عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-07-2010, 04:49 PM
الصورة الرمزية tobaz-211
tobaz-211 tobaz-211 غير متواجد حالياً
 






tobaz-211 is on a distinguished road
افتراضي معاناة مواطن فقير ..

السلام عليكم ..

هذي اول مشاركاتي بعد العوده اتمنى تنال اعجابكم ..

الجزء الاول ))



بدأت اسمع اصوات الطيور,كانت تغرد باجمل الحانها ..وبدأت نسمات الهواء العليلة
تحرك ستائر غرفتي , كم هي جميلة صباحاتي ,وكم هي رائعة حياتي ,
فكرت بأن اخرج الى الشرفة لا ستمتع باشعة الشمس الدافئه ,وامتع عيناي بمنظر حديقة منزلي الغناء,
ولكن قبل ذلك علي مهاتفة حبيبتي ,تلك الفاتنة الشقراء.
(عفوا مجرد حلم )

بدأت الاصوات تتعالى من افواه اولئك المتخلفون الذين يقيمون في بلدنا بطريقة غير نظامية ,
فكل صباح يزعجونني بأصواتهم حين يتشاجرون ,
حتى ضننت انهم يستمتعون بالشجار, او يتشاجرون لاجل الشجار .
لا اعرف كيف لا يقبض عليهم, ولا اعرف كيف يستطيعون العيش برغد
في ظل التشديد عليهم ؟؟.
فكرت كثيرا ان انتقل من هذا الحي القذر ,والذي يعج بمثل هؤلاء الحمقى
والمجرمون ,فلم يعد يسكن هنا الا امثالهم وبعض الفقراء من امثالي, والذين
ادى بهم غلاء العقارات الى مزابل الاحياء او احياء المزابل, ولكن لم استطع
ولن استطيع ذلك .
نهضت وبدأت جموع الحشرات تفر الى كل ناحية من السرير ,فهي معتادة
على مشاركتي في كل شي , في طعامي وشرابي ولباسي وحتى سريري .
اوهمت نفسي بأنني كنت نائما ,ولكن كيف لمثلي ان ينام او حتى يغفو ,
وقد بلغت درجات الحرارة مايقارب الخمسين, ولا يوجد لدي جهاز تكييف
استمتع ببرودة هوائه .
خرجت من منزلي وانا اتصبب عرقا ...وصلت الى سيارتي (القرمبع)
وبدأت اهزها لكي اخرج ما بداخلها من قطط نائمة ,فان لم تخرج
عرفت ان احدا قضى حاجته بداخلها ,وتسببت رائحة مسكه الاذفر بفرار القطط .
ان اكثر من احب هنا هي القطط المتشرده, واللتي لايطيب لها التسكع الا في منزلي ,فهي احيانا تقفز الى
اليه لتسرق ماتبقى من فضلات الطعام وفتاته,وبرغم ماتفعلة من سلب ونهب
الا انني احبها,وافرح حين اراها تصول وتجول بداخل الغرف الكئيبة المظلمة ,فهي تجعل الجرذان
والفئران تبتعد عن سريري ,فقد مزقت فراشي وجعلت رائحته نتنة كرائحة ابطي مدير الشركة
اللتي اعمل بها .
اركب فأسير كالسلحفاة الهرمة ,واللتي لاتستطيع ان تسبق نملة كسرت احدى ارجلها.
اصل الى مقر عملي ويبدأ المسلسل اليومي مع مدير الشركة ...
يستقبلني بوجه عابس, واضعا يديه على خصره ..(لك شرفت حضرتك ..انا بفرجيك وشلون تتأخر تاني مره..
اي مابكون انا ابن الحجه فوزيه ازا مابخليك تندم ..العمى بوشك ما اوقحك )
وعندما اريد ان اقول له شيئا من معاناتي اليوميه ..يقاطعني قائلا ( ولك عين تحكي يا مأصوف الرئبه
امشي انئلع من ادامي ).
الغريب في الامر ان عمله لا يتعدى شرب القهوه,وحل الكلمات المتقاطعة, والثرثره
مع (المدام) بهاتف العمل, ومع ذلك ياخذ عشرة اضعاف راتبي, انا ابن البلد الذي اقوم بعشرة اضعاف عمله .
ومع انه اهانني الا انني لم ولن افكر في ترك هذا العمل ,فعملت بجد واجتهاد طيلة هذا اليوم ( الاقشر ).
قبل نهاية الدوام استدعيت الى مكتب الاداره ,فذهبت وكنت اضن وانا اسير بالممرات ان المدير
يريد الاعتذار عن اساءته لي في صباح هذا اليوم ( الاغبر ).
دخلت وكان كعادته يثرثر ويضحك مع ( ام العيال ) فوقفت انتظر...
اخيرا اقفل السماعه وهو مستمر في الضحك الذي قطعه فجأه حين نظر الي ,فعبس
وحرك شفتيه ببعض الكلمات اللتي لم اسمعها جيدا ثم قال ..
(اسمع اولك ) قلت( سم طال عمرك ) قال...
(انا اليوم اتخزت القرار بفصلك ,بصراحة انت ماتنفع لشغلنا ),
بعدها صمت ليسمع ماذا اقول ..وكان ينتظر مني استجداءه ليعفو عني
ويكفر ذنبي ويغفر زلتي ويمحو خطيئتي ..ولكنني وقفت وقلت له ...
اذا كنت تعتقد ان فقري وحاجتي ستجعلني اركع امامك فقد
اخطأت ..لقد علمني فقري الشموخ والعزة والاباء ,وعلمتني
شدتي ان اكون قويا في احلك الظروف واصعب المواقف,
وعلمتني الحاجة ان اكسر يدي قبل ان تمتد لتطلب من الاخرين
قرشا واحد .
وعلمتني الايام ان اموت فقيرا عزيزا ,خيرا لي من الموت
غنيا لا كرامة لي ..
ادرت له ظهري وخرجت ..