عرض مشاركة واحدة
قديم 22-08-2012, 10:49 AM   #20
ابو الاسد اسامه
 
الصورة الرمزية ابو الاسد اسامه
 







 
ابو الاسد اسامه is on a distinguished road
افتراضي رد: مشاهير قبيلة بني عامر في الماضي والحاضر


تكملة قصة كفالة ثامرة
الجزء 2

ما إن وصلت ثامرة بطفليها إلى قرية المضحاة مسقط رأس شاعرنا حتى تنكر لها الجميع رغم إبلاغهم بنبوغ الطفل محمد ، في قول الشـعر الشعبي ، فأظلمت الدنيا في وجهها وأحست بالألم يعتصر قلبها وكاد يقتلها الأسى لولا لطف المولى جلت قدرته ، وأخذت تفكر وتفكر وتستعرض أسماء القبائل التي يمكن أن تعيش في كنف أحد رجالها ، فإلى أين ستذهب هذه المرة ، وإلى متى ستظل طريدة شريدة هي والصبية ، وهذه دارهم وتلك مزارعهم وهؤلاء أقرباؤهم ، أليس منهم رجل رشيد يعطف على الأيتام ويقوم برعايتهم ويحسن تربيتهم في ديرة أبيهم ويريحهم عناء التنقل في القبائل بحثا عن لقمة الطعام المتوفرة في مزارع أبيهم المغتصبة ، ولما لم تجد منهم ذا قلب رقيق عقدت العزم على الترحال، فصحبت عصبة الحجيج العـائدين من مكة المكرمة ، وهناك ألقت عصا الترحال بجانب أهل الخير ، فمكثت في مقرها الجديد زهاء ست عشرة سنة ، درس ابنها خلالها شيئا من القرآن الكريم والعلوم الدينية الأخرى لدى الشيخيدعى إبراهيم بن عمر وبجانب تعلمه القرآن الكريم تعلم الفروسية وفنون القتال في ناد يعلم الصبية الطعن بالرمح والضرب بالسيف والرمي بالقوس ووسائل الدفـاع الشخصي ، حتى مهر في ذلك كله ، وتأثر بسير فرسان العرب الأوائل من خلال مطالعاته قصصهم من أمثال عنترة بن شداد ، والزير سالم ، وأبي زيد الهلالي وغيرهم .
وكان المنتدى يعد جائزة سنوية يتنافس عليها اثنان من المتفوقين في مجال الفروسية ، فوقعت القرعة على شاعرنا وعلى زميل دراسته ربيع بن قاسم العلوي ، وعندما حان وقت مبارزة البطلين في ساحة الميدان واجتمعت اللجنة المنظمة لذلك ، ألقى العلوي رمحه أرضا قائلاً لن أبارز رجلا لا أعرف قبيلته التي ينتمي إليها ، عندها ألقى ابن
ثامره رمحه وقال لخصمه : صدقت أمهلني حولا كاملا وأنا آتيك بمن يعرف قبيلتي وحقيقة أصلي ، وطلب من اللجنة الموافقة على طلبه ، فوافقت اللجنة وأُرجئت المبارزة حولا كاملا .
فعاد إلى أمه ورجاها أن تتأهب للرحيل لأنه قرر العودة إلى قريته لإحضار من يُعَرِّفَ بقبيلته ، وعاد إلى قريته بهموم كالجبال ، واستقبل من قبل أقاربه بفتور ، وما إن عرض عليهم التعريف بقبيلته حتى طردوه من القرية شر طردة ، فنزل في ظل سدر يُعرف إلى اليوم بسدر (بنان) ، ومكث ثلاثة أيام يسائل نفسه كيف يثبت لمنافسه قبيلته التي ينتمي إليها ، فطلبت منه أمه أن يذهب إلى قرية (الغِبِشة)، وسوف يلقى هناك من يسير معه بإذن الله ، فسار باتجاه قرية (قرعة) بعد أن وضع على رأسه قبعة يمانية ذات شكل هرمي مصنوعة من الخوص ، وأرسل شعره الأشقر على كتفيه ، ولبس إزارا على عادة قومه ، وفي الطريق إليها التقى رجلا قصير القامة يرتدي قميصا مشجراً باللونين الأسود والأبيض وهو يصلح ساقية مزرعته يدعى علي بن أحمد الغبيشي ، الشاعر الفطحل فسلم عليه فرد عليه الرجل السلام ، فعرف الرجل أن شاعرنا غريب عن القرية فأراد أن يستنطقه ليعرف شاعريته ومدى فطنته فألقى عليه بيتين من الشعر ، فرد عليه شاعرنا على الفور .
وبعد أن تعارفا قص ابن ثامرة على الغبيشي ، مواقف أقاربه منه وتنكرهم له ولوالده ، وطرده عن بيته وأملاكه ، وعدم السير معه للتعريف بقبيلته ، فرحب به الغبيشي وأخذه إلى بيته وجمع رجال قريته ثم أبلغهم بقصة شاعرنا وطلب منهم مساعدته والتوسط في الصلح لدى أقاربه ، فذهب معه أربعة وهم : علي بن أحمد الغبيشي ، والشيخ شامي بن موسى ، وأحمد بن حسين بن قرعة ، والقصاد من قرية المسعد . وعلى إثر مساعي هؤلاء صلح مع أبناء عمه وردوا له تركة والده .



القادم ختام قصة بن ثامره


ابو الاسد اسامه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس