عرض مشاركة واحدة
قديم 25-05-2016, 08:09 PM   #24
الخروصي
 







 
الخروصي is on a distinguished road
افتراضي رد: سؤال ممن لديه العلم نأمل للتوضيح؟؟

عندما طال العمر بالإمام الصلت بن مالك الخروصي([2]) وأصابه خلل في رجليه، دون باقي الأعضاء خرج عليه كل من راشد بن النظر وموسى بن موسى وأخذا يطالبان بأن يخرج الإمام الصلت من الإمامة، مما خلق هذا الأمر فتنة في عمان لعزل الإمام الصلت أو إبقائه في الإمامة.
إلا أن الإمام الصلت خرج طوعاً من بيت الإمامة خوفا من اندلاع الفتنه وذلك عندما اجتمع أهل الحل والعقيد بتنوف، وعندما علم موسى بن موسى بخبر خروج الإمام الصلت من بيت الإمامة قام وأصحابه بمبايعة راشد بن النظر إماماً في ذلك اليوم([3]).
وهكذا تفرق أمر المسلمين واختلفت كلمتهم، فلم يرض قوم بإمامة راشد بن النظر منهم عزان بن تميم وشاذان بن الصلت وموسى بن محمد بن الـهزبر وغيرهم([4])،ولم يزل هؤلاء متمسكين بإمامة الإمام الصلت بن مالك إلى أن توفى – رحمه الله- سنة 275هـ([5]).
وخرجت جماعة من اليحمد وأرادوا عزل راشد بن النظر، وذلك لأنهم لم يرضوا به إماماً، وأنه فعل أفعالاً قبيحة في عمان لم يرضها أهل عمان، وكان من جملة الذين خرجوا عليه فهم بن راشد الكلبي وخالد بن شعوة الخروصى وشاذان بن الصلت ومحمد بن مرجعة وغيرهم، واجتمعوا بالرستاق([6]) وقد أخذوا المعونة من هناك، وكاتبوا بعض الناس المطاعين في قومهم بالباطنة، منهم نصر بن المنهال وسليمان بن عبدالملك ([7])وذلك من أجل عزل راشد بن النظر.
وعندما اجتمع رأيهم على عزل راشد بن النظر اتفقوا على الخروج إلى نزوى لعزلـه، فأخذوا طريق الجبل الأخضر للوصول إلى نزوى. وعندما علم راشد بن النظر بمقدمهم عن طريق الجبل الأخضر، وأنهم قد صاروا بمنطقة الروضة من تنوف، وجه إليهم راشد بن النظر جيشاً عظيماً لملاقاتهم هناك، وكان من ضمن قواده على السرايا عبدالله بن سعيد الفجحي والحواري بن عبدالله الحداني وغيرهما([8]).
وفي الليل نزل جند راشد بن النظر على اليحمد والعتيك وبني مالك بن فهم، وهم لا يدرون بهذا الجيش، فوقعت بين الفريقين حرباً عظيمة كثر فيها القتل من أهل الورع والعفاف([9])، وكانت الـهزيمة في النهاية على اليحمد ومن شايعهم من العتيك وبني مالك بن فهم، وقد كان اليحمد عارفين بالموضع معرفة تامة، فتعلقوا برؤوس الجبال وذلك بعد أن قتل منهم جماعة وأسر آخرون، وأما العتيك وبني مالك بن فهم فقد صبروا في المعركة حتى قتل منهم نصر بن المنهال العتكي بالإضافة إلى بعض الأشخاص من قبائل مالك بن فهم ومن فراهيد بالإضافة إلى أسر بعضهم، فحبسوا سنة أو أكثر إلى أن سأل عنهم موسى بن موسى وجماعة من أهل عمان فأطلقوهم([10]).
وقد وقعت هذه المعركة والإمام الصلت بن مالك مازال حي يرزق ولكنه معتزل الإمامة، وقد مات الإمام بعد هذه الوقعة بزمن([11])، وبعد الوقعة قام أبو بكر محمد بن حسين بن دريد الأزدي وأنشأ قصيدة يعير فيها أصحابه من ولد مالك بن فهم، ويحرضهم على أخذ الثأر من راشد بن النظر واتباعه، ومن الأبيات التي قالـها([12]):

يا بني مالك بن فهم قتيلاً

لا يباريه في القتال قتيـلا


أي عز قدموه لرمــح
منكم لم يدعه وهو قليـل

أي عز نارها هناة فروع


العز بل أين كهفه المأمول




وهكذا أخذ ابن دريد يرثي من قتل بتنوف من قومه وغيرهم من العتيك واليحمد ويشجعهم في أخذ الثأر من راشد بن النظر وأصحابه، فتجمعت بنو اليحمد والعتيك وبنو مالك وقويت شوكتهم، فاتجهوا إلى نزوى مقر راشد بن النظر فحملوه أسيراً بعد أن هزموا أعوانه وفضوا عساكره وعزلوه من الإمامة([13]).
وبعد هذا الـهجوم وقع اختيار الجميع على إمامة عزان بن تميم الخروصي الذي بويع بالإمامة سنة 277هـ([14]) وذلك بعد موت الإمام الصلت بن مالك الخروصي رحمه الله.
وهكذا نجد أن وقعة الروضة كانت وقعة خاصة بالعمانيين أنفسهم لم يتدخل فيها عنصر أجنبي، وهذا مما ابتلى به الله أهل عمان، وقد كانت هذه الوقعة بين فريقين متخاصمين أحدهما مع الإمام والأخر ضد الإمام وهو فريق راشد ابن النظر وموسى بن موسى، وانتهت المعركة بهزيمة الفريق الأخير ، وأن الله تعالى أراد للحق أن يتجلى وللباطل أن يزول، وهناك الكثير من الوقائع العمانية جرت بين العمانيين أنفسهم لمحاولة تثبيت الحكم كما يظهر ذلك من التاريخ العماني.

([1]) الروضة موضع قرب تنوف إحدى القرى التابعة لولاية نزوى.

([2]) الإمام الصلت، بويع بالإمامة يوم الجمعة قبل غروب الشمس بتاريخ 16 من ربيع الآخر سنة 237ه‍، وهو اليوم الذي مات فيه الإمام المهنا بن جيفر، وتوفي سنة 275ه‍، وبعد أن اعتزل الإمامة سنة 272ه‍. السالمي، مرجع سابق، ص‍162.

([3]) أنظر: السالمي، مرجع سابق، ص‍196. وانظر القضية كاملة في كتاب "الأحداث والصفات" للفقيه أبو المؤثر الصلت بن خميس الخروصي.

([4]) السالمي، مرجع سابق، ص‍196.

([5]) السالمي، مرجع سابق، ص‍196.

([6]) الرستاق إحدى ولايات منطقة الباطنة.

([7]) أنظر: سلمة بن مسلم العوتبي، الأنساب، ج‍2، ص‍213، وزارة التراث، 1994م.

([8]) أنظر: العوتبي، مرجع سابق، ص‍314. السالمي، مرجع سابق، ص‍232.

([9]) العوتبي، مرجع سابق، ص‍314. أبو المؤثر، مرجع سابق، ص‍32.

([10]) العوتبي، مرجع سابق، ص‍314. أبو المؤثر، مرجع سابق، ص‍33.

([11]) العوتبي، مرجع سابق، ص‍314. السالمي، مرجع سابق، ج‍1، ص‍234.

([12]) العوتبي، مرجع سابق، ص‍315. السالمي، مرجع سابق، ج‍1، ص‍234.

([13]) العوتبي، مرجع سابق، ص‍319. السالمي، مرجع سابق، ص‍234.

([14]) العوتبي، مرجع سابق، ص‍319. السالمي، مرجع سابق،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
إن الأزد الكرام إن حل جار ... فمع النجم لا يخاف عريبا
عز من كان مالك له جار ....... لست في الأزد إن حللت غريبا
ليكن أوسط الأقارب في النسبة فيهم كل يراك قريبا
كأن فهما أوصى بنيه وصاة ..... حفظوها وكان فيهم مصيبا
أكرموا الضيف واحفظوا حرمة الجار وكونوا ممن أحب قريبا
فوعى مالك وصاة أبيه............وكذلك النجيب يحي النجيبا
مالك يأخذ الخراج من الناس........ومعد تخاف منه الوثوبا
أخر مواضيعي
الخروصي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس