الإعلام القوي سلاحٌ مشروع ومن المُسَلّم به أن يصبح لكل أمّةٍ
جانباً إعلامياً بمساحةٍ كافية من الحُريّة , ولكن عندما تُنشأ مثل تلك
القواعد الحربية والمؤسسات الإعلامية في بلدٍ ما على أساس مناكفات
سياسية مع حكومات أقطار مجاورة تجمعهم روابط الدم والدين والمصير الواحد
لتبدأ خوض غمار حربٍ إعلامية جنّدت من أجلها كوادر بشرية
ليس لديها الإيمان الصادق بمبادئ تلك الأمّة ومُسلّماتها فهذا يعني
بأن حكومة هذا البلد بدأت تستخدم في هذه الحرب الإعلامية أدوات
لم تكن من معتقداتها ولا من ثوابتها مستعينةً بأقرب الغرباء وأبعد الأقوياء
للاستناد إليهم ضعفاً ونكايةً , وهنا بدأت تخون نفسها وتضع شعوبها
على شفير الهاوية .
هذا هو واقع الحال في قطر
.
وهذا النهج يكون عادةً من الدويلات التي لا تقوى على مجابهة الدول الأكبر منها
كوسيلة لتصفية رواسب الحسابات المتراكمة .
. . .
وفي المقابل ليس الوضع أحسن حالاً لدى الساسة الإعلاميين في الدول المعنية
والمقصود إيذائها بتلك الحماقات , فقد رسمت لإعلامها خطّاً أكثر إسفافاً
وأشد انحلالاً لإلهاء شعوبها عن أجواء المعترك السياسي الملغوم
ولكن بعيداً عن تطلُعات تلك الشعوب التي لم تؤخذ في الحسبان بكل مصداقية
ولم تكن منصفةً لهم ولا لسان صدقٍ لآلامهم وآمالهم .
فبدلاً من توعيتهم وتبصيرهم تم إغراقهم بسيلٍ من المحطات الفضائية
التي نجد خطوطها العريضة إخبارية وما بين سطورها خلاعية تدعو للإباحية .
من المستفيد ومن المتضرر ؟ . .
بالطبع ستدفع هذه الشعوب الثمن أولاً وستدفعه الحكومات والأحزاب المهيمنة
على تلك المؤسسات لاحقاً لاعتمادها في منهجية الإعلام لرأب الصدع
الذي أحدثهُ الإعلام المضاد على تضليل واستغفال الشعوب .
. . .
خلاصة القول أن المُتتبع العادي للمشهد السياسي الخليجي والعربي
والذي بُنيت عليه خُطَط واستراتيجيات المؤسسات الإعلامية لديها تتشكل لديه
صورةً واضحة لتفكك وشائج العلاقات السياسية مما أمكن من اختراق
الروابط الهلاميّة لتلك الحكومات من قِبَل الأعداء اليقظين والمتربصين الذين أعدّوا
أنفسهم جيّداً منذُ وقتٍ مُبكّر
.
ومضه : الرياضة تحظى بجماهيريـــــة واسـعة النـطاق
ومحاولة احتكارها سببٌ وجيه لإثبات الهيمنة الإعلامية
.
بُراق الحازم . . بُراقٌ يُستضاءُ بفكره