احترام الأخ الكبير وطاعته من الصفات الكريمة والخصال الحميدة التي يشتهر بها ويحرص عليها العرب عامة وأهل البادية خاصة وهي من الواجبات التي تفرضها عادات وتقاليد القبائل ، والفارس الشجاع ميزر بن زياد من آل طوالة شيوخ الأسلم من شمر القبيلة المعروفة والغنية بالكثير من المفاخر كان له أخا أكبر منه واشتهر ميزر بحبه الكبير لأخيه وتقديره العظيم واحترامه الشديد لأخيه وطاعته العمياء له ، ويذكر أن ميزر قد كسب في احدى المعارك فرسا أصيلة فأعطاها لأخيه الكبير وذبحت تحته في معركة أخرى ثم كسب ميزر غيرها وأعطاها لأخيه وذبحت تحته أيضا في معركة أخرى ، وكان ميزر إذا صاح الصايح أو نادى المنادي للغارة أو الحرب كان أول ما يقوم به هو شد سرج فرس أخيه أولا ثم يشد سرج فرسه بعدها وكان لا يتقدم على أخيه مع تمنيه ذلك لفرط شجاعته ولكن احترامه وتقديره لأخيه يمنعه من ذلك ، ومن مواقف ميزر الطيبة الدالة على مدى حبه واحترامه لأخيه أنه كان في أحد الأيام يسير بجانب أخيه الكبير الذي كان ممتطيا فرسه وميزر يمشي على قدميه فغضب أخيه لسبب ما فضربه بالعصا وسقطت على الأرض فصاح به أعطني العصا يريد أن يضربه ثانية فلم يغضب ميزر ولم يترك أخاه بل ناوله العصا قائلا : اضربني يا أخي حتى يزول غضبك وترتاح نفسك !! ثم قال بعد ذلك هذه القصيدة التي يوضح فيها مقدار ما يكنه لأخيه من حب واحترام وتقدير حيث قال :
خيّلت أخوي اشمرةٍ تروي الأرماح
ذبحت وجبت اللي سواة المهاتـي
ولانيب راكبها لامن صايح صـاح
لا طنّب الراعي بـرأس الفلاتـي
لو كان قلبي مع هل الخيل قد راح
أعنّهـا وأجهـزه ليـن يـأتـي
وليا ضربني بالعصا والعصا طـاح
أناوله مضنـون عينـي شفاتـي
وليا نزرني نزرةٍ والغضـب فـاح
أغضي وكني وحدةٍ مـن خواتـي
وليا طلبني شيء مانيـب شحّـاح
أرد للـي خابـريـنٍ سـواتـي
هذا عضيدي ماشي لي بالانصـاح
لا غبت عينه ساهرة مـا تباتـي
أبغيه قبل الموت غطّـاط الأرواح
نأخذ علـى عدواننـا الطايلاتـي