الموضوع: الغزو الصيني
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-07-2010, 06:43 PM
الصورة الرمزية ســيــــف العـــــرب
ســيــــف العـــــرب ســيــــف العـــــرب غير متواجد حالياً
 






ســيــــف العـــــرب is on a distinguished road
افتراضي الغزو الصيني


بما أن مجتمعاتنا باتت أوعيةً مفتوحةً تتلقى كُلَ ما يُقذَفُ فيها

من الثقافات الغريبة والمعتقدات العجيبة والتقليعات المُخْجِلَة

فإنه من الطبيعي جداً أن تُصادر منّا الهوية وتُخْلَع علينا التبعية

لنُصبحَ عاجزين عن كف أضعف أنواع الأذى عن وجوهنا

ومطمعاً لتصديرِ أنواعٍ من تجاربٍ شتّى في مُخْتَلَف الاهتمامات

العالمية والشئون الدولية

كيف لا . . وهي فُرصةُ سانحة لمن ينظرون إلينا بدونيةٍ واحتقار

لإجراء تجاربهم علينا ونشر مبادئهم بيننا .

ففي حين يهتم العالم الغربي بتمرير تجاربه علينا لضرب قيمنا الإسلامية

وهي سُنة الله التي لن نجد لها تبديلاً إلا بمشيئته وقدرته

.

تهتم مجتمعاتٌ أُخرى بأمورٍ مغايرة في القصد والمقصود

فنجد على سبيل المثال أن المد الصيني الهائل يتمدد على حساب الصحة لدينا

وينتعش على وقع استشراء الأمراض الخطيرة في بلادنا

فبينما يتناول أَحَدُنا طعاماً أو شراباً مُنعشاً على مائدة الطعام في أحد الأواني

الصينية الصنع والمُزخرفة بأجمل النقوش وبأبشع المواد الكيميائية

التي قل ما نعرِفُ أصلها وسلالتها وإن عرفنا فلن يُغير ذلك من الأمر شيئاً

فإذا بنا نُفاجأ بتلك الزخارف تستحيل أصباغاً سائلة وكأني به نقشٌ من الحِناء

تتخضبُ به الأيادي (سامح الله الحناء فهو معروف الأصل طيّب الأثر)

وهذا غيضٌ من فيض ليس إلا على سبيل المثال لا الحصر من واقع تجربةٍ

شخصية رُبما مرّت على الكثير ممن خُدِعوا بأشكال تلك السلع وأغراهم ثمنها

البخس ولم يعلموا حقيقة مضمونها وتراكيبها الكيميائية

عندها نعلم حق اليقين أن عالمنا أصبح مرمى لنفايات المجتمعات من حولنا

ولكن ليس بدون مقابل بل ندفع لهم لقاء ذلك صحتنا وأموالنا

وحتى لا أكون متحاملاً على المُنتج الصيني بالإجمال فهنا أقول كلمة حق

بأن ليس كلَّما يُنتج لديهم سيّئاً ولكن السوء الواقع بنا هو من بين ظهرانينا

ممن نَعُدُهُم من دعامات الاقتصاد للوطن بدءاً بوزير التجارة ووزارته

ومروراً بالموردين والتجّار ممن وُضِعت فيهم الثقة وحُمِّلوا أمانة الحِفاظ

على عقولنا وأجسادنا من مُخلّفات الأمم الأُخرى

وقد يقول قائل ليس من الإلزام في شيء بأن تُقتنى تلك السِلِع الرديئة

وهو في الظاهر مُحِق ولكن في الحقيقة يغفل أو يجهل واقع المجتمع الحزين

الذي أصبح يبحث عن أرخص أنواع السلع حتى وإن كانت أرداها

ليسد بها حاجته ويُجابه بها فقره المتنامي بين أغصان الاقتصاد السعودي الزاهر

. . .

ومضه : من المُضحك المُبكي أنه قبل أيامٍ قلائل أطلقت البنوك السعودية

حملة توعية لعملائها تُحَذّرهم من الاحتيالات المصرفية

وتناست أن تُحذّرهم من احتيالات البنوك وجشعها

. . .

وطني الجريح . . أيُّها المواطن المكلوم

هل ستتفاقم الجِراح حتى يموت الوطن والمواطن متأثرين بنزيفٍ ثرواتي ؟

أم لا تزالُ هُناك بارقة أمل لتضميد الجراح وتعافيها ؟ . . نأمل ذلك .

دمتم في رعاية الله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس