عرض مشاركة واحدة
قديم 17-09-2009, 07:11 AM   #134
إبراهيم الزهراني
 







 
إبراهيم الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد: الشنفرى ليس صعلوكاً وقبره في زهران

جميل جداً وأكثر من رائع هذا التوثيق ..
ولا أخفيك أنني قمت بعمل تحقيق صحفي بجريدة الرياض بتاريخ 1/2/2003
وهو كتالي :
الباحة تحقيق -وتصوير
إبراهيم الزهراني :
تحقيق موقع قبر الصعلوك الشنفرى في سلامان بدوس !!
أهالي سلامان : تردد أن سيف الشنفرى ودرعه وخاتمة في متناول أيدي العابثين
مسلسل أردني يكشف حقيقة ما توارثه أهالي سلامان بدوس عن أجدادهم .
ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــــــــ
في قرية سلامان بقبيلة دوس في محافظة المندق بزهران التابعة لمنطقة الباحة توارث الآباء والأجداد عن أسلافهم موقع قبر (الشاعر الجاهلي الصعلوك الشنفرى) وللتحقق من صحة ذلك انتقلت الرياض الى الموقع ولقاء الأهالي من قرية سلامان الذين احتفظوا باسماء الأمكنة كما وردت في المراجع في ذلك الموقع مثل اسم القرية التي عاش بها الشنفرى وهي قرية سلامان وهي كما وردت في المراجع وكذلك أسماء الأودية والجبال والقرى المحيطة بموقع قبر الشنفرى وبذلك يكون الأمر أقرب الى الحقيقة من أن ذلك الموضع يضم قبر الشنفرى الشاعر الجاهلي الصعلوك المعروف والذي اشتهر بلاميّته المشهورة (لاميّة العرب) وسوف نتطرق لآراء الأهالي بعد اعطاء لمحة موجزة من واقع المراجع التاريخية للتعريف بصاحب هذا الأثر وهو الشاعر العداء عمرو بن مالك الشنفرى توفي نحو 70 ق هـ /عام 525م ، ونستعرض بعض ما ورد من أسماء الأماكن في أبياته الشعرية وسيرته والتي يحتفظ الأهالي بمسمياتها كما وردت في أمهات الكتب والمراجع التاريخية مثل (أبيدة) التي ورد ذكرها في معظم أشعار الصعاليك في العصر الجاهلي وهي قرية تبعد نحو 20 كيلا شمال شرق قرية سلامان بن مفرج موقع قبر الشنفرى ووادي (الناصف) الذي شهد مغامرات الشنفرى وتأبط شراً بوادي أبيدة و(وادي ثروق) وبه موقع صنم ذو الخلصة لدوس ويبعد عن سلامان 3أكيال غرباً وجبل العصيماء ورمانة في سلامان والعضداء وارباع وموضع دحيس وموضعي الرأس ومنجل واللذان يبعدان 30كيلا نحو الحجرة في سهول تهامة ويتم مشاهدة هذين الموضعين من خلال جبل المرقبة في قرية سلامان كما ذكره الشنفرى في شعره وما ورد في شعره من أسماء للنبات الذي يعيش في ذلك الموضع واشتهر به مثل النبع وأشجار الحماط و المفردات التي جاءت من تلك البيئة التي عاش بها الشنفرى ، وقد ذكر المؤرخون أن الشنفرى كان من الأواس بن الحجر بن الهنو بن الأزد بن الغوث وأسرته بنو شبابة بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان فلم يزل فيهم حتى أسرت بنو سلامان بن مفرج بن عوف بن ميدعان بن مالك بن فهم بن الأزد رجلاً من بني شبابة ففدته بنو شبابة بالشنفرى الى أن قال: فكان الشنفرى في بني سلامان بن مفرج لا تحسبه الاّ أحدهم . هكذا ورد عن نسبه في الأغاني ج21ص185
وقال بن حزم : بنو سلامان بن مفرج بن مالك بن الأزد بطن منهم الشنفرى الفاتك ومن أبيات هذا الشاعر الصعلوك ما يشير الى بعض ملابسات نسبه على لسانه حين قال بعد أخذه الثأر من بني فهم الذين قتلوا أباه :
جزينا سلامان بن مفرج قرضها بمــا قدمــت أيديهـــم وأزلـــــت ِ
وهنئ بي قوم وما أن هنأتــهم وأصبحت في قوم وليسوا بمنبتي
والحقيقة الحديث عن تحقيق نسب الشاعر الجاهلي الشنفرى يطول ولسنا بصدد ذلك ولكننا نهدف الى التحقق من موقع أثري يضم قبر الشنفرى وقد يحقق ذلك للباحثين المتخصصين في الأدب والشعر والتاريخ مجالا كبيرا في معرفة بيئة الشاعر وتحقيق المواقع التي ذكرها الشاعر في أبياته والتي وردت في مجمل سيرته وللتحقق من هذا الموقع فقد وردت أغلب مسميات الأودية والقرى المجاورة لقرية سلامان التي ذكر الأهالي أن قبر الشنفرى معروف لديهم منذ القدم وأنه معلم لديهم لرعاة الأغنام والقادمين من السفر قديما فقد ذكر في بعض سيرته بعد أن قتل حزام بن جابر في منى وهو قاتل أبيه قال الشنفرى :
قتلـــت حزامـــاً مهديـا بملبــدٍ ببطن منى وسط الحجيج المصوت
وذكر في ذلك أن رجلاً من الأزد أتى أسيد بن جابر وهو أخو حزام المقتول فقال: تركت الشنفرى بسوق حباشة (سوق حباشة : من أسواق العرب في الجاهلية بتهامة ) فقال أسيد بن جابر والله لأن كنت صادقاً لا نرجع حتى نأكل من جني أليف أبيدة (أبيدة وادٍ يظم العديد من القرى في الباحة) وفي موضع آخر كان الشنفرى يقتل في بني سلامان حتى قعد له رهط من الغامديين من بني الرمداء (قرية الرمداء احدى القرى المعروفة بالباحة وتسمى اليوم الرمادة في غامد) فأعجزهم ومر وهو هارب الى دحيس (قرية من قرى أبيدة بالباحة) برجلين من بني سلامان فقتلهما ثم خشي الطلب وقال في ذلك :
قتيلي فجار أنتما إن قتلتما بجوف دحيس أو تبالة يااسمعا
ثم قعد له أسيد بن جابر السلاماني وخازم الفهمي بالناصف (ألناصف: أحد الأودية المتفرعة من وادي أبيدة وهو سوق جاهلي قديم وبقي كذلك الى عهد قريب وهو في الجهة الشرقية من قرية سلامان بنحو 18كيلا ).
وقال فيما يطالب به بني سلامان :
فإلا تزرني حتفتي أو تلاقنـــــ ي أمشِّ بدهــر أو عـذاف فنـــــورا
أمشي بأطراف الحماط وتــــــار ة تنفض رجلي بَسْبُطاً وعصنصـرا
وأبغي بني صعب بن ُمٍّر بلادهــم وسوف ألاقيهـم ان الله يســــــرا
ويوما بذات الرأس أو بطن منجل هنالك تلقى القاصي المتغـــــ ـورا
( الحماط :من الأشجار المثمرة التي اشتهرت بها جبال دوس وأبيدة ، والرأس جبل بقرية سلامان في السراة بدوس ، وبطن منجل وادٍ بمحاذات جبل الرأس الا أنه عنه في تهامة يتبع الحجرة ويطل عليه الجبل من السراة من قرية سلامان )
ومن ماورد في من أبيات للشنفرى توضح المواقع في سلامان قوله:
ومرقبةٍ عنقاء يقصر دونهــا أخو الضروة الرّجْل الخفي المخفف
نميت الى أعلى ذراها وقد دنـا من الليل ملتف الحديقــة أســـــدف
فبت على حد الذراعين أحدبـــاً كمــــا يتطــــوى الأرقـم المتعطــف
والمرقبة : جبل معروف سلامان منذ القدم يطل على السهول الساحلية بارتفاع 2300متر عن سطح البحر تقيربا واستخدم منذ القدم وحتى عهد قريب برجا للمراقبة وعرف بذلك الأسم كما أنه يطل على جبل العصماء من جهته الشرقية وجبل العصماء موقع قبر الشنفرى بسلامان.
أهالي سلامان للرياض:
بعد أن علمت الرياض من الأهالي أن لديهم قبراً أثرياً ينسب الى الشاعر الجاهلي الشنفرى تم الانتقال الى الموقع لجمع ما أمكن من المعلومات ونقلها بين يدي القراء من ذوي الاختصاص من الباحثين والأكاديمي ين اسهاما في تحقيق موقع يعد في غاية الأهمية .وفي حصيلة مادار من حوار وما تم تسجيله من مسميات قريبة من الموقع بقرية سلامان فقد استندنا في هذا التحقيق على المعلومات التالية :
1- ذكر الأهالي بقرية سلامان أن هذا القبر متوارثاً أباً عن جد على أنه قبر الشنفرى الشاعر الجاهلي الصعلوك المعروف .
2- ذكروا أنهم شاهدوا مسلسلاً أردنياً في احدى القنوات الفضائية يروي قصة الشنفرى وبمتابعتهم لذلك المسلسل فقد ذكر فيه معظم المواقع والجبال والأودية المعروفة لديهم مثل جبل العصيماء وهو معروف لديهم بجبل العصماء المطل على القبر من جهته الغربية الجنوبية . وجبل المرقبة والذي ورد كذلك في ابياته الشعرية ولا زال معروفا لديهم بهذا الاسم ،ووادي الحطيم والمعروف لديهم بالحطم وشعيب رمانه ويعرف لديهم بوادي الرمان وهو الشعيب المنخفض الذي ينحدر منه شعب سلامان والرأس ، وشعب الفرس .اضافة لذكر قريتهم سلامان وبها مجريات أحداث المسلسل .
3- ذكروا أن هناك مواقع لم تذكر في المسلسل المذكور مثل الشذينات وقرى سامة ،وجبل النصباء وعين عوص وهي عين جارية على مدار العام ولها شهرة تاريخية لديهم وتقع في الشعب المسمى حطم.
4- من خلال المشاهدة لموقع العشرات من تلك المدافن التي يعتقد أن البعض منها يعود للعصر الجاهلي ومنها قبر الشنفرى لعدم اتجاهها للقبلة . ويصل طول القبر الى مترين ونصف تقريبا وبعرض متراً واحداً تقريبا، وفي ذلك ذكر في الأغاني أنه قيس بالذراع خطو الشنفرى ليلة قتله فوجد أول نزوة نزاها احدى وعشرين خطوة ً ثم الثانية 17عشرة خطوة .(الأغاني ج21 ص191) وذلك يعني سرعته في الوثب وأنه رجل عملاق وهذا يؤكده ايضا طول القبر المفرط .
5- أشجار العرعر المعمرة التي تصل أعمارها الى مئات السنين كما هو معروف والتي نبتت على هذه القبور بكثافة وأخفت معالمها .
6- تم جمع المعلومات عن طريق أهالي قرية سلامان كلاً من المواطن
أحمد بن عبدالله الدوسي ، وحسن بن عبدالله الدوسي، صالح ال حسن الدوسي، محمد بن عبدالله الدوسي .عبدالله الزروق الدوسي وهم من أهالي سلامان .وقد أوضحوا أن أحد كبار السن من مشائخ سلامان المعمرين يدعى /أحمد بن حلسان توفي عام 1403هـ عن عمر يناهز 95عاما قبل كان يروي لأهالي القرية العديد من القصص المثيرة عن مغامرات الشنفرى وأصحابه الصعاليك وقد ورث تلك القصص عن آبائه وأجداده جيلا تلو الآخر .
ذكر أهالي سلامان أن هذا القبر المنسوب للشنفرى كان معلماً لمعظم القبائل المجاورة ولا يزال كذلك فيقال الملتقى عند قبر الشنفرى أو أن رعاة الأغنام تعدوا قبر الشنفرى وكذلك المسافرون والقادمون من السفرقديما علما أن هذا القبر يجاوره العشرات من القبور ولكن عرفت هذه المقبرة جميعها في هذا الموقع بقبر الشنفرى وبما أنها أثرية فان الأهالي لم يستخدموها للدفن فلهم مقبرة أخرى في موضع آخر .
7- يصل عدد سكان قرية سلامان حاليا الى 150نسمة فقط ولكن تحيطها المقابر المكونة من مئات القبور من جميع الجهات حيث يوجد أكثر من 8 مقابرأثرية تظم المئات من القبور وهذا دليل على أن هناك كثرة وتعاقب على سكنى هذه البلدة أو أنها كانت موقعا للمعارك .
8- توارث واحتفاظ الأهالي لمسميات المواقع الحالية وتطابق ذلك مع ما ورد في المراجع القديمة دليل على صدق احتفاظهم بموقع القبر ونسبته للشنفرى .
9- وختاما فقد حذر أهالي سلامان خطورة السطو على هذه المواقع من قبل ضعاف النفوس للعبث بها خاصة وأنه تردد على الألسن أن قبر الشنفرى يحتوي على سيفه ودرعه وخاتمة وأن هنا قبورا تحوي على نقود من الذهب وغلال وغير ذلك من الشائعات والأساطير ودعوا وكالة الآثار للإطلاع وحماية هذه المواقع من العابثين ومن اندثار هذه المقابر الأثرية وفقدها بسبب مرور السيارات عليه .ا

ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــــــ انتهى ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ـــــــ

المراجع :
*الأغاني ج21ص185- ص199
*مختارات من الشعر الجاهلي ل(لاميّة العرب للشنفرى ص197)
*التبيان في تاريخ أنساب زهران ص299 م علي محمد سدران
*غامد وزهران السكان والمكان م علي بن صالح السلوك ص71
*عدد من كبار السن والمواطنون من أهالي قرية سلامان .
ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ ــــــــ
إبراهيم الزهراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس