[ابو نضال الدوسي]

محاسبة النفس
يجب على الانسان المسلم أن يقف كل حين ويحاسب نفسه وينظر موقع قدمه فإن ذلك ادعى لاستقامة النفس وتوطينها على الخير وإلزامها طريق الاستقامه وصدها عن الشر وآثامه ......فإن كان محسنا ازداد احساناً وإن كان مقصراً ندم وتاب
قال الله تعالىيأيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد)....
قال ابن كثير في تفسير هذه الايهأي حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا,وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الاعمال الصالحه ليوم معادكم وعرضكم على ربكم)
وقال ابن القيم رحمه الله تعليقا على قول الله تعالى إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)...
قال فهو حقيق أن يحاسب نفسه قبل ان يناقش الحساب .
وإذا كان أرباب الدنيا وأصحاب الاموال يراجعون حساباتهم بين حين وآخر لينظروا في ربحهم وخسارتهم وماقدارها وكيف يزيدون الارباح ويقللون من الخسائر ...فأنت أحق بذلك ونفسك أولى من حسابات الاموال ....بل وآخرتك أهم من دنياك كلها.
ورحم الله الحسن البصري الذي قال: المؤمن قوام على نفسه يحاسبها لله وإنما خف الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا ,وإنما يشق الحساب يوم القيامه على قوم اخذوا هذا الامر من غير محاسبه.
وقال مالك بن دينار رحمه الله تعالى رحم الله عبداً قال لنفسه ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة ثم خطمها , ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائداً)
أما الحديث عن طريقة محاسبة النفس وكيفيتهم فيجملها لنا ابن القيم الجوزيه فيقول رحمه الله جماع ذلك أن يحاسب نفسه أولا على الفرائض فإن تذكر فيها نقصاً تداركه , إما بقضاء أو إصلاح ثم يحاسب على المناهي , فإن عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبه والاستغفار ,والحسنات الماحيه , ثم يحاسب نفسه على الغفله , فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والاقبال على الله تعالى).
ولمحاسبة النفس فائدتان عظيمتان :
الأولى: معرفة حق الرب جل وعلا والتزود من الطاعات والنوافل.
الثانيه: معاقبة النفس على التقصير والابتعاد عن مواطن الزلل.
وأفضل أوقات محاسبة النفس غذا كان الانسان صافي الذهن في وقت هدوء وسكينة قبل النوم مثلا أو في أي وقت يرى الانسان حاجة لذلك فيقرب الوقت الذي استفاد منه ويطرد ما يشغل ذهنه ويضيع وقته من أصحاب سوء أو ملهيات محرمه أو امور تحمه فائدة هذا الوقت العظيم..
فيا أيها الحبيب:
حاسب نفسك قبل أن تحاسب وراجع أمرك واستفد من لحظات حياتك.....0000 من كتاب الشيخ عبد الملك القاسم