[فهد سعود الزهراني]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا يخفاكم انا شعب فوضوي ولا يخفاكم انا بحاجة الى قوانين قوية تطبق على الجميع من أجل وقف مسلسل ازهاق الارواح الذي يذهب ضحيته اعداد كبيرة من ابناء هذا البلد ومن المقيمين بسبب الحوادث المرورية القاتله.

وللأسف ان انظمة المرور عندنا على طول المدة الماضية من عمرها والتي تمتد عشرات السنين لم يساهم في وقف هذا النزيف بل شاهدنا وقرأنا أزدياد هذه الارقام حتى وصلت الى أرقام مخيفة لم تسجل في الحروب بين الدول ولا اعظم مصيبة من الاعلان قبل كم شهر من تسجيل المملكة العربية السعودية الرقم الأول عالميا في نسبة الوفيات بسبب الحوادث المرورية.

كل هذا يدل بجلاء على فشل خطط المرور والاستراتيجيات التي بنى عليها تطلعاته لتنظيم السير وتخفيف الحوادث والالتزام بالانضباط بين كل قائدي العربات على الخطوط الطويلة والداخلية.

ولما كانت الحاجة لمزيد من القوانين التي تردع المخالفين والمستهترين بأرواحهم وأرواح الاخرين اتانا نظام ساهر وهو نظام متكامل لادارة المرور وتسيير االزحام في السوارع والتحكم الالي في الاشارات وارشاد السائقين في حالة وجود مايعيق مسيرتهم في الشوارع من خلال رسائل على لوحات تنشأ لهذا الغرض ويوجه بها قائدي العربات للخروج من الشارع وايجاد الطرق البديلة .

مما يؤسفنا ان كل هذه الامور التي تكوّن نظام ساهر لم يطبق منها الا آخر فقرة في النظام وهي انشاء كاميرات المراقبة لرصد المخالفين عند الاشارات وعلى الطرق الدائرية والحيوية في المدينه وبدأت التجربة فعليا في مدينه الرياض وسوف تكون تحت مراقبة 5000 كاميرا مراقبة وسوف تطبق تدريجيا على باقي المدن..

والملاحظ هنا في الرياض اولا ضعف التوعية والتعريف بهذه النظام وقد سبق بحمله استطيع ان اسميها (النائمة) من قبل افراد المرور وذلك عن طريق تكدس الافراد عند الاشارات لمدة اسبوعين تقريبا وقد قضوا جل وقتهم في السوالف وفي احسن الاحوال تم رصد بعض المخالفات لبعض السيارات بدون تعريف وتثقيف للناس حول هذا النظام.

كذلك من أهم النقاط التي اثارت حفيظتي واثبتت ان البرنامج ماهو إلا حلقة من حلقات استنزاف جيوب الناس هو وجود سرعات متفاوتة مسموح بها داخل مدينة الرياض وبشكل يدعوا للأستغراب فمثلا على الطرق الدائرية تكو السرعة المسموح بها هو 120 وفجأة وبدون مقدمات تجد امامك لوحة تفيد ان السرعة المسوح بها 100 وبعدها تجد 120 وهو نفس الطريق ونفس المسارات ولا يوجد اي سبب مقنع لوجود التصرف الا الرغبة الاكيدة في التحايل وايقاع اكبر عدد من السيارات وجمع اكبر مبلغ من المال من هؤلاء المساكين.

كذلك في الطرق الداخلية لايوجد نظام تستطيع ان تمشي به وأنت مطمئن فهذا الشارع السرعة المسوح بها 70 وذاك 80 وذا اقل وذاك اكثر والادهى عدم وجود لوحات ارشادية في كثير من الشوارع وبعضها توجد في مناطق لا يمكن مشاهدها او الانتباه لها.

إنا بحاجة الى هذا النظام الصارم لقمع كل هذه التجاوزات من قائدي المركبات وخاصة ممن يمارس قطع الاشارات ويمارس السرعة الجنونية والتي تسبب في كثير من الوفيات والتلفيات الكبيرة ولكن يجب ان يكون هناك نظام واضح وعدم تحايل عل الناس بهذه الطريقة التي تثبت ان هاجس جمع الاموال واستنزافها من جيوب الناس هو المسيطر والمحرك لهذه النظام مع الاسف.

ختاما اليكم هذه السيارة التي ركب عليها كاميرات ساهر وشاهدوا كيف سجلت اكثر من عشرين مخالفة في حوالي 4 دقائق..
[youtube]