رد: الفن رسالة .. وصلاح متخلف
اعتقد أن الدراما السعودية بشكل خاص, تفتقد الكثير من مقومات النجاح.
والنجاح هنا ليس ممثلين ومنتج ونصوص درامية, بل ثقافة اجتماعية ونقدية تستطيع أن تسقط الردي وتحتفل بالجيد, وموقف واعي من القيمين على ما ينتج وما يبث للناس.
حينما تقترب من كواليس الفنانين والإنتاج, سوف تصدم بكم هائل من الصراع والمكائد والاشراك التي تنصب في كل اتجاه.
ودعني أقول لك بصراحة أن هناك قاع فاسد في جسد الممارسة الفنية, لأنها تفتقد إلى المصداقية, ولايحكمها سوى أستاذية الكبار والمتنفذين وراس مال كافر بكل القيم التي يمكن أن تصنع فنا جيدا. فالمبداء استهلاكي بحت على حساب كل شي.
ناهيك عن توجيه متعمد من قبل جهات رقابية خاصة.
وهذا التوجيه والرقابة افقد الكثيرين من الجادين في الإنتاج الفني الجيد.
لذلك اتجهت البوصلة نحو التهريج والاستخفاف بعقول المشاهدين والاستعارات التورية الممجوجة. الذي يغذيها كركتر الفنان الساذج البليد, فهناك تسطيح مخجل في معالجة القضايا المجتمع بشك عام. ويقابله إسقاط موجه مقنن من قبل نخبة لقضايا مدروسة, وهذا ليس له علاقة بالدخل بل بعكس الصورة في الخارج, فحين تكون القضية محسومة اجتماعيا عند السواد الأعظم من الناس تجد الآخرين يصرون على تمزيق النسيج الاجتماعي بداعي معالجة قضايا جدلية, بينما تغيب الكثير من الجدية عن حقيقية ما يحتاجه المجتمع.
يجب أن تعترف بقصور كبير بين الأقطاب التي تصنع الصورة التلفزيونية وتنتج الفعل الفني الناجح.
تستطيع الاقتراب من بعض الاخوة الممثلين بشكل أكثر, سواء كان في جمعيات الثقافة والفنون أو بشكل شخصي. لتكتشف عالمهم.
فبعضهم يدفعون ضريبة هائلة كونهم كوادر عاملة فقط تحت الطلب, وبعضهم بالواسطة في مناخ يحكمه الإنتاج الرخيص والمصالح الطارئة.
فحقوق الممثلين تكاد تكون ضائعة, وليس هناك مضلة أو نقابة فنية يمكن أن تحمل عبء توجيه الدراما الفنية والمسرح التجريبي الذي اعتبره أكثر جديدة وتأثير فيما لو أتيحت له الفرصة بالظهور في التلفزيون.
أخيرا هناك غياب تام للنقد الفني ( والذي لا ينشئ إلا في بيئات فنية حقيقة). وهذا النقد هو أساس في تبصير الناس بما يشاهدون, وشاهد حي على وجود فن من عدمه.
أسف على الإطالة ياصلاح.
تبقي وجهة نظر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|