عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2007, 06:46 PM   #7
حنــــــــــين
 







 
حنــــــــــين is on a distinguished road
افتراضي

إنّ جهاد البناء ماضية في مهامها ومسؤولياتها وليقولوا ما يشاؤون، "عمل إرهابي دولة داخل الدولة" هذا أمر لا يضيرنا على الإطلاق. في هذا العام نحن نلاحظ أنّ سيل الإتهامات وتنوع الإتهامات وتركيز الإتهامات لم يسبق له مثيل، ولكن هذا لا يمكن أن يقدم أو يؤخر شيئا بل هذا يزيدنا عزما وإصرارا على مواصلة ما نقوم به ويقينا بصحة الخيار وصحة وسلامة ما نقوم به. في هذا الإطار أنا أدعو إلى أوسع تعاون بين مؤسسة جهاد البناء وبين المؤسسات الزراعية والتعاونيات والجمعيات والأطر الأهلية سواء التي تعتني في الجانب الزراعي أو في جانب الصناعات اليدوية والحرفية، فلنتعاون. ما نستطيع أن نقوم به في دعم الإنتاج يجب أن نقوم به وما يمكن أن نقوم به في دعم التسويق لهذه المحاصيل ولهذه المنتوجات يجب أن نقوم به بدون أي تردد، وأنا أعدكم إنشاء اله أنّ هذا المعرض لن يكون خطوة مجتزأة ولن يكون خطوة يتيمة وإنما هو بداية لخطة ولجهد متواصل ومستمر، سوف نحاول أن نتعاون فيه مع الجميع خصوصا في مجال التسويق. ونحن خلال السنوات الماضية في مجال دعم الإنتاج ومن خلال مؤسسة جهاد البناء وبالتعاون مع وزارة الزراعة ومع الوزراء السابقين الذين كانوا يتولون هذه المسؤولية ويتعاونون بشكل جيد كنّا نحاول سواء من خلال الإرشاد الزراعي أو تقديم بعض القروض أو بعض العمل التعاوني أن نساهم في هذا المجال، لكن نعتقد أنّ الهد الأهم الذي يجب أن يلتفت إليه في هذه المرحلة وفي المراحل المقبلة هو جهد التسويق.

هذا المعرض هو معرض تعريفي للمنتوجات الزراعية، نعرف اللبنانيين من خلال وسائل الإعلام ومن خلال الذين يزورون المعرض وهو أيضا معرض تثقيفي من خلال الندوات التي ستقام في برامجه المختلفة وهو أيضا جهد تسويقي لبيع وتسويق هذا الإنتاج ومحاولة تخفيف الحلقات والفواصل بين الجهة المنتجة والجهة المستهلكة، واخترنا أن يكون هذا المعرض في هذا المكان في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية. اخترنا هذا المكان لنقول نحن نقيم معرضا للمنتوجات الزراعية والحرفية في نفس المكان الذي نقيم فيه معرضا للكتاب للعلم والثقافة في نفس المكان الذي نشيّع منه شهداءنا ونحتفي فيه بشهدائنا في نفس المكان الذي نستقبل فيه أسرانا المحررين في نفس المكان الذي نعبر فيه عن مواقفنا السياسية في نفس المكان الذي نقيم فيه شعائرنا الدينية ونحيي فيه ليالي القدر، لنؤكد انّ كل هذه الحلقات هي سلسلة واحد متواصلة : العبادة والعمل والعلم والمرعفة والجهد والإنتاج والزراعة والدماء والدموع والتضحيات والحضور الشعبي وتحمل المسؤولية والسياسية والجهاد، كلها حركة واحدة متواصلة متكاملة على المستوى الفكري والإيماني والإنساني والأخلاقي في خدمة هدف واضح ومحدد هوعيال الله وعباد الله، لأنّ هو هذا سبيل الله الذي يصح فيه الجهاد ويصح في طريقه العمل ويصح في طريقه التضحيات.

أود هنا أن أشير إلى بعض الأمور السياسية، الأمر الأول أننا ما زلنا نراهن على الوفاق وعلى التوافق بمعزل عن كل أصوات الموتورين والمصعدين والذين يريدون ان يأخذوا البلد إلى الفتنة وإلى الصدام وإلى المواجهة ويجاهرون في ذلك ويتحدثون عن هذا الأمر بكل بوضوح وبكل صراحة. نحن ما زلنا نراهن على التوافق وعلى الوفاق وما زلنا نسعى في هذا الاتجاه وما زال هو أملنا الكبير. وفي هذا السياق أيضا نحن أيدنا مبادرة دولة الرئيس نبيه بري ولاحقا أيدنا مبادرة بكركي، واليوم أود ان أعلن أمامكم بكل وضوح وصراحة أننا سعداء لكل اللقاءات التي تحصل ثنائية او ثلاثية بين قادة في المعارضة وقادة في فريق السلطة، هذا من دواعي الأمل والرجاء، وتذكرون دائما خلال الأشهر الماضية وخصوصا بعد انتهاء الحرب عندما كنا نتحفظ على الأطر الواسعة للحوار وكنا نقول هذا إطار يطغى عليه البرتوكول والشكليات والعلاقات العامة والمجاملات والتعارفات، والحوار الجدي يحصل بشكل ثنائي او ثلاثي وكنا ندعو دائما الى قيام حوار من هذا النوع. اليوم الحوارات المتنقلة بين لبنان وخارج لبنان نحن نؤيدها وندعمها ومرتاحون لها ونأمل ان تصل الى نتائج ، بل اقول لكم بالخط العريض : كل مسعى وكل لقاء وحوار وجهد يمكن ان يؤدي الى التوافق والوفاق بين اللبنانيين نحن نؤيده وندعمه وندعو الله لان ينجح ويعطي النتيجة المطلوبة لأننا حريصون على هذا البلد وعلى هذا الشعب وعلى هذه الدولة، ونعرف أنّ مصلحة الأمريكيين ومصلحة الإسرائيليين هي دفع اللبنانيون إلى الصدام وإلى المواجهة فيما بينهم، وأن النزاع يؤدي إلى الفشل بينما التوافق والتعاون والتفاهم والوحدة هي من أهم عناصر القوة .

الأمر الآخر الذي أود الإشارة إليه، من المؤسف جدا بل من المريب سكوت الفريق في السلطة الذي يدعي أنه فريق استقلال وسيادة وحرية ويغار على لبنان وأرضه وسمائه وأمنه واستقراره، سكوت هذا الفريق على المناورات الإسرائيلية التي تجري في شمال فلسطين المحتلة وعلى مقربة من الحدود اللبنانية حيث يشارك ما يزيد عن خميس ألف ضابط وجندي وفرق مدرعة ومؤللة في مناورات لعدة أيام ويعلنون ما هو هدف هذه المناورات وأن هدفها هو لبنان وأنهم يستفيدون من أخطائهم وعيوبهم وثغراتهم، ويعتبرون أنّ هذه المناورات هي لأخذ العِبر أو لتطبيق العِبر والدروس المستخلصة من الهزيمة الإسرائيلية في لبنان.

اليوم بالتحديد العديد من المناطق اللبنانية كانت هناك غارات وهمية إسرائيلية، هذه الغارات الوهمية هي جزء من المناورات وتستكمل المناورات وهي جزء من الخطة الحربية المفترضة للعدو التي يناور عليها سواء في سمائنا أو في شمال فلسطين المحتلة، لم نسمع موقفا وكأن هذا الأمر لا يعني الحكومة اللبنانية التي تدّعي أنها حكومة ولا يعني الفريق الذي يدّعي أنّه سيادي واستقلالي، ولم يحركوا ساكنا، لا احتجاج ولا اتصال حتى مع سادتهم أو ـ إذا أردنا التخفيف عنهم ـ مع حلفائهم الأمريكيين، أي تعبير عن سخط أنّ هناك ما يهدد لبنان وما ينتهك سيادة لبنان وأجوائه، وأنّ الغارات الوهمية في نهاية المطاف قد ترعب الناس المدنيين والأطفال والنساء خصوصا إذا كانت الغارات منخفضة جدا، لم يحركوا ساكنا. هذا السكوت مريب وعجيب وخصوصا من أؤلئك أيضا الذين دائما يجادلونك في الليل والنهار بموضوع قرار السلم والحرب، حسنا أنتم ماذا تفعلون، قبل أيام قال نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المهزوم والذي كان في القيادة عندما لحقت بجيشه الهزيمة (الجنرال) كابلينسكي يتحدث عن خطة إسرائيلية من هذا النوع... لا كلام (عند فريق السلطة). إذا أنتم مسؤولون عن الحرب والسلم تحملوا مسؤوليتكم، في كل شيء أنتم تتخلون عن المسؤولية.

هذا السكوت مدان، وهذا السكوت موضع تساؤل بل اسمحوا لي أن أذهب بعيدا في سوء الظن وأقول هذا السكوت مريب، وكأنّ ما يقوم به الإسرائيليون في نظر البعض يخدم مشروعهم للسيادة والإستقلال كما يفهمونه والذي هو مشروع تبعية للمشروع الأمريكي وخضوع للمشروع الأمريكي والتحول إلى جزء من المشروع الأمريكي. للأسف الأمور باتت على هذه الشاكلة. لكن في كل الأحوال، أنا أثير هذه النقطة لأقول أنّ هذا الفريق الذي يدعي ما يدعي يجب عليه أيضا، وأنا هنا لا أريد فقط أن أدين وإنما أن أطالب بموقف واضح وجلي من هذا الذي يقوم به الإسرائيليون وخصوصا في مجال الإنتهاكات الكثيفة اليومية للسيادة اللبنانية. طبعا بالنسبة إلينا ونحن نثير هذه الملاحظة، أود أن أؤكد لكم جميعا وللبنانيين جميعا ولكل الذين يتابعون الأوضاع اللبنانية وبالأخص لإسرائيليين أن كل هذه المناورات والغارات الوهمية وكل هذه الطبول التي تقرع وكل هذا التهديد والتهويل الإسرائيلي الذي نسمعه بين الحين والآخر لا يؤثر فينا على الإطلاق ولا يمكن أن يهز من ثقتنا بأنفسنا وبالله سبحانه وتعالى أولا وأخيرا، وأنّ المقاومة التي دافعت عن لبنان ستدافع عن لبنان وهي أقوى من أي يوم.

اليوم ونحن نتحدث في معرض زراعي وحرفي يعبر عن جهاد وجهد لشرائح من رجالنا ونسائنا الكرام في لبنان، أود ان أقول لكم أنّ المقاومة أقوى مما كانت في السابق وإسرائيل أضعف مما كانت في السابق، وأنا أتحدث على المستوى النسبي وأنا لا أقول أنّ إسرائيل ضعيفة وإنما إذا ما قسنا إسرائيل اليوم بإسرائيل عشية 12 تموز هي أضعف، وإذا ما قسنا المقاومة اليوم بالمقاومة عشية 12 تموز هي أقوى. اليوم نحن أقوى في الإرادة والعزم وفي الإيمان وفي الثقة وفي التوكل وفي المعنويات وفي الماديات وفي العقل وفي التدبير وفي الحضور الميداني وفي الإستعداد للمواجهة. كل هذا لا يخيفنا، نحن لا نريد حربا مع أحد ولكن لن نسمح أن يعتدى على قرانا وعلى شعبنا وعلى أهلنا وعلى بلدنا. إذا كان البعض يفهم السيادة خضوعا فنحن نفهم السيادة سيادة، هكذا كنا طوال التاريخ. إذا كان البعض يفهم الإستقلال استسلاما فنحن نفهم الإستقلال استقلالا نقدم من أجله الدماء الزكية، وسوف تبقى راية لبنان مرتفعة كجبال لبنان وسوف تبقى أرض لبنان أرضا طاهرة من أي دنس ومن أي احتلال لأنها طُهِّرت بأزكى دم وبأغلى دم قدمتموه أنتم وقدمه شعبنا.

هذه هي الأرض التي أختم بها كلمتي في افتتاح هذا المعرض الذي حمل عنوان "أرضي"، هذه هي أرضي، هذه هي أرضكم، الأرض الغالية بجبالها وسهولها ووديانها، هذه الأرض الغالية التي لا يمكن أن نفرط فيها ولا يمكن أن نتخلى عنها ولا يمكن أن نسمح بتدنيسها ولا يمكن ـن تكون أرضا لا للإحتلال الإسرائيلي ولا أرضا للقواعد العسكرية الأمريكية ولا أرضا للعمالة ولا أرضا للتبعية، وإنما سوف تبقى أرضا للإستقلال وللسيادة وللحرية وللكرامة وللوطنية وللعزة وللرؤوس الشامخة وللأيدي المضحية والعاملة والمجاهدة، هكذا أنتم وهكذا كنا وهكذا سنبقى وهكذا ستكون أرضي، أرضا للإنتاج في كل مجال وأرضا للعطاء في كل مجال وأرضا للعزة الدائمة. موفقون إنشاء الله ومباركون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



و لكم مني جزيل الشكر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



~* سئل حكيم : ما الحكمة؟ فقال : أن تميز بين الذي تعرفه والذي تجهله؟؟؟؟ *~
أخر مواضيعي
حنــــــــــين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس