
31-05-2010, 04:42 PM
|
|
قد يكون القادم يا خليج اشد وأنكأ....؟
[aldl]http://img104.herosh.com/2010/05/31/921079942.jpg[/aldl]
ليست نظرة كوارثيه تلك التي تفوح من صدور وأقلام المحللين والمراقبين والساسة, حول تسارع أحدث منطقة الخليج العربي المضطرب. إن المخاض التي تعيشه المنطقة بداء يشكل مفاصله الهامة في المستقبل المنظور, وكأن بركان خامد يوشك على الانفجار قاذفا معه الموت والدمار في كل الأرجاء وليرسم ملامح طبوغرافية في النفوس قبل تلك التي على تضاريس هذه المنطقة الملتهبة.
إنها الساعات الأخيرة قبل الكارثة, وأعادت ترتيب الأوراق والصفوف, وأن كان ما يجري تحت الطاولة السياسية,لا يشكل إلا استراحة محارب يوشك أن يشهر حسامه.
نعم هناك مارد يجب أن يخرج من بين الرماد وهو إما قاتل أو مقتول. لا رجعة في المضي قدما, وان تسارعت الخطي أو تباطأت بدايات الحسم في الخليج والتي لا تحتمل أكثر من ذلك فخارطة المواجه ترفع وتطوى منذ زمن.
المخلصون تحدثوا عن مشروع يكون ندا في حالة نشؤ الأزمات ولملء الفراغ القاتل لتخاذل العرب عن قضاياهم. إلا أن تبعات الصورة القاتمة لتجارب العرب مع تاريخهم الساخن والمهلهل ابتداء بالقومية والناصرية, ثم البعث والتقدميون, ثم سياسة المصالح وتاريخ الخيانات التي تحفل بها أدراج السياسة العربية منذ نصف قرن جعل هذا المشروع ساذجا وممجوج فاتفاقية الدفاع العربي المشترك التي لها أكثر من 60 عام حبر على ورق أثبتت فشلها في أكثر من مواجهه, وكذلك اتفاقية دول إعلان دمشق, وأخيرا قوات درع الجزيرة ذات ال8000 جندي . أحبار تكتب وتمحي ويلوح بها وتخفي حسب لعبة الكراسي الحاكمة, وليس لها علاقة بمصير ومستقبل شعوب هذه المنطقة واستراتيجياتها, وهاجس البقاء كند يحمل رادعة وقوته من مكتسبات اقتصاده وقوة شعبه.
[aldl]http://www10.0zz0.com/2010/05/31/13/408683541.jpg[/aldl]
التفتيت قطع شوطا كبيرا في عزلة الكيانات العربية بشكل يناسب سياسة الأمر الواقع الذي يجب أن يعاد بموجبة إما ترتيب دول منطقة الخليج العربي حسب موازين القوى في الخليج والشرق الأوسط, أو المواجهة التي تحمل في جانب من جوانبها ثارا تتأجج ناره في أروقة ودهاليز الحكم في طهران من عشرين عاما, مرورا بضعف دول الخليج وتباين أولويات كل مها والذي يجب تضعه دول الخليج في الحسبان. وانتهاء بتلك التلميحات المذهبية التي ستصيب دول الخليج في مقتل عند قيام أي مواجهه. ولعل محاولة رأب الصدع العربي بين دول المنطقة إلا أخر الخيارات التي يمكن أن تسبق صوت المدافع.
لكن هل الخطر كله إيران؟ وهل العتب على إيران والذي يمارسه السياسيون فيلوحون به تارة ويصمتون عنه تارة, يحمل المقابل العسكري والتقني والاقتصادي الذي يلجم إيران في مقابل ذلك الدور المتنامي لفكر الثورة وخططها وتهديداتها العلنية؟
لنحاول فهم الصورة التي في أذهان شعوب هذه المنطقة. أمريكا هي شرطي المنطقة وحامي الحمى لاشك أن هذا الدور يلعب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية, ليست هذه مشكلة..! هل فعلا أمريكا هي شرطي منطقة الخليج؟ إذا استطعت أن اقنع نفسي بهذا. ماذا لو مات هذا الشرطي؟ أو أزيح لسبب من الأسباب إما بسنة كونية كما ينتظر الكثيرين؟ أو لبزوغ صراع هائل تفقد معه أمريكا هذه الامتيازات الهائلة, هذا التصور ممكن...
ترى هل دول الخليج المكشوفة بما تملكه من ترسانة أسلحة جيدة وهذا لاشك فيه تستطيع الوقوف أمام الزحف الفارسي, في ظل انعدام الاستقرار والأمن في العالم كله؟ خاصة أن للخليج أعداء من دول وجماعات سواء من الشمال أو الجنوب فضلا عن الشرق وكذلك من داخل هذه الدول هناك من يدعم المد الإيراني وينظر لسيادة وسيطرته.
إن تكامل الدور الأمريكي الإيراني في منطقة الخليج يخدم لعبة المصالح التي تدور أسرارها تحت طاولة الجاسوسية والمصالح فقط وخاصة في العراق وسوف يستمر.( لذا لم يجد وزير الخارجية السعودي إلا أن يعلنه صراحة ويحذر منه وهذا قد يفسر الانفتاح الهائل في السياسة السعودية على الشرق) أما إذا خرجت هذه اللعبة عن السيطرة فيجب أن يكون التحرك مباغتا وسريعا لكسب ارض المعركة التي تعلم أمريكا أنها منطقة مفاوضات مع النظام الإيراني منذ بداية ثورة الخميني في نهاية سبعينات القرن العشرين ويمكن أن تسلب منها عند نشوب حرب كبرى في المنطقة.
خاصة إذا علمنا أن الحرب القادمة هي انتحار لأمريكا المنهكة اقتصاديا وعسكريا في مقابل دول كبرى تنتظر هذه الفرصة. وانتحار لإيران التي قطعت على نفسها خط الرجعة ونشبت مخالبها في الجميع تحت عناوين وشعارات خادعة. وانتحار لدول الخليج المسترخية والتي تحاول الحفاظ على شعلة أبار النفط مشتعلة بأي ثمن. وانتحار لمنظومة الأمن في الجزيرة وفي الشرق الأوسط*.
هذا هو رهان إيران الذي تلوح به والتي سوف تكون خسارتها اقل بكثير من الآخرين.
إلا في حالة إبادة ملايين البشر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ستبقي إسرائيل في مأمن من هذا كله خاصة إذا علمنا أن حرب الأعصاب التي تمارسها إيران وحلفائها للاستنهاض الشعوب العربية ضد أنظمتها وتضخيم عداوتها وحسابات الموجهة المقبلة مع إسرائيل للاستهلاك الإعلامي فقط. وهذا سوف يساعد على إضعاف الجبهة الداخلية وظهور انقسامات دخل كل دولة عربية.
ـــــــــــــــــــ حصري ــــــــــــــــــــــ
براااق الحـــازم 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|