لبنــان ما بعد [ فضــل الله ]
...
قَدَرُ لبنان ( الوطن ) أن يظل مصيره واستقراره مرتهنٌ بمستحيلٍ يتحقق ..
أضدادٌ وفرقاء لا يجتمعون على شيء .. ضاربةٌ في أطناب خيالاتهم هواجيسُ وظنونُ مكرِ وخبث الآخر ..
ينطبق عليهم المثل الشعبي وأظنه زهراني ( كما عنز البدو ، إذا تباعدت تهادت ، وإذا تقاربت تناحرت ) ..
لا تجد ـ في ظني ـ شعباً يسير فرده ويده على قلبه كشعب لبنان
فسيفساء غريبة معقدة ، ما بين عرقٍ ودين ومذهبٍ ، رموز قِـواه وأحزابه وتكتلاته عاشقي ثرثرة ، كثيري ومبالغي الخصومةً والفجور ..
بين سندان ذلك التشرذم الفسيفسائي الغريب ومطرقة حالة التردي العربي .. ضاع لبنان ..
قد نميل كسعوديين ـ أول لنقل كمحايدين يؤرقنا ما يجري في لبنان ـ إلى نصرة ودعم فريق الـ 14 من آذار أو ما يسمى بفريق الأكثرية بقيادة الحريري " الإبن" الذي أثبت ـ من خلال وقائع ومبادرات وتضحيات ـ حرصه وصدقه على وحدة وسيادة لبنان وتجنيبه تداعيات إقليمية وعالمية كي لا يعود لسنين الفوضى والصراع ..
وقد يميل غيرنا مع الفريق الآخر ( الـ 8 من آذار ) من منطلق مذهبي أو قومي ( مشوّهـٍ عــامٍ أو متعــام )
والخشية اليوم وبعد وفاة المرجع الشيعي ( محمد حسين فضل الله ) من الحال التي سيظهر بها وعليها مُوجِّه الفريق الآخر ومُسيِّر رأيه عابد المنابر الصارخ الشاجب دائماً ( حسن نصر الله ) .. فقد كان فضل الله يمثل المرجعية الشيعية الرسمية بلبنان وكان يحظى بالقبول بين أوساط كثيرة من المجتمع اللبناني وحتى خارج لبنان ( عربياً ) ومن طوائف ومذاهب مختلفة على رأسها أهل السنة المرحبين بفكرة التقارب والتحاور نظير آرائه العقلانية المتزنة وردّه لكثير من دعاوى ومزاعم وخرافات معتقني الإثني عشرية بحق بقية المسلمين وحرصه الدائم على بقاء الشأن اللبناني خاصٌ بأهله
وكان وجوده في السنوات الماضية مصداً وحاجزاً قوياً في مواجهة تطرف ذلك الـ نصر الله ونواياه فرض سيطرته ونفوذه على المشهد السياسي والأمني اللبناني لاعباً دور الجندي المخلص لدولة ولاية الفقيه الصفوية الطامعة في التوسع ..
واليوم وقد رحل فقد خلت الساحة لذلك الأراجوز وسيبيضُ ويصفر سيما ورئاسة لبنان تعاني منذ سنين طويلة من هشاشة وضعف في الرأي والشخصية تبعاً لبرودة المسيحيين المارونيين فما حال ميشيل سليمان بأفضل من سابقه أميل لحود ؟؟
الأيام حُبلى .. ومع توتر أزمة إيران مع أمريكا والعالم ، وخسارتها الجزئية لشيء من دعم حلفائها السابقين وفي مقدمهم ( روسيا ) بعد نقدها اللاذع لها ، سيظهر دورٌ ( فوضويٌ ) جديد لحزب الله بإيعازٍ إيراني في محاولةٍ منها لإشغال أمريكا وإسرائيل ( المُهدِدَةِ أيضاً لإيران ) وتشتيت تركيزهما عنها ومفاعلها النووي ( كالمعتاد ) ، وستكون الخسارة لبنانية خاااااالصة .. وستطالنا بلا ريب ( سياسيــاً ومـــادياً ) ..
أمريكا وإسرائيل .. شرّان يصطدمان بشــــرور يطوقنا نحن ( العرب )
مودتي للجميع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|