[خاتم الجابري]

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا وأشهد أن لا اله الا الله هو الواحد في ذاته الواحد في صفاته لا شبيه له الواحد في أفعاله لا شريك له سبحانه علا فقهر وبطن فخبر وملك فقدر وأشهد أن سيدنا ونبينا وعظيمنا وحبيبنا محمدا رسول الله وحد المسلمين صفا وهدفا وحذر من الفرقة والتمزق فقال عليكم بالجماعة ، (انما يأكل الذئب من الغنم القاصية)
صلى الله عليك يا رسول الله وعلى آلك وأصحابك أجمعين
ان لكل انسان مهما كان له أخطاء وعيوب يعتريه النقص (كل ابن آدم خطّاء)
فأنه من الرائع والجميل جدا أن تقدم طرح هادف أو نصيحة مسداه أو انتقادا بنّاء لأي أحد كان ممن هم في هذا الزمان
ولكن في المقابل فأنه من السيء جدا والمؤلم جدا أن يقابل الآخرين طرحك النابع من قلبك الطيب ونيتك الصافية بالاستهزاء والسخرية والانتقاص وسوء الفهم لكل ما تنوي العمل من أجله وتكرس كل وقتك وجهدك لاظهاره للآخرين كما ينبغي من دافع محبة وغيره!!!!!!
النصيحة في هذا الزمان باتت مشكوك فيها فلم يعد أحد بوسعه تقديم النصح والنصيحة لأيا كان أو حتى تقبلها
أخوك أختك زوجك زوجتك ابنك قريبك صديقك جارك واحد من الجماعه ....الخ
بالرغم أن النصيحة كانت بجمل لكنها اليوم ببلاش!!!
ولا نعلم لماذا ؟؟؟؟؟
لم يعد أحد يتقبل النصح في زمن كهذا يا أحبابي
لسبب سوء الفهم والنية والعياذ بالله واختلاف الثقافات وضعف الوازع الديني
فنرى ذلك الشخص يعمل ما يحلو له دون الاخذ بنصيحة ولا استشارة .
فيقول فلان نصحني بقصد كذا وكذا ويعمل من الحبه قبه!!!!!!!!!
أو فلان نصحني لكي لا يريد لي الخير أو بقصده التخريب والدمار!!!!!!!!!!! والعياذ بالله
أحبابي النصيحة في هذا الزمان باتت قبيحة لمن أساء فهمها فليس بوسع الواحد منا تقديم نصح وتوجيه لأحد بل يخاف تقديمها لأحد لكي لا يساء الظن فيه ويساء الفهم بنصيحته المقدمة ويتم تفسيرها بتفسيرات شيطانية والعياذ بالله
لا نعلم مالذي أصاب البشر فالكل يريد عمل ما يدور برأسه حتى لو كان ذلك خطأ واضح المهم أنه يقتنع برأيه الذي أصر عليه
وليس من العيب في المقابل أن يهدي امريء الي عيوبي كما قال عمر بن الخطاب:
(رحم الله امريء أهدى الي عيوبي)
أي بين لي عيوبي التي بالفعل أتصف بها في الحقيقة وليست عيوب مختلقة لكي أتلافى تلك العيوب مستقبلا وأتجاوزها ولا أكررها وذلك الذي يهدي الي عيوبي أسمه الرجل الناصح .
أما في زماننا هذا فنحن نغضب من المرء الذي يهدي الينا عيوبنا بل نعتبره عدونا اللدود الذي لا يريد سوى الشر والانتقام منا بأهداءه لنا عيوبنا!!!!!
أحبابي والله ان الناس بخير ما تناصحوا
قال تعالى:
(ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال أنني من المسلمين)
أخيرا لاننسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : الدين النصيحة
فما بالنا كما أسأنا الظن أن لا نحسن الظن؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(ويا ليت قومي يعلمون)
والله المستعان ولا حول ولا قوة الا به والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل