عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-09-2014, 08:06 AM
الصورة الرمزية حصن الوادي
حصن الوادي حصن الوادي غير متواجد حالياً
 






حصن الوادي is on a distinguished road
Arrow المارتين ،، في أعيُن الزهارين!!!

مقدمه:،،،،
*مارتين/ هو الاسم الأصلي لهذه البندقية التي أسرت قلوب شعراء زهران وهيّضت مشاعرهم واستسقت قرائحهم ،، وهو اسم دارج ومتعارف عليه بنفس اللفظه أو بصيغة الجمع (مُرّت).

*الميري/ هو الاسم الشائع تقريباً لهذه البندقية.

*أم تاج/ وهو اسم من أسمائها ،، وسُمّيت بهذا الاسم نسبةً إلى تاج (بريطانيا العظمى) والذي كان منقوش عليها.

لذلك ؛ (مارتين أو مُرّت أو ميري أو أم تاج) كلها مسميات لنفس البندقية.

يقول الشاعر محمد بن ثامره -رحمه الله- مادحاً الميري:
حسبه الله صانعه ولّف رصاصه والنقا سلف
بندقٌ له هيبةٌ والهيبه من كثر الفعل والسيّه
من تحزّم منك يالميري فهو مامون ما عليه




ما دعاني للكتابة عن هذه السلاح الحربي القديم هو ما هالني مما رأيت من (ضخامة الطلقات النارية) لهذه البندقية.
عندما زت أحد المتاحف لأحد رجال زهران لرؤية مقتنياته الأثرية ،، دفعني الفضول للتوجه لذلك المنظر الملفت لرؤية تلك الطلقات النارية قبل أن أسأل صاحب المتحف عن اسم هذه الطلقات.
لكن لم يمهلني الشوق ولم ينجدني الصبر لتأملها ،، فسارعت لمعرفة اسمها واسم البندقية التي تستخدم تلك الطلقات؟؟؟
فسألته بالعامية: وش اسم ذا الرصاص ،، وحق أي بندقه؟؟؟
فأجابني بأنه (رصاص الميري) !!!!!!
............

عادت بي الذاكره إلى حروب زهران مع الدولة العثمانية ،، وأنا أمسك واتفحّص تلك الطلقة أو (الرصاصة).
وبدأت الاستفهامات وأبيات الشعر تتزاحم في ذاكرتي!!!
يااااااا الله،،،،
صدر مَن فجّرته وبثقته ومزّقته هذه الطلقة؟؟!!
ومن أي بندقة؟؟!!
هل هي لأحد أبطال زهران ،، أم لأحد الأتراك؟؟!!
ومتى؟؟!!
وكيف؟؟!!

أم أنها أخطأت الهدف ،، وأصابت إحدى الحجارة وجعلته فتاتاً منثوراً؟؟!!

الإجابات ازدحمت ثم تاهت ،، والخيال سرح إلى مالا نهاية.
.......
نعم ،، هذه هي (الميري) التي تغنوا وفاخروا وتباهوا بها الشعراء ،، وانشدوا أجمل أشعار الحماس.

المارتين أو الميري أو أم تاج.
* اسمها / مارتين نسبة لصانعها Martini-Henry
* بلد الصنع / (بريطانيا العظمى) إنجليزية.
* تاريخ الصنع / 1870م
* الطول / 125 سم
* المدى / 1400 م ،، كانت مسافة كبيرة جداً في ذلك الوقت.
* العيار الناري / 450-577،، ويعتبر من العيارات الكبيرة جداً.

بالنسبة لما لفت انتباهي وشدّني وشدهني وادهشني هو (العيار الناري) وحجمه وطريقة تصنيعه.
فحجمه يؤكد لك كمّية البارود الكبيرة بداخله والقادرة على دفع (الصِفرة) بالقوة والسرعة المطلوبة.
والشكل الخارجي لـ الصِفرة (النصف كروي) وليس (المدبّب) ،، وطريقته البشعه في اختراق الأهداف وإن صح التعبير بثق وتمزيق الأجساد ،، وكأنهم كتبوا (خالي من الرحمة) ،، وأشبه ما يكون تصميمه بالرصاص المتفجر.



الميري ليست الأقدم ،، لأنه سبقها سلاح وتلاها سلاح ،، ولكنها كانت الأجود في تلك الحقبة بلا منازع لدقّة تصويبها وسهولة تلقيمها ومداها البعيد جداً.

الآن أُحيلت للتقاعد إجبارياً ،، لعدم وجود رصاص لها.

بالنسبة للأسلحة المستخدمة في ذلك الوقت ،، فكان يوجد:
المفتّل - المقمّع(القبسون) - المزرفل - الماوزر(الميزر) - المشوّك ،، وهذا ما يحضرني من مسمياتها الآن.
...........
خلوني أرجع بكم لـ لب الموضوع ،، وهو رؤية أجدادنا من زهران لهذه البندقية وحبهم لها ،، وأجمل القصائد الحماسية لشعراء زهران في هذه التحفة الجميلة.
فتارةً يمدحونها ويبالغون في مدحها (إذا كانت معهم) ،، ويمدحونها أيضاً ولكن بصيغة اللامبالاة بها (إذا كانت مع عدوهم).

يقول محمد بن ثامره:
أي نحن زهران ما يفعل فعايلنا ولا رجال
خمسه ايام الذي تحت المدافع والرصاص الميري
نحتلج في دكت الطابور واهلكنا المسايفين
وكسف حتى القمر من ذبحة الطابور واحمد باشه
والشجر هلّل وكبّر والسما اضلم من صباحنا

في هذا البيت ساوى شاعرنا البطل -رحمه الله- طلقات الميري بقذائف المدفعية ،، وأجزم بأن هذا التشبيه لم يأتِ من فراغ.


وهنا يقول ابن ثامره أيضاً:
يا سلام الله على سوقٌ نُحبّه في وكادنا
دونه الله والرجال وكل قرنٌ ينتصب يحميه
غير شب الناصري جوف القبس واجب وحق صاب
جُرّته غبرا وهو اغبر وانّ فعله ما بعد يسن
كل يومٌ واي لنا بسبايبه ريعٌ ومدح وسبّه
نتقاتل بيننا والمرت صوته جافيٌ وداس
و وصل في كل سُدّه وبعد ينقظ في الجٓدٓر
والعنايا بنجلّيها ومن له ديرةٌ يمّنها
لجل ياخذ له من الشيمات ومن القاله مقْسما
يالله انك تقصر الفتنه بجاه محمد النبي
ما بيوقع ما وقع لو كان نشوى جاهلٌ واعمى را
غير حكم الله يجري يُورد الغبّات نهلها

ويقول أيضاً:
لي عزوةٌ والف رجلٌ في تي الدّار
أهل نوافع ومرتٌ وشدّات
ومعابرٌ نشعي بها من شعاني

كما ذكرها أيضاً الشاعر عيفان الجعيرة -رحمه الله- ضمن أحد الأبيات في أجمل قصيدة حماسية عرفها وسمعها أبناء زهران.
حيث قال:
حزّن السلطان ع العسكر بغى يغدي به الجٓزٓم
ودعا حيدر وابو نابين واستلحق علي عبشاني
قال فين اثنا عشر طابور ماجاني ولا نفر
علّموني عن ولد زهران هو مثل الجبل وإلا اكبر
برّقوش ان كان منهم يا موصّف بالله اوصفه
قال راسه غار وعيونه شرار وقامته في كبرك
والعساكر والجنود اللي معه ناس كما نحن
قال لاعادوا كماكم ناس وانّ الشيخ راشد مثلي
علموا بالصدق يازلق اللحى ليش يقهرونكم
وانا عنتوكم بصبح الخيل ومدافع ومرت ومُرّت
والسواعي فوق موج البحر مشحونه جنابخي
قال ياسلطان بابورين يالله تقتل الزهراني
والمعابر والمدافع والبنادق ماتصيبهم
والصراط المستقيم جبالهم والقبر ذيك الديره
واللظى بارودهم والموت منهم والمحاسبين
............
مؤكد بأنه بعد سماع هذه الأبيات الحماسية أنكم اشتقتم لسماع صوت (الميري).
هنا مقطع مُدّته 18 دقيقة ،، أتمنى أن تشاهدوه كامل ،، لكن إن لم يسعفكم الوقت لمشاهدته فأضعف الوفاء للأجداد وللأمجاد مشاهدة دقيقتين على الأقل من الدقيقة الـ5 وحتى الدقيقة الـ7 ،، وذلك لنعيش اللحظات التي عاشها أجدادُنا في حروبهم مع الأتراك.
ولنسمع دوي تلك الطلقات ورجع صداها من تلك الجبال التي طاولوها قامةً وقيمة.

http://youtu.be/BJtjy-2K5m0


وهذه صورة البندقية (الميري) التي طالما تمنّيت رؤيتها.
£££
........
هذي الميري الأصليه





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
وهذا رصاص الميري مقارنه مع رصاص الكلاشنكوف (الرشاش)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
وهذا رصاص الميري مقارنه مع رصاص الساكتون النارية (الخرازة)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا رابط آخر للميري (فيديو)







..........

أتمنى أني وفقت في هذا الطرح.
وأتمنى أن ينال الرضاء والاستحسان.

ولا مانع من الإضافة والتعديل وحتى الحذف (تراكم أكبر وأخبر).

كل الحب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

أغداً ألقاك !!؟؟
يا خوف فؤادي من غدِ
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعدِ
آآآه كم أخشى غدي هذا ،، وأرجوه اقترابا
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة شذى الريحان ; 08-09-2014 الساعة 07:35 PM.
رد مع اقتباس