[السحاب الجنوبي]

بسم الله الرحمن الرحيم
تظل المناطقية في نظر البعض خطر قادم بدت بوادره بالانتشار والظهور على مستوى الوطن الحبيب في ظل ماتفرزه المناطقية من الانقسام والاستغناء عن لواء الوطنية .
البعض يراها حق مشروع إذا لم تخرج نحو دوائر حمراء لا يحق لأي كان الولوج بداخلها
ولئن كانت العصبية القبلية صريحة في طرحها القبلي الجاهلي صراحة البدوي في صحرائه وخلف قطيع إبله، فإن ثمةَ رابطةٌ عصبيةٌ أخرى تنخر في مقدرات الوطن ومكتسباته، لكنها عصبية ذكية دبلوماسية لا تصرح بمبادئها كما تفعل العصبية القبلية.
هذه العصبية هي المناطقية التي تعمل بشكل ذكي مدروس الخُطى، بعيد المدى ولعلها استعارت شعار (بطيء لكن أكيد المفعول).
من يفسر لي تجمع أهل مناطق معينة في دوائر حكومية معينة ؟ فتجد اللوبيات تملأ ردهات الوزارات والمنشآت، فهذه الوزارة فيها أهل تلك المنطقة وتلك المؤسسة فيها أهل تلك المنطقة!!
وهذا – حتى أكون منصفاً وغيرَ مبالغٍ – ليس باطراد في كل الأجهزة والإدارات والوزارات لكنه موجود في صور تكتلات هنا وهناك، ولا تخلو منه حتى المؤسسة الدينية! فعلى مستوى الأئمة والخطباء نجد على سبيل المثال هناك عوائل أو مناطق متخصصة في الخطابة، مع أننا لم نر فيها مزيد فصاحةٍ ولا بيانٍ، بل هم من عامة الناس فيهم الفصيح وفيهم دون ذلك، كانوا طرائق قدداً!
ولا شك أن هذه المناطقية واستشراءها في مؤسسات المجتمع ستكون في جانب كبير منها على حساب الكفاءة والأهلية - إذ المعيار والمحك هو المناطقية لا الجدارة والاستحقاق
قرأنا قبل أيام في صحيفة عكاظ والوطن شكوى قام بها موظفو الشؤون الصحية بمنطقة الباحة ضد مديرهم الذي شكل إدرات الصحة بناء على صلة الدم التي تربطه بالموظفين
بل تجاوز ذلك بالتوظيف حتى أصبحت ردهات الشؤون الصحية بالمنطقة تدخل في موسوعة جينس بالتشكيل القبلي
انتظر ردودكم ولكم أرق تحية

[/SIZE][/CENTER][/CENTER][/CENTER]