عرض مشاركة واحدة
قديم 20-07-2010, 03:18 AM   #2
ابو يزيد الحريري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية ابو يزيد الحريري
 







 
ابو يزيد الحريري is on a distinguished road
افتراضي رد: معسكرات أنديتنا ترويج سياحي لبعض الدول فقط لاغير ......

المعسكرات الخارجية ضرورة أم ترف؟




د. عبد الرزاق أبو داود
لم تعرف فرق كرة القدم السعودية المعسكرات الخارجية بصورتها الحالية إلا منذ
فترة قريبة نسبيا، هذا إذا استثنينا معسكرات المنتخبات السعودية التي سبقت معسكرات
الأندية في هذا المجال، وربما كان من أولها المعسكر الذي أقيم بمصر في السبعينيات
الهجرية المنصرمة وشارك فيه مجموعة من لاعبي المنتخب السعودي وكان ضمنهم
شقيقاي محمد واحمد ابوداود لاعبا الهلال البحري والأهلي في حينها
(رحمهما الله)
. ثم توالت المعسكرات الخارجية للمنتخبات السعودية على مر السنين لتحضير الفريق
الوطني الكروي السعودي للمشاركة في المسابقات الخارجية المختلفة، سواء في الدورات
العربية في بيروت أو المغرب في الخمسينيات والستينيات الميلادية أو دورة الجانيفو في
اندونيسيا في نفس الفترة، وفق رؤى وخيارات وتطلعات مختلفة، أقيمت معسكرات داخلية
وأخرى خارجية في بعض الدول العربية، ثم تطور الأمر إلى إقامتها في أوروبا أو البرازيل
وغيرها من المناطق.

وتعتبر فرق الاتحاد والأهلي والهلا ل البحري ضمن أوائل الفرق السعودية التي أقامت
معسكرات خارجية فقد أقام الاتحاد معسكرا في مصر وتلاه الهلال البحري في الستينيات
الهجرية المنصرمة، ثم الأهلي الذي كان أول فريق سعودي يقيم معسكرا له في أوروبا عبر
معسكره "التاريخي" الشهير بلندن وحضور لاعبيه نهائيات كأس العالم فيها عام 1966م.
منذ ذلك التاريخ أخذت الأندية السعودية الأخرى ترتحل صيفا إلى دول عربية أو أوروبية أو
غيرها لإقامة معسكرات استعداديه بهدف " تهيئة" فرقها لخوض غمار المسابقات الكروية
القادمة، بل ان بعض هذه الأندية أقامت معسكرات لها في بعض دول الخليج لأسباب تتعلق
بالكلفة والمسافة وتشابه العادات والتقاليد وقرب الأواصر، في حين أن بعضها ذهب بعيدا
إلى البرازيل، وفضل بعضها تركيا أو سوريا أو دول شمال أفريقيا خاصة تونس والمغرب
أو دول أوروبا خاصة ايطاليا والنمسا وسويسرا وألمانيا والبرتغال وغيرها.
هل هناك عوامل متداخلة - ظاهرة أو خفية- تدفع بالأندية السعودية إلى إقامة
"معسكرات إعدادية" خارجية لفرقها؟ هل هي مجرد رحلات ترف واسترخاء
وسياحة تحت غطاء الاستعداد؟ الإجابات ستكون بالنفي من قبل الأندية، وهو
ما ندركه سلفا، فالكل سيعود ليدلي بتصريحات اعتدنا عليها عن "النجاح الباهر
لهذه المعسكرات"! وبطبيعة الحال فإن عوامل مختلفة تدفع بالأندية إلى إقامة
مثل هذه المعسكرات الخارجية وأهمها - كما يزعم الكل- أنها إعدادية لتهيئة الفريق
فنيا ولياقيا وبصورة منظمة للدخول في معترك المسابقات الداخلية والخارجية في
صورة لياقية وفنية ونفسية جيدة، وإبعاد اللاعبين عن "الضغوطات" المحلية و"مؤثرات"
الإعلام والجماهير والطقس الحار في المملكة؟! هذا إذا "تجاهلنا" أو "صرفنا النظر"
عن وجود مناطق سعودية ذات طقس صيفي جميل في كل من أبها والباحة والطائف،
غير أن المدربين خاصة ومعظم الإداريين يفضلون الانتقال إلى بلاد أخرى بهدف التغير
.." النفسي" و "الواقعي" الذي قد يحدث "فروقا" هامة في نظرهم لدى اللاعبين فيقبلون
على التدريبات بصورة "رائعة" كما تحاول الصور والتقارير اليومية أن تقنع الجماهير؟
قد يكون ذلك صحيحا أو مبالغا فيه، أي أن مثل هذه المعسكرات توفر أجواء من المرح
والاسترخاء والمتعة النفسية والتجوال والتسوق و"عقد الصداقات" في بلاد أخرى والارتياد
والتعرف على بعض الآثار والمناطق السياحية والتاريخية ؟! ربما – والعلم عند الله-
فقد تكون هذه الناحية جزءا من "منظومة" " ثقافة المعسكرات" السعودية "المتطورة.
تسعى هذه الفرق من خلال معسكراتها كما "تزعم" إلى خوض مباريات جدية قوية مع
فرق أجنبية لتجربة فعالية وملاءمة ولياقة وجاهزية لاعبيها ومدى "استيعابهم" لطرق
وخطط المدرب "الهمام" (قد يرحل بعد مباراة أو اثنتين من بداية المسابقات الرسمية!)
التكتيكية ومخططاته الأدائية وتحركاته الميدانية ومدى انسجام اللاعبين وتجانس تحركاتهم
وفهمهم لوظائفهم، إضافة إلى محاولة "صناعة" أجواء ايجابية يسودها "الترابط والتلاحم"
بين اللاعبين مما يؤثر "ايجابيا" على عطاءاتهم فيما بعد!
وبطبيعة الحال وعند عودة الفرق إلى ارض الوطن سيمطرنا كم هائل من التصريحات
عن نجاح كل المعسكرات وفوائدها الجمة التي استفاد منها الفريق، وكيف أنها "حققت"
"الأهداف" المتوخاة منها وأهمها الصور والفلاشات المتحركة في المسابح والأسواق
أو داخل طائرة العودة..قد تكون هذه بعض أهم النتائج، و نستطيع "المجازفة" لنقول
"المزايا" التي تجنيها الفرق السعودية من معسكراتها الخارجية، والتي منعت في
سنوات مضت لأسباب معروفة أهمها: تقليص النفقات وعدم جدية أو جدوى بعض
المعسكرات أو حدوث إشكاليات مع فرق أجنبية وغيرها، بيد أن الجهات الرسمية
عادت في السنوات الأخيرة وسمحت بإقامة مثل هذه المعسكرات ضمن ضوابط معينة.
ليس لدينا اعتراض-لا سمح الله!- على إقامة المعسكرات الكروية الخارجية.. فلها
- كما يؤكد البعض- الكثير من "الايجابيات" متى ما أحسن التخطيط لها وتوافرت
الموارد المالية للصرف عليها على ألا تكون مدخلا لديون تراكمية إضافية على بعض
الأندية, غير أن التساؤل المطروح هنا يتركز حول قيام بعض هذه الأندية بتحويل
هذه المعسكرات إلى ما يشبه الرحلات السياحية الترفيهية التي تصاحبها تمرينات
روتينية ومباريات مع فرق لا داعي للحديث عنها سواء من فرق الصف الثالث أو
فرق المدارس والحواري، كما أن بعض هذه المعسكرات قد تكون إما مجرد تقليد
للآخرين أو إيهام للجماهير واستجابة لرغبات مدربين "خواجات" كانوا أم عربا
لقضاء الصيف بعيدا عن أجواء المملكة رغم أبها وأخواتها تحت ذرائع شتى!
لن نستفيض في مناقشة مزايا أو مساوئ المعسكرات الخارجية فهي معروفة تقريبا
للمعنيين بشكل أو آخر، ولكنا نتساءل فقط عن كلفتها المالية ومدى ملاءمة هذه
الكلفة مقارنة بفوائدها أو مزاياها المفترضة" أو المتوقعة أو المخطط لها؟
لننتظر ونرى، فالموسم الرياضي على الأبواب، وستكشف مجريات المسابقات
القادمة مدى الاستفادة من هذه المعسكرات، وهل كانت معسكرات فعلية إعدادية
مخططة منظمة بعناية كافية أم كانت مجرد رحلات ترفيه سياحية وصور
وتسويق و "تمشيات" وتغير"أجواء"؟

* نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع







( صور للذكرى ) ونعدكم بالمزيد )

أخر مواضيعي
ابو يزيد الحريري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس