المسجد
مسجد السعاده
الموقع
حي المنتزهات بجده
عنوان الخطبه
الامتحانات
ملخص الخطبه
تعيش البيوت في هذا الشهر أزمةً الامتحانات التي تطرق الأبواب كل عام ... وما إن يقترب هذا الموسم حتَّى ترى كثيراً من البيوت قد أعلنت عن حالة التأهب القصوى ، والاستعداد الكامل ، لدخول معمعة الامتحان التي يكرم المرء فيها أو يهان ! وهذا جهدٌ مشكور ، وعملٌ مأجور ، إذا صلُحت النيَّة ، وخلُص المقصِد لله ربِّ العالمين .
ولكننا لو تأملنا هذا الاهتمام ، من أجل هذا الامتحان ، ثمَّ نظرها إلى ضعف الاستعداد ، وقلَّة الاهتمام ، وشدَّة الغفلة ، عن ذلك الامتحان الرهيب ، الذي خلقنا الله تعالى من أجله ، وأنشأنا له ، لرأيت العجب العجاب .
قال تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) ...
وقال تعالى : ( ولنبلونَّكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم ..)
والفرق واسع ، والبون شاسع ، بين امتحان الدنيا ، وامتحان الآخرة ..
وإليكم أوجهاً من ذلك التباين ، والاختلاف بين الامتحانين ...
ثم قال ان امتحان الدنيا في جزءٍ من كتاب ، وفي ورقاتٍ معدوداتٍ ، في مجالٍ من مجالات الحياة ، وضربٍ من ضروب العلم ؛ أمَّا امتحان الآخرة ففي كتابٍ لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلاَّ أحصاها ، قد حوى الأقوال ، وأحصى الأفعال ، وأحاط بالحركات والسَّكنات ، وألمَّ بالخطرات ، والزلاَّت !
قال تعالى : ( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاَّ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحدا )
فالصغائر مسجلة به ، كما أنَّ الكبائر مدوَّنة في هذا الكتاب
ثم قال تذكر يا عبد الله ... يوم توزيع الشهادات على الطلاب، ذلك اليوم العظيم الذي توزعفيه الصحف ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُٱقْرَؤُاْ كِتَـٰبيَهْ إِنّى ظَنَنتُ أَنّى مُلَـٰقٍ حِسَابِيَهْ فَهُوَ فِىعِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ فِى جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُواْوَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِى ٱلاْيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ وَأَمَّامَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِى لَمْ أُوتَكِتَـٰبِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ مَاأَغْنَىٰ عَنّى مَالِيَهْ هَلَكَ عَنّى سُلْطَـٰنِيَهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِى سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاًفَاْسْلُكُوهُ) [الحاقة:18-32].
وتذكر يا ولي الأمر أنك مسؤول عن هؤلاء الأبناء ليس فقط من أجل نجاحهم في امتحان الدنيا، بل أنتمسؤول حتى عن نجاحهم في الآخرة، في الحديث المتفق عليه عن عَبْدِ اللَّهِ ابْنِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ َصلى الله عليه وسلم قُالُ(( كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍوَمَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤول عَنْرَعِيَّتِه،ِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤول عَنْرَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْؤولٌ عَنْرَعِيَّتِهِ، قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِأَبِيهِ ومَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْرَعِيَّتِهِ))
اعلم أن الفوز الحقيقي الذي تبحث عنه لابنك هو فوز الآخرة،فاحرص عليه ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ ٱلْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْيَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْفَازَ وَما ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا إِلاَّ مَتَـٰعُ ٱلْغُرُورِ ) [آلعمران:185].
ثم اختتم خطبته بدعاء للمسلمين والمسلمات والدعاء على أعداء الدين
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يردنا جميعاً إلى دينه مرداً حسناً وأن يلهمنا رشدنا ويفقهنا في ديننا ويرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن يمكن لأمة الإسلام ويعيد لها عزتها ومكانتها وأن ينصرها على أعدائها إنه سميع مجيب