رد: ما أغرب الصادقين وما أرفع مقام المتصنّعين
سيف....
صباح الخير....
اخشي أن تكون ثقافة المجتمع تسير نحو تأصيل هذا التوجه, فالمركب الذي يسير في عروقنا هو نتاج تلك المواقف التي تمر بنا في حياتنا اليومية.
انظر يا صديقي, إذا نزعنا الدين والوازع الديني من نفوس الرجال فكيف تكون النتيجة.؟
هناك مجموعة من الحقائق التي تدرس في علم الاجتماع, قد يكون من بينها نظرية ذوبان الجزء الاجتماعي في الكل.
وهذه النظرية هي شكل من أشكال الممارسات الجماعية التي يفرضها ظرف ما... فتتحول بشكل من الأشكال إلى سلوك اجتماعي... فمن يعيش في مدرجات المشجعين ينجرف وراء إيقاع نفسي وجسدي فرض بالإكراه من قبل عامة المشجعين, ايجابي كان أو سلبي.
إن انتزاع الحق أصبح في جملته رهن الحيل والالتفاف على النظام, ولك أن تسير في أي دائرة حكومية لترى كيف يمكن أن تجد لك موطئ قدم صدقه بين كم المتناقضات التي تعج بها دوائرنا الحكومية, فالواسطة والرشوة والمحسوبيات لها حكم الأولوية في فصل الخطاب, ثم يأتي بعد ذلك القانون الذي يلزم أصحاب الطريق السوي.
هذه الثقافة أصبحت تنشي في المحا ضن التربوية والتعليمة خلال أجيال...لذلك نرى تغير كبير في قيم المجتمع وثقافته بتغيير المؤثرين في حياة الناس وهم نتاج أجيال عاصرت كم كبير من التناقضات والازدواجية في كل شي. فأصبحت القيم الفاضلة ملك مجموعة من الناس يصعب عليهم التواصل مع مجتمعهم في كثير من الأحيان, بل قد ينظر إليهم كما قلت بشي من الدونية والاستصغار.
إذا كان الكل الجماعي هو من يسير هذه الثقافة البليدة ويدفع بها نحو التشرذم في غياب قانون ينظم طبيعة العلاقات والمعاملات تحت سقف العدل والمساواة وغياب مراقبة الله والخوف منه في جميع أمورنا فسوف يصعب طلب الحق في المستقبل وسوف يلجئ الجميع إلى تغيير كل قناعتهم ومعتقداتهم ونصبح مجموعة من المجاهرين باقتناص الفرص تحت أي ذريعة ودون الاكتراث بالحقوق الضائعة أو أصحابها تحت قانون ( من وسعه الحيلة فليحتال).
وكزة...
أصبحنا نصدر تقييم لبعض أبنائنا, تحت ستار العطف فهذا " صدّاق " ضعيف " أبن حلال ", وهذا عفريت ولئيم.. هذا التصنيف جزء من تربية راجعة يلتفت لها الكثير من الأطفال بذكاء شديد.
سف العرب....
كم هو جميل أسلوبك في تلك الجمل المختصرة.
وتلك السهولة في إيصال فكرتك.
تحياتي لك.
أخوك براااق الحـــازم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|