مع الفقراء
[SIZE="5"]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وأعز وازكى واشرف تحياته ..... وبعد
اليوم سيكون موضوعنا أن شاء الله تعالى (( مع الفقراء)) اسأل الله أن يغنيهم بغناً من عنده انه سميع مجيب.....
(( مع الفقراء ))
عدد من الناس اليوم أخلاقهم تجارية..
فالغني فقط هو الذي تكون نكته طريفة فيضحكون عند سماعها.. وأخطاؤه صغيرة .. فيتغاضون عنها..
أما الفقراء فنكتهم ثقيلة .. يسخربهم عند سماعها..وأخطاؤهم جسيمة يصرخ بهم عند وقوعها..
أما حبيبنا وسيدنا محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان عطفه على الغني والفقير سواء..
قال انس رضي الله عنه : كان رجل من أهل البادية اسمه زاهر بن حرام ..
وكان ربما جاء المدينة في حاجة فيهدي للنبي صلى الله عليه وسلم من البادية شيئاً من إقط أوسمن.. فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج إلى أهله بشيء من تمر ونحوه..
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه .. وكان يقول (إن زاهراً باديتنا ونحن حاضرته ).. وكان زاهراً دميماً..
خرج زاهر رضي الله عنه يوماً من باديته فأتى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجده وكان معه متاع فذهب به إلى السوق.
فلما علم به النبي صلى الله عليه وسلم مضى إلى السوق يبحث عنه فأتاه فإذا هو يبيع متاعه والعرق بتصبب منه وثيابه ثياب أهل البادية بشكلها ورائحتها.
فاحتضنه صلى الله عليه وسلم من ورائه وزاهر لا يبصره ولا يدري من أمسكه.
ففزع زاهر وقال أرسلني , من هذا ؟
فسكت النبي صلى الله عليه وسلم.
فحاول زاهر أن يتخلص من القبضة وجعل يلتفت وراءه فرأى النبي صلى الله عليه وسلم فاطمأنت نفسه .وسكن فزعه.
وصار يلصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمازح زاهراً ويصيح بالناس يقول من يشتري العبد من يشتري العبد؟
فنظر زاهراً في حالة فإذا هو فقير كسير لا مال ولا جمال فقال إذاً والله تجدني كاسداً يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكنك عن الله لست بكاسد أنت عند الله غال فلأ عجب أن تتعلق قلوب الفقراء به صلى الله عليه وسلم وهو يملكهم بهذه الأخلاق .
كثيراً من الفقراء قد لا يعيب على الأغنياء البخل عليه بالمال والطعام لكنه يجد عليهم بخلهم باللطف وحسن المعاشرة.
وكم من فقير تبسمت في وجهه وأشعرته بقيمته واحترامه فرفع في ظلمة الليل يداً داعية يستنزل بها لك الرحمات من السماء.
ورب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لايؤبه له لوقسم على الله لأبره.
فكن دائم البشر مع هؤلاء الضعفاء
((( لعل ابتسامة في وجه فقير ترفعك عند الله درجات)))
انتهى النص وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم[/SIZE]
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن بن مساعد ; 28-05-2010 الساعة 04:18 AM.
|