عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-06-2010, 09:52 PM
الصورة الرمزية ســيــــف العـــــرب
ســيــــف العـــــرب ســيــــف العـــــرب غير متواجد حالياً
 






ســيــــف العـــــرب is on a distinguished road
افتراضي مطار الملك خالد الدولي يكاد يتوارى عن الأنظار خجلاً

ما أشد لوعة الألم عندما ترى مسكيناً يتضورُ جوعاً ويتسوّل نضرة العطف

بين أهلهِ وذويه وقد أعرضوا عنه , تنكُّراً لا عجزاً وإهمالاً لا تبرير له سوى

انعدام المسئولية وخيانة الوطن الوطنيّة التي يتشدقون بها كشعارٍ لا يتم تفعيلهُ

إلا فيما يخدم مصالحهم الشخصية .

ذلك المسكين هو مطار الملك خالد وأولئك الخونة هم المسئولون عن تنمية

المشاريع الحيوية وتطويرها في بلادنا التي ما انفكّت تئن تحت وطئت

ذوي الضمائر المعتلّة والكروش المُتسعة والأفواه المُشرّعة .

. . .

وإني والله لعجبتُ أشد العجب عندما ذهبت بالأمس القريب لتوديع أحد الأصدقاء

وأمضيتُ وقتاً غيرَ يسيرٍ ما بين الصالات الداخلية والدولية ومشاعر الانكسار

لا تكادُ تفارقني أينما يقعُ ناضِرَيَّ , إذ لا أجِدُ فرقاً بين هذا وذاك .

ففي الوقت الذي أمضيته في الصالات الداخلية عايشت الخدمات التي يشوبها

الاستهتار ومحاولات ترقيع مشاكل الحجوزات بتقديم أشخاص على حساب

آخرين ناهيك عن التجهيزات المُهتَرِئَة والأرضيات المُتَسِخَة والتعامُل السيئ

ثم اتجهت بعد ذلك للصالات الدولية آمِلاً أن أجد عزائي في واجهة بلادي

المُهابة وأول نُقطَةٍ تَطَؤها أقدام قاصدي عاصمتنا الحبيبة لأجد الحال يُغني

عن السؤال .

ولكنني بادرت بالسؤال , ليس عن أفواج البشر التي تصطف أمام جهازِ تفتيشٍ

واحد تبدو عليهم علامات الاستهجان ولا عن الشيخوخة التي يعيشها المطار

في كل جَنَباته وزواياه

ولكن عن سوء الأحوال الجويّةٍ التي أشبه بتلك التي خارج المطار

والتي لا يعلم رجُل الأمن عن سببها إلا أنني وجدتُ الإجابة تعلو هامته

ويشكوها جهاز التكييف الذي تم زخرفتهُ بشيءٍ من الأشرطة اللاصقة

والأوراق الكرتونية

لعلّه يجود بما تعسر من الهواء العليل على رؤوس أولئك العاملين

الذين ضاقوا بأنفسهم ذرعاً .

. . .

إن ما يدعو للحيرة والذهول هو دَأب أولئك المسئولين على السفر والتنقُّل

بين أصقاع العالم مروراً بأكثر المطارات جمالاً وأحدثها تقنيةً وأروعها هندسة

وإن كان الأمر لا يحتاج إلى كُثر عناء فبمجرد مرورهم على أحد الدول الخليجية

المجاورة ليجعل المواطن العادي تتحرك لديه مشاعر الغيرة وينتابه شعورٌ

بالأسى على تأخر مطاراتنا ورداءة حالها , فكيف بأولئك المسئولين يهنأُ لهم بال

وتقرّ لهم عين لهذا الوضع المُخجل الذي يتساءل معه كلٌ منّا

عن سبب تقييد طموحات مشاريع البُنية التحتية لمرافقنا الحيوية

وما هو العائق أمام انطلاقتها إلى رحابة التطوير ورُقي الحضارة

في العصر الذهبي للاقتصاد السعودي

. . .

وطني الجريح

لعلنا نجد للأمر تفسيراً حين كانت تُسدّد لك الطعنات من الخلف غدراً ومكراً

من الحاقدين والحاسدين الغُرباء

إلا أننا نندهش فيما نجده اليوم من تكالُب خناجر الأقربين تُغرَزُ في صدرِك

بكلِ وحشيّةٍ وجشعٍ وخيانة .

اللّهم ألهمهم رُشدهم وطاعة ربهم
واستحضار ثقة ولي الأمر فيهم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس