[فيصل فيصلي]

أراد الله للأزد أن يكونوا أسبق القبائل العربية الى كل خير فعرفوا قبل غيرهم التحضر والتظيم وهندسة السدود وفنون الزراعة وطرق التجارة وأساليب البناء والإعمار وسياسة الرعية وتجييش الجيوش...الى غير ذلك من أمور مازال البعض يجهلها حتى في العصر الحديث
فكان مما سبق الأزد إليه من الفضائل
أنهم أول من بنى دولة عربية 100% داخل الجزيرة العربية,وهي مملكة سبأ(ولم يحكموا عبرها جزءا من الجزيرة العربية فقط بل حكموها كلها من ضفاف بحر العرب الى سهول الهلال الخصيب وجباله الشماء),وقد بلغت في الرفاه والخير والرفعه درجة لم تبلغها أمة في عصرهم, وقد خصصت أحد سور القرآن الطوال باسم(سبأ) وذكرت فيها حضارتهم السامقة والأنبياء الذين بعثوا في مملكتهم((مـــــــــــنــهــــم))
-كما أنهم كانوا اول من وحد دويلات الطوائف خارج الجزيرة العربية,وأول من بنى مملكة عربية خالصة بالعراق...فنافس بها العجم من فرس وروم,وكان بانيها رجل من دوس بن زهران الأزد الكرام
- ثم جاء الإسلام فظهر ماجبلت عليه نفوسهم من الخير والحكمة وبعد النظر والترفع عن الحقد والحسد والإستنكاف من اتباع الحق....فكانوا أنصاررسول الله فآووه وضحوا وجاهدوا في الله حق جهاده..في حين أبى غيرهم واستكبر وأبى الا اتباع هواه..حتى كان عام الفتح فدخلوا في دين الله أفواجا(من قريش وخارجها), فكانت توزع عليهم الغنائم والثروات وابل الصدقات, وترك الانصار الأزديين لدينهم وعقيدتهم الصحيحة والسرور برسول الله.
-ثم ارتد بعد وفاة رسول الله فئام من الناس وكان أشدهم كفرا ونفاقا مسيلمة الكذاب, فبعث أبي بكر الصديق يستصرخ أسود الاسلام من جبال الحجاز وسهولها,فتوجه إليه المجاهدين فكان كبارالصحابة نواة الجيوش وروحها ,وكان شباب الأزد قوتها وعنفوانها,
- ثم بعد أن قمعت فتنة المرتدين بدأت بعوث الفتح الإسلامي,فكان لقبائل الأزد نصيب الأسد منها
ثم كونت الدول الإسلامية بعد ذلك من أموية(كان للأزد بقيادة المهلب نصيب الأسد في قيامها والدفاع عنها في وجه الخوارج)فما كان نصيب المهالبة غير القتل والابعاد لانهم لم يكونوا من شعب الله المختار"مختارا في أحلامهم وأوهامهم البغيضة والتي تتذرع بالدين في حال الضعف فاذا قويت شوكتهم قالوا نحن ونحن"
ثم العباسيين والذين كان لبعض قادة الأزد(وتدعمهم قبائلهم)دورا حاسما في بناء مملكتهم ومنهم عبدالرحمن الغطريف الزهراني وابوسلمة الخلال صاحب الثراء الواسع(وكلاهما تم قتلهما بعد أن أديا الدور المطلوب فلا حفظا لجميلهما ولا شكورا)

وفي كل ذلك التـــــــــاريخ الطويل والمــــــجيد من الجهاد والإخـــــلاص كان الخير والفائدة بل وحتى المدح والمجد يذهب لسواهم
وأما الأزد فليس لهم غيـــر التهميش والتحييد عن المراكز القيادية,حيث يتركون لإيمانهم والقناعة بنصيبهم من الآخرة؟؟
فبحق كان الأزدي عموما...والزهراني خصوصا مجرد جــــــــــندي مجهــــــول,يذكرونه في أوقات الشدة ثم ينسونه في وقت الرخاء!!!!
ونتمنى من قادة المملكة اليوم ونحن نسمع كثرة الشهداء من قبائل الجنوب في معاركهم مع الحوثيين أن يعنوا بالجنوب وأن ينصفوه ويعطوا رجاله مايستحقونه من التقدير والتكريم,
وأن يعطوا مناطقهم ماتستحقه من البناء والإعمار وانشاء المرافق والخدمات...
وعلى رأسها الماء...
..ففي حين كانت قبائل الأزد أبعد القبائل عن حروب الماء فيا العصور السابقة وحتى الجاهلية وغيرهم يقتتلون على غدير أو وحل,إنعكست اليوم الآية,فأصبحوا هم من يزدحم على موارد الماء,ويكادون يقتتلون
.........رحم الله الــــــــــــــــشهـــــــــداء...........