إلى عهد قريب وأنا اعتقد أن الأسد ملك الغابة وأن جميع الحيوانات تحت ملكه وسلطانه .. إلا أنني فوجئت بأن هذه المعلومة خاطئة ولا تمت للواقع بصله .. فالأسد لا يعيش في الغابة أصلا بل يعيش في السهول وأطراف الغابة .. والفضل في اعتقادي بأن الأسد هو ملك الغابة يعود إلى مناهج ما قبل عشرين عاما .. وبخاصة في كتاب القراء للصف الثاني الابتدائي الذي كانت افتتاحيته بموضوع (ناجحون) ذلك الموضوع الذي لا يمكن أن تخرج منه بفائدة تُذكر سوى تكرار كلمة ناجحون 9 مرات فيما أذكر..
ولا ننسى فضل المعلمين في تلك الفترة الذين كان لهم باع طويل في ترسيخ مثل هذه المعلومات في أذهاننا .. وإذا اراد الطالب مناقشة أستاذه ليصحح له معلومة فإنه يكون قد جنى على نفسه ومصيره سيكون مستشفى المخواة العام قسم العظام وبعدها قسم الجراحات التجميلية ... وهذا لأن والدي ووالدك(رحم الله الأحياء منهم والأموات) عندما اوصلانا إلى المدرسة في اول يوم للدراسة قالوا للمدير(لك اللحم ولنا العظم .. فرد المدير مالك إلا ولد يقرا) .. لك أن تتخيل بعدها الإرهاب الذي مورس علينا والسبب هذه الإتفاقية الظالمة ..
لقد كنا في ذلك الزمن نخاف من المعلمين والمدير أيما خوف .. حتى أنني – والله – كنت لا أحضر بعض المناسبات الإجتماعية خوفا منهم مع أن المدير كان خالي .. وكان إذا خالي(المدير) جاء ليسلم على والدتي لا أخرج إليه .. وإن خرجت أخذت والدتي في إعادة تذكيره بالإتفاقيه أنفة الذكر فما يزيد عن قوله(لكم ولد يقرأ) .. لقد كان معلمونا(رحم الله الأحياء منهم والأموات) يتفننون في عقابنا ويبتكرون اساليب لا اظنها خطرت على بال هتلر .. ولكم ان تتخليوا ايها الإخوة طالب في الصف الثالث الإبتدائي واقفا على رجل واحده ورافعا يديه للإعلى طوال 45 دقيقة لا لاشيء وإنما لأنه لم يحل الواجب .. أو لأنه ضحك في الفصل ..
لطالما كنا ونحن صغارا نقنت على المدرسة والمدرسين شهرا كاملا .. وندعوا الله ان يرسل عليها مايخفيها عن الوجود حتى نرتاح ولو يوما واحدا ..
مع هذا كله، إلا أنني ابكي على حال التعليم الآن .. وأقول( الا ليت ذلك الإرهاب يعود يوما ... فإخبره بما فعلت الوزارة بالمعلمين بعد قرار منع الضرب في المدارس) ..صحيح أن التعليم عملية تربوية في المقام الأول ولكن مالذي يمنع من الضرب في بعض الحالات .. وإني ازعم أن بعض الطلاب لو قتلته لما كان عليك شيء وذلك لسوء سلوكه وقلة أدبه مع الطلاب والمعلمين وأصبح يمارس دور بلطجي الحارة في المدرسة .. (لكن لا تقتل احد ترى ابو سجى ماراح ينفعك)
والأن انقلبت الأيه رأسا على عقب فأصبح المعلم هو الذي يخاف من الطالب ويتجنب إغضابه إن لم يكن ذلك خوفا من الطالب نفسه فخوفا من أهله الذين سيأخذون حق ولدهم إما بشكوى المدرس على مرجعه أو بأيديهم في بعض الأحيان ..
لكم الله ايها المعلمون، وكأنني اسمع احدكم وهو خارج من بيته يقول(اللهم إني اسألك خير هذا اليوم فتحه وبركته وعافيته ونصره .. اللهم أحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي) وعند ترك سيارته في مواقف المدرسه ينظر اليها ويقول(استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه)
وكتبه أبو سجى ...