السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قيل أن الكمال أمر مسحوب من بني آدم إطلاقاً ومجازاً وقطعياً وعبثاً ، بكل الأشكال مسحوب ، لأنه لا كامل إلا وجه الله ، وهذا أمر يرى بعين الواقع أنه من مسلمات الحياة ولا جدال في ذلك او دعوني أقول في (زلك) على اللهجة المصرية التي تنم عن ثقافة ... أحياناً !
لهذا تم إستحداث مصطلح (مثالي) ليحل بديلاً لكلمة (كامل) بالنسبة للبشر ، وكما يقول الفلاسفة :
صفة الكمال لا تصلح لتطلق على البشر الا مبالغةً دون واقعية ، ولكن في البشر مثالي ، والمثالي لا يطلق على شخص خالي العيوب ، بل يطلق على شخص له عيوب ولكنها قليلة ويحاول ان يداريها عن اعين الناس ، ولا أرى بعيني أن الأرض افتخرت برجل مثالي كنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو فخر الأرض وصفوة الأنبياء والمرسلين ، صفوة البشر ، صفوة الصفوة .
ولكن أحياناً يتدحرج بي الفكر إلى واحات جميلة الطالع ، لكنها بلا ألوان ، ترى كل مافيها قاتم لا وضوح فيه ، ولأن الفضول ظل بني آدم! أجده يحاول دائماً تلوين تلك الصورة ، واحياناً يصيب وأحياناً كثيرة يخيب ، ومن هذه الصور :
نظرت بتواضع عيني وقصر نظرها إلى الإنكار ، فوجدت الرجل يحلف كذباً ، ويقسم غموساً ، فعجبت من الإنكار وكيف كانت بدايته ، هل كانت إنطلاقته دفاعاً عن حق ، أم كانت بدايته جهل ، أم أنه الرجل اللعين (الكذب) ، وهل أتى بمحض الصدفة ، أم أنه كان وليد ترتيب وتنسيق ، أم أنه فرض نفسه فرضاً !
نظرت إلى الطلاق فحارت النظرة بين واقعه المؤسف ، وبين ماض العلاقة الجميل ، فبعد الود وُلِد الصد ، وبعد الموده ، أصبح كلا الطرفين يرى الآخر بعين الظلم ضده ، وبعد اللين والتواد والرحمه ، حل البغض والكره والهجران ، أليس القلب واحد ، والفكر واحد ، وكلاهما اختار الآخر ، عجيب أمر الطلاق !
نظرت إلى البشر ، فوجدت الرجل يعشق رجلاً "شهوةً" ، والأنثى تعشق أنثى "شهوةً" ، فتطاير العجب من عيناي تعسفاً ، وارتسمت في عيناي سخرية اللحظة ، فرأيت مزارعين يحتضنان بعضيهما بجوار وردتين محتضنتان لبعضهن ، فضحك الجفن تفاخراً وقال إنه الشذوذ إنه الشذوذ ، هو الإنحلال ، وفي عشق المرأة لرجل بصورة غير شرعية أمر حرام لكنه في عين الواقع حرام في فعل حلال ، ولكن أن يكون الحرام في صلب الحرام فهذا ما لم اجد له تفسير .
أكتفي بهذا وأعتذر عن الإطالة.