطعن في نسب عبادة بن الصامت الأزدي من عمرو بن عامر عندما تقول انه افريقي مع لونه الأسود. من هو عبادة ن الصامت؟ هو ابو الوليد عبادة إبن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبه بن غنم بن عوف بن عمر بن عوف بن الخزرج بن حارثة بن عمرو ابن عامر بن حارثة بن أمرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك ابن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. و أمه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج بن حارثة بن عمرو ابن عامر بن حارثة بن أمرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك ابن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. اقرأ ما قيل في هذا العربي المحض:
"خرج عبادة (بن الصامت) نحو جبلة بن الأيهم بجواده إلى أن وقف أمام جبلة. فنظر جبلة إلى رجل أسمر طويل شديد السمرة كأنه من رجال شنوءةفهابه ودخل الرعب في قلبه من عظم خلقته". و هنا قصته مع هقوقس:
فبعث عمرو بن العاص عشرة نفراً الى المقوقس أحدهم عبادة بن الصامت، وكان طولة عشرة أشبار ، وأمره أن يكون متكلم القوم ، ولا يجيبهم إلى شئ دعوه إليه إلا إحدى هذه الثلاث خصال (إما أن دخلتم فى الإسلام ..فكنتم أخواننا وكان لكم ما لنا , وإن أبيتم فأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون .. وإما جاهدناكم بالصبر والقتال حتى يحكم الله بيننا وبينكم وهو خير الحاكمين) فإن أمير المؤمنين قد تقدم إلى فى ذلك وأمرنى أن لا أقبل شيأً سوى خصلة من هذه الثلاث خصال ، وكان عبادة بن الصامت أسود، فلما ركبوا السفن للمقوقس ودخلوا عليه ، تقدم عبادة فهابه المقوقس لسواده ، وقال : " نحوا عنى هذا الأسود وقدموا غيره يكلمنى " ، فقالوا جميعاً : " أم هذا الأسود أفضلنا رأياً وعلماً ، وهو سيدنا وخيرنا ، والمقدم علينا ، وإنما نرجع جميعاً إلى قوله ورأيه ، وقد أمره الأمير دوننا بما أمره وأمرنا ألا نخالف رأيه وقوله "
وقال المقوقس : "كيف رضيتم ان يكون هذا الأسود أفضلكم وإنما ينبغى أن يكون هو دونكم " ، قالوا : " كلا أنه وإن كان أسود كما ترى فإنه من أفضلنا موضعاً وأفضلنا سابقة وعقلاً وعقلاً ورأياً وليس ينكر السواد فينا". فقال المقوقس لعبادة: "تقدم يا أسود وكلمنى برفق فإنى أهاب سوادك ، وإن إشتد كلامك على أزددت لك هيبة"، فتقدم عليه عبادة فقال : " سمعت مقالتك وإن فيمن خلفت من أصحابى ألف رجل أسود كلهم أشد سواداً منى وأفظع منظراً ولو رأيتهم لكنت أهيب لهم منك لى ، وأنا قد وليت وأدبر شبابى ، وأنى مع ذلك بحمد الله ما أهاب مائة رجل من عدوى لو أستقبلونى جميعاً ، كذلك أصحابى وذلك رغبتنا وهمتنا الجهاد فى الله وإتباع رضوانه وليس غزونا عدونا ممن حارب الله لرغبة فى الدنيا ولا طلب للأستكثار منها ، إلا أن الله عز وجل قد أحل لنا ذلك ، وجعل ما غنمنا من ذلك حلالا ، وما يبالى أحدنا إن كان له قنطاراً من ذهب أم كان لا يملك إلا درهماً ، لأن غاية أحدنا من الدنيا لا يملك إلا كفاة ، وإن كان له قنطاراً من ذهب أنفقه فى طاعة الله ، وأقتصر على هذا الذى بيده ، ويبلغه كان كان فى الدنيا لأن نعيم الدنيا ليس بنعيم ورخاءها ليس برخاء ، إنما النعيم والرخاء فى الآخرة".