الموضوع: حوار للحوار
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-2010, 03:16 PM   #7
فزاع

قلم مميز
 
الصورة الرمزية فزاع
 







 
فزاع is on a distinguished road
افتراضي رد: حوار للحوار

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سـحـــاب   مشاهدة المشاركة

  

الأخ الكريم فزاع

طرحٌ جميلٌ في قالبٍ حواري شيق فتحت به البابَ على مصراعيه للكثير من التأويلات حول ماهية نقطة النقاش و التي لا تخرج - في ظني - عن شيئين: الدعوات التي نتلقاها حين يأخذنا الحنين أو غيره إلى الباحة أو أنك تريد أن تسلط الضوء على تعالي القلة بل و امتعاضهم من بعض العادات و كأنهم بذلك ينسلخون من جلودهم.

لا أدري يا فزاع ما إذا كنت تقصد أحد الموضوعين أو كليهما و لكني سأتطرق للأول و أترك الثاني لغيري علـَّـه يأتي على ما في نفس أحدهم فيعلق عليه.

إن صِدقَ أحدِنا مع نفسه لهو الطريق الوحيد ليرضي ذاته و ليكسب من خلاله احترام الآخرين إن هو أراد، و لهذا أرجو أن أعبر عن نفسي بالشكل الذي يرضيني أولاً و يحقق لي قدراً من الاحترام عند الغير.

نعلم جميعاً أن إكرام الضيف من مكارم الأخلاق و هو من حميدِ الخصال، حث عليه الأنبياء و المرسلون، فقد راغ إبراهيم عليه السلام إلى أهله فجاء بعجل سمين وقدمه لأضيافه. و ما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم في شأن (سفانة) ابنة حاتم الطائي حينما وقعت في أسر المسلمين إلا سيراً على الخطى، حيث قال بأبي هو و أمي حين ذكرت ابنة الكريم الجاهلي خصال أبيها: (خلوا عنها، فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق).

الشواهد كثيرة في هذا المقام، و لا أحسب أنه سيأتي من يخالفني فيما ذهبت إليه و لهذا فسأتجاوزه إلى ما قد يكون مثاراً للأخذ
و الرد.

تكمن المشكلة في دعوات الاحتفاء إلى أمرين: أولهما إظهار الكرم بشكل مبالغ فيه مما ينتج عنه استهانة في النعم و إيذاء لمشاعر البؤساء و يُخشى على منن يفعل ذلك أن يذيقه الله لباسَ الجوع و الخوف.

أما الأمر الثاني فهو أن السواد الأعظم منا قد أضحى يئن تحت وطأة الأعباء المعيشية و الالتزامات المالية في ظل تنامي الأسعار إلى الحد الذي يكاد المواطن أن يختنق، و بالتالي فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستحسن أحدنا ضيفاً ينفق عليه في ليلة ما يمكن أن ينفقه على أهل بيته في شهر.

لم أحدثك يا فزاع عن (قوم إذا استنبحَ الأضيافَ كلبُهمُ /// قالوا لأمِهِمُ بولي على النارِ)، و لكني كنت أود التأكيد على تقديري لأولئك الكرماء العقلاء الذي يقدمون لضيوفهم ما يستطيعونه فما يزيدهم ذلك إلا بشاشة و سروراً حين رؤية الضيف.

وما الخَصْبُ للأضياف أن يكثرَ القِـرَى /// ولكنَّمـا وجُــهُ الكـريــمِ خصيـبُ


أخي الكريم سحاب

أحيي فيك هذا الإبداع المتدفق ... وهذه الرؤية الشاملة الجلية
فقد ألبست النص البسيط " كصاحبه " جلباباً من الوقار

بالفعل ما تطرقت له أخي الكريم من مواضيع... كانت هي تلك التي أحببت أن يستنتجها القراء من النص ليبدون وجهات النظر حولها ... بالاضافة إلى اصرار خضران على تقديم الدعوة لجمعان رغم كل ما دار بينهم .

أكرر شكري وتقديري لقلمك الفذّ الذي يتعقب مواضيعي ويثريها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
فزاع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس