[سعيد الغامدي]

بسم الله الرحمن الرحيم

(( يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي وأدخلي جنتي * ))

الحمد لله عدد خلقه وسعة ملكه وزنت عرشه ورضاء نفسه ومداد
كلماته وأصلي واسلم على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله مثل
ذلك وبعد ......

إخواني وأخواتي

كتب الله لكم أجر المواساة وتقبل دعائكم وأنار قلوبكم بنور
الإيمان وصيركم للتقوى ووقاكم من كل شرٍ وبلوى .
آمين آمين أمين .

لم أتي إلا حباً لكم وإحتراماً لمشاعركم وإلا فما زالت النفس
فارغه فقد ترك يرحمه الله فراغاً اسأل الله أن يشغله بذكره
وطاعته .

أبي لمن لا يعرف أبي .

رجل عاش عصامي ومات عصامي مات عن عمر يناهز الثمانين
عاماً . ( يرحمه الله )

عرف عنه البر بوالديه وخاصة والده حيث ماتت والدته وهو
صغير وتوفي والده بعد أن عانى من المرض سنين كان
يقوم على خدمته حتى توفاه الله على يديه وهو يتشهد
ويفصح بالشهادة . ( يرحمهم الله )

كان محباً للصلاة يتعهدها من صغره ويأمرنا بها ويصطبر
عليها يرضى عنا بها ويغضب منا لها . ( يرحمه الله )

كان محباً للخير لا يتوانى عن قول كلمة الحق ولا يحابي فيها
قريب ولا يماري فيها بعيد ( يرحمه الله ) .

كانت ذاكرته وعاءً للتاريخ الدعوة الحكمة والنصيحة والرواية
( يرحمه الله )

عاش كريماً ومات والحمد لله كريماً . ( يرحمه الله )

في عصر يوم الخميس يذهب ويشتري ( ذبيحتين ) ويضيف
أرحامه وأقاربه الموجودين في جده رحب بهم وشاركهم
العشاء وكان يعاني من عارض زكام عادي . طلبت منه أن
أوصله للمستشفى ورفض وللطبيب وأبى أخذ بعض أدوية
الزكام ثم نام . صلى الفجر جالساً في بيته ويشاء الله الواحد
الأحد بمنه وكرمه أن يقوم من فراشه ويغتسل و يتطيب ويلبس
ملابسه وبشته ويذهب لصلاة الجمعة من الساعة العاشرة ويؤدي
صلاته كاملة بما فيها السنة ثم يخرج من المسجد ويحس بالتعب
وكان أقرب إنسان إليه وأغلى جيرانه عنده الشريف يحي
( أبو علي ) يحفظه الله الذي كان يعتبره الوالد إبناً وهو يتعامل
مع الوالد وكأنه من أبنائه ويسنده في طريقه للمنزل إلا إنها
تثاقلت خطاه وعندما دخل العمارة قال له ( يرحمه الله ) يا أبا
علي أريد أن أجلس فأجلسه وحضنه وميل رأسه على ذراعه ونطق
الشهادة ( مرتين ) ثم فارق الحياة مستقبلاً القبلة ومبتسماً ومعرِق
الجبين .
( خرج لصلاة الجمعة وكان خروجه والحمد لله للقاء ربه حيث يشاء
الله سبحانه أن ينتقله الله إليه قبل أن يعود لأهله ) .
كان أخر عمل يؤديه أحب عمل يحبه وهو الصلاة . وافاه الأجل
يوم الجمعة 5/10/1427هـ الساعة الواحد تقريباً .
غسل ونقل إلى بلد الله الحرام صلي عليه بعد صلاة العشاء بالحرم
ويشاء الله أن ( يقرأ الإمام ) سورة الفجر .

اللهم إن والدي في بلدك الحرام وفي جوارك ومن تجيره لا يخيب
أبداً أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به
أعطيت أن تجعل ضيافته عندك جنة خلدك في الفردوس الأعلى
في أعلى عليين مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك
رفيقا .

اللهم إنه فارق الحياة بعد فريضة تعتبر كفارة لعبادك المسلمين
فكفر بها ذنوبه وخرجت روحه على يد رجل من آل البيت فأحشره
مع آل البيت الطاهر الكريم يا مجيب الدعاء يا الله .

اللهم أجبر مصابنا فيه وأجرنا في مصيبتنا فيه خيراً وما نقول
إلا ما يرضي ربنا ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) وصلى الله وسلم
وبارك على سيد الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله .

هذه القصيدة إهديها لأخي ( يحيى الشريف ) وهي أقل الواجب
وعذري منه أنني اقولها وأنا غير مهيأ للشعر مطلقاً .

[poem=font="Simplified Arabic,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,10,indigo" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا جار بوي الله يجيرك من العوق = والله يجيرك من صروف الليالي
عانقت روحه يوم جت صاعده فوق = يم الولي ربي عزيز الجلالي
يا بو علي قلبي لفرقاه محروق = الله يعطينا عليها احتمالي
بشرتني انه نطق خير منطوق = قال الشهاده ثم شد الرحالي
راح بطريق للمخاليق مطروق = والحمد للمولى على كل حالي
يا خويه العاشر ويا خير مخلوق = من بعد ابوي انته ترى راس مالي
لكنك الاول بشمس لها شروق = كنت لابونا من كريم العيالي
اخوتَّك ما جت هدية من السوق = جتنا ببرك له وطيب الفعالي
يا كامل الاخلاق والطيب والذوق = تبقى بطيبك عايشٍ في خيالي
يحيى عسى تحيى على الطيب موثوق = وتبقى الصديق المستقيم المثالي [/poem]

تقبلوا تحياتي

أخوكم محبكم

سعيد بن عبد الله الغامدي