[أبو سجى]

كان (أحمد) جالسا في صالة المعيشة مع زوجته (سارة) يتابعان بصمت برنامجهما المفضل على التلفزيون .. ولم يقطع ذلك الصمت سوى رسالة جوال أحمد .. حاول ان يتجاهل الرسالة ويستمر في متابعة البرنامج ولكن نظرات سارة تلح عليه بقراءتها .. فتح الرسالة وقرأها وإذا هي كالعادة رسائل دعائية. سألته سارة من المرسل وماذا يريد .. رد هو بقوله إنها رسالة دعائية عن المحل الفلاني يعلن عن تخفيضات 70%. وضعت سارة كوب الشاي الذي كان بيدها وقالت ماذا ؟المحل الفلاني لديه تخفيضات .. يالله .. منذ زمن وأنا اتمنى ان اشتري من ذلك المحل بعض الأغراض لي وللأطفال ولكن لعلمي بإسعارة الغالية جدا ترددت .. اما وأن هناك تخفيضات، فغدا، إن شاء الله، سنذهب إلى هناك .. ماذا قلت ياحبيبي؟

سكت أحمد قليلا .. وقال في نفسه: إن ذهبتُ بها إلى هناك فلربما قضت على ماتبقى من راتبي .. وإن رفضت الذهاب فسيكون هذا اسواء ويكند أقضيه في المنزل .. ولكن تدارك وقال إن زوجتي عاقلة ولن تشتري إلا ماتحتاج اليه .. ثم قال: سنذهب غدا إن شاء الله ..

بعدها بدقائق اتصل هو بنفسه على شركة الإتصالات التي تقدم له خدمة الهاتف المتنقل متوسلا اليه ان يوقف عنه سيل الرسائل الدعائية التي ازعجته .. قال له الموظف .. اسف لا أستطيع أن اوقف هذه الرسائل .. ولكن يمكنك ان تشترك في خدمة تصفية الرسائل المزعجة بإشتراك شهري رمزي قدره كذا وكذا وتتخلص من إزعاج الرسائل .. رد أحمد بغضب ولكن لماذا اصبحتم مثل المنشار يأكل في الذهاب والإياب .. اليس مرسل هذه الرسائل الدعائية يستعين بالخدمة المقدمة له من لدنكم .. ثم من الذي زود هذه الشركة وتلك بأرقام العملاء ليزعجوهم برسائلهم .. وأغلق الخط وهو مغضب ..

وفي اليوم التالي ذهب مع زوجته للمحل الذي عليه تخفيضات وهي لا تكاد تصدق نفسها .. فالمحل الذي كانت تمني نفسها بالشراء منه اصبح الأن يبيع البضاعة بـ 70% أقل من سعرها في الأيام العادية .. فما أن وصلوا إلى المحل، حتى وجدوا لوحة كبيرة أمام المحل تؤكد ماجاء في الرسالة بأن هناك تخفيضات على البضاعة ..

دخل الزوجان وسحبا عربة التبضع وذهبا يمنة ويسرة ويضعان في العربة كل ما ارادا .. ثم نظر أحمد إلى سارة وقال أظن ان هذا يكفي .. قالت له نعم أظن هذا يكفي .. توجه الزوج بالعربة إلى كاونتر المحاسبين ثم أخذ المحاسب يحسب الأسعار ويجهز البضائع في أكياس خاصة .. وبعد الإنتهاء من عملية الحساب فؤجئ أحمد بالمحاسب يطلبه مبلغ لم يكن على البال ولا على الخاطر .. فظن أحمد ان المحاسب يمازحه .. عفوا، كم الحساب، فأنا لم اسمعك جيدا .. فأعاد عليه المحاسب الرقم الذي ارتعدت له فرائض أحمد المغلوب على امره .. وقال له يا أخي اليس عندكم تخفيضات 70% .. فكيف هذا السعر الخيالي .. وماذا سيكون السعر لو لم يكن هناك تخفيضات .. قال له المحاسب ولكنك ياسيدي لم تشتري من البضاعة المخفضة .. عندها جن جنون أحمد وقال .. ماذا تعني ببضاعة غير مخفضة؟ وماذا تعني هذه اللوحة الكبيرة التي تم وضعها بالخارج والرسالة التي جاءتني على الجوال البارحة .. عندها اخذ المحاسب بيد اأحمد وخرج به إلى اللوحة وقال له يبدو أنك لم تننبه ياسيدي إلى هذه العبارة بالأسفل ((العرض يشمل عينات مختارة فقط)) .. عندها صاح الزوج قائلا ولماذا لم تكتبوها بخط عريض وكبير يمكن للجميع تمييزها .. عندها رد عليه المحاسب قائلا لا دخل لي بما تقول فإما أن تدفع ماعليك أو ترجع البضاعة .. قال الزوج وهو يحترق الما .. لن ادفع ريالا واحدا على هذه البضاعة ولكن دعني ارى البضاعة التي يشملها التخفيض وأشتري منها .. عاد هو وسارة مرة أخرى إلى داخل المحل بعربة أخرى ثم توجها إلى قسم التخفيض .. فوجدا هناك عجبا .. الملابس المعروضة إما مقاسات صغيرة جدا أو كبيرة جدا وعندما تطلب من عامل المحل بأن يحضر لك مقاسك من المستودع يعتذر بقوله للأسف لقد نفذت الكمية .. ولكن هناك بضاعة جديدة ربما تناسبك ..

نظر أحمد إلى سارة قائلا لها، لقد كان طعما لنا حتى نأتي اليهم .. وخرج من السوق وتبعته زوجته .. ولم يشتيريا شيئا .. وما كان منه إلا أن اتصل على شركة الإتصالات طالبا منهم الإشتراك في خدمة حجب الرسائل الدعائية المزعجة حتى لو كلفته نصف مايدفعه على الفاتورة المعتادة ..

وكتبه أبو سجى ...