عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-06-2010, 09:49 AM
ابن رشد ابن رشد غير متواجد حالياً
 






ابن رشد is on a distinguished road
افتراضي إنَّهُ شَعبُ الله المحتاس

عِندما نتكلم عن شعبٍ لا يَعرفُ رأسهُ مِن رِجليهِ لأنّهُ يَعرِفُ واجِباتهُ فَيُطَبِقُها وأكثَر, ولكن لا يَعرِف ما هي حُقُوقُه, عندما نتكلَّمُ عنْهُ فَثِق تمام الثِّقَةِ أننا نتكَلَّم عَن شَعبِ الله المحتاس.



وعندما نتكلم عن شعبٍ يعلمُ ما هوَ شرعُ الله وبين ما هوَ مُطبَّقٌ في الواقِع وليس لهُ إلا أن يقفَ مذهولاً مِمَّا يحدُث, فنحنُ نتكلّم عن شعبِ الله المحتاس.



وعِندما نتكلّمُ عن شعبٍ لا يَعلَمُ كيفَ يُطالبُ بِحُقوقِِهِ إلا بطريقة(أُكتُب معروض) فإننا بالتأكيد نتكلَّم عَن شعبِ الله المحتاس.



وعِندمَا نَتَكلَّم عَن شعبٍ إذا ما تَوَجَّهَ لِلْمَحاكِم تَتَقاذَفهُ مَكاتِب القُضاة رافِضةً مُعاملَته بُحُكْم(عدم الإختصاص), فلاَ يَدْرِي لِمَن يَتَوجّه, فإننا نَتكلَّم ودُونَ شكٍ عَن شعبِ الله المحتاس.



وعِندما نَتَكَلم عَن شعبٍ يقبَعُ حَائِراً فِي دَولةٍ بمِسَاحةِ قَارّة ومَع ذلِكَ لاَ يَجِدُ أرْضاً لِيَبْنِي علَيْها مَنزِلاً, فإننا نتكلّم عَن شعبِ الله المحتاس.



وعِندمَا نَتَكلمُ عَن شعبٍ لَو بَنى عِشّة فِي وسَطِ صَحراء الرُبْع الخالِي لأتَتْهُُ لُجْنَة التعدِّيِات بِالبلديَة فأزالَت عِشَّتَهُ لأنهُ اعتدَى بِغيرِ وَجْهِ حَق عَلَى أملاكِ الدَوْلة, فَلا عجَب أنَنَا نَتَكَلَّمُ عَن شعبِ الله المحتاس.



وعِندمَا نَتَكَلَّمُ عَن شعبٍ يَذُوقُ وَيْلاتِ الغَلاء كُل سَاعةٍ ولا يَستَطِيعُ فِعل شيءٍ حِيَالهُا ولا يَجدُ مَن يَكْبْحُ جِمَاحَ جَشَعِ التُجَّارِ وطَمعهِم, فإنَنَا وبِلا رَيْب نَتَكَلَّمُ عَن شعبِ الله المحتاس.



وعندما نَتَكلَّمُ عَن شَعبٍ يَقِفُ علَى أرضٍ تَخْتَزِنُ تَحْتها أكبرِ ثَرَوَاتِ العالَم التي عُرفت أو التي لَم تُعرف فِي التَّاريخ ثُم تجدهُ يئِّنُ تَحْتَ وطأةِ الدين والفَقْر, فحتْماً أنّك سَتَعرِف أننا نتكَلَّم عَن شعبِ الله المحتاس.



وعِندَما نَتَكَلَّم عَن شعبٍ يَتُوقُ تَوْقاً لِرُؤيةِ قطراتِ المَطَر, حَتَّى إذا مَاهَطََلَ المَطَرُ لِدَقَائِقَ سَال فأسال مَعْهُ الأرْوَاح والمُمْتلَكَات بِفِعْلِ ظَاهِرة (إحتباس المشاريع على الورق), فمِن المؤكد أننا نتكلّم عن شعب الله المحتاس.



وعندما نتكلم عن شعب أُشغِلَ بالكوارث على مدار العام وتجِد عاطليه متطوِّعون دون مُقابِل لأعمالِ الإنقاذ بينما رجالات الدِفاع المدني مشغولون بالنوم بعد إهلاك صحن المندي نهاراً وبمتابعة برنامج المُكعّب ليلاً على فرقعات المعسِّل, فنحنُ إذن نتكلم عن شعب الله المحتاس.



وعِندما نتحدثُ عن شعبٍ يقِفُ حائراً بين حديث (الفِتنةُ نائمةٌ لعن الله مَن أيقظها) وبين قصيدة( إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة), فإننا قَطْعاً نتكلمُ عن شعب الله المحتاس.




لكِ اللهُ أيُها الشعب الطيّب, الضائع, الصابِر الحائر....أنت لستَ شعب الله المُختار.....أنت شعب الله المحتاس...



قُل لي بربك.....



إلى متى ستبقى محتاساً!




---------

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
إني امرؤ لا يميل العجز ترويتي.......إذا أتت دون شيء مرة الوذم
أخر مواضيعي