[أبوفجر]

مقال صارم بكل ما تعنيه الكلمة


حمدان الدلبحـــي
بعنوان:
كديش بنغلاديش

الطبيعة البشرية تكره ثلاثا:ً النعيق,والنهيق,والزعيق.
فالأول والثاني تقبع في أماكن معينة وقلما نسمعها.
أما الثالث فهو ما ابتلينا به في عصرنا الحاضر فإذا أدرت المذياع أو تنقلت بالريموت أو تناولت صحيفة لتروي ثقافتك فلن تسمع إلا زعيقاً يصم الآذان تقشعر منه الأبدان صوت بلا صدى و وقعه بلا مدى ليمضي وقتك سدى.
جزيرة ينفى إليها كل من ارتكب جرماً في حق الإنسانية وكل من حول القلم إلى خنجر سام وتجاوز فيه حدود المنطق والمعقول لا أقصد تلك الجزر التي كانت دولة الهند تنفي مجرميها إليها ومع استمرار إرسال المجرمين حدث ما لم يكن في الحسبان وأسسوا دولة سميت بنغلاديش بل أقصد جزيرة ليس لها مكان على الخارطة لبها نتن ولحاها عفن ضمت من لفظتهم أنديتهم وصحفهم إلى من يهذرون بما لا يدرون لتكتمل المجموعة المسعورة فتنهش أجسادنا بوحشية وتدمي قلوبنا وتفتك بعقولنا من خلال ما تبثه من سموم لتقيد الحرية كي تتماشى مع أهوائها وشهواتها وعلى مر السنين لم تجد من يردعها ولا من يحاسبها جراء ما تقترفه حتى تجاسرت على الرؤساء فمنهم من أطاحوه ومنهم من روضوه وأخيراً وليس آخراً الكبير وصلوه باختصار إنها الحصانة والتحصين.
ومن خلال ما سبق يتضح للقارئ الكريم أن هناك علاقة بين الفئتين فالأولى لا تملك عقلاً مطلقا والثانية تملك عقلاً مكبلا و متحجرا.
ميزة هذه الحادثة أنها كشفت المتلونين وعرتهم أمام الملأ فمن المؤلف الشهير إلى من يقبعون تحت سلطتها لا يمكنهم الخروج عن طوعها فتقطع أصواتهم المتهدجة وتتساقط أقلامهم المتهرئة فتحجم عنهم المعونات والشرهات.
سؤال أختم به لكل ذا لب:
كيف تسمح لنفسك بأن تهدر وقتك الثمين لأجل من طوع فكره وباع قلمه لمن يدفع الثمن؟!


(منقووول)