عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-10-2009, 09:17 PM
الصورة الرمزية ال سلمان
ال سلمان ال سلمان غير متواجد حالياً
 






ال سلمان is on a distinguished road
افتراضي اليوم نخبركم بحرفه من حرف اهل القرية زمان وهي الزراعة

[frame="1 80"][align=center]اليوم نتحدث عن حرفه من حرف أهل القرية وهي الزراعة
كانوا آباءنا وأجدادنا قبل بزوغ الشمس وبعد طلوع الفجر – تفتح البيوت أبوابها ونوافذها فتسمع صفير احتكاك أطراف الأبواب والنوافذ الثقيلة مع جوانبها أثناء فتحها أو إغلاقها . ترتفع الأصوات من على عتبات البيوت مرددة – (يا الله أصبحنا على رضاك وما يرضيك) – (وأصبحنا وأصبح الملك لله) .
بعد هدوء وسكون تام لقرية كانت أثناء الليل أشبه بقرية خاوية وخالية من الحياة – نجدها وبعد بزوغ الشمس تعج بالحركة في كل مكان وترتفع الأصوات لمختلف المخلوقات - أصوات البقر والغنم والحمير أكرمكم الله مع أصوات رجال ونساء – أولاد وبنات – ممزوجة بأصوات الدجاج ومختلف الطيور والعصافير . كان لأهلانا خبرة ودراية وعلامات بوقت زراعة القمح والشعير وبعض البقول .
الحرث
يحين وقت الحرث – فتشد الرحال وتشمر السواعد ويبدأ الحرث. يتغنى الحراثة بأبيات الشعر– تقول احدها :
قيل يذيب والله مقيل قيل الذيب وعلا الغزيل

يكتمل الحرث وبعد ذلك يأتي تسوية الأرض بالمقاصب وترتيب الأرض وعمل فلجان الماء من مصدره وهو البر إلى كل ارض وبعد ذلك تتفتح الآمال وتبتهج الانفس .
وهم يشاهدون حقول القمح – أو ما يسمى ( بالصيف ) وقد اكتست الأرض باللون الأخضر . وتبدأ المفاجأة السارة – ببروز بعض من السنابل يحمل رب الأسرة إلى البيت - عدد من الحزم الصغيرة من السنابل– ويطلق عليها اسم – الحنكيتة . يلتف أفراد الأسرة حول النار –لتحميص تلك السنابل . توخذ سنبلة تلو السنبلة بين اليدين ويتم فركها بين راحتي اليدين لأستخرج حبوب القمح المحمص . بعد أن تتفكك أجزاء السنبلة ينفخ في ما تم فركه لتطيير كساء حبوب القمح . مع النفخ يظل على اليدين حبوب القمح المحمص الله الله يا أيام زمان .
تمر الأيام فتيبس نباتات القمح والشعير ويختفي ذلك الاخضرار ويحين وقت الصرام .

الصرام

مع طلوع فجر احد الأيام وقبل بزوغ الشمس يتجمع الصرامة أمام الحقل – فتشمر السواعد وتلف الغتر على الرؤوس وتحزم أطراف الثياب على الخصور – حتى لا تجد الأجسام ما يعيقها لأداء المهمة . تتناول الأيدي الامحاش – وباسم الله تبدأ عملية الصرام . يتخلل عملية الصرام الكثير من الأهازيج والأبيات الشعرية لبث الحماس ورفع الهمة لإنجاز العمل . قد ينقسم الصرامة إلى فرقتين في ترديد الأبيات الشعرية ليزيد من الحماس والنشوة ويحلو العمل فتسهل المهمة . احد هذه الأبيات الشعرية تقول :

علا من الحول عليه ودقله

وبيت شعر أخر – لا أتذكر ألا هذا الجزء :

القنا ماله ضلوع لا يروعك يالخروع
.
بعد الجهد الكبير وبعد أن يبدأ التعب يدب في أجساد الصرامة – وبعد أن تبدأ الرؤوس ترتفع بين الفينة والأخرى – مترقبة قدوم وجبة الإفطار – تظهر ربت البيت تحمل على رأسها كسرة الخبز وبيدها دلة القهوة . هذه مكونات فطورهم – الخبزة والقهوة – وربما يسعد الحظ الصرامة فيكون مع الخبزة والقهوة – ما يسمى بعكة السمن . كما يسميها أهل القرية . بعد تناول الإفطار واخذ القليل من الراحة وسماع الكثير من النكت والمزح والمرح يستعيدون نشاطهم وحيويتهم فينهض الجميع لمواصلة العمل .يصرم نبات القمح والشعير من الأجزاء القريبة من الأرض – ويطرح ويصف بانتظام حتى أذا تم واكتمل الصرام – تبدأ عملية التجميع . يجمع المحصول ويلف ويحزم ويربط – ثم ينقل على ظهور الحمير أو على رؤوس الصرامة ويوضع على أسطح البيوت . تظل تلك الحزم على ظهور البيوت – منشورة لتصل إليها أشعة الشمس لتُيبوس لكي تسهل عملية الدياس .
مرحلة الدياس
وهي المرحلة ما قبل الأخيرة - مرحلة تسمى – الدياس يحضر ويجمع حزم القمح في – ما يسمى – الجرين – مكان الدياس . العملية تتلخص في ثورين تجران حجر يزن ما يقارب 40 كيلوجرام . تظل هذه الثيران تجول وتدور وتدوس جميع أجزاء المحصول المنشور على الأرض. يتخلل عملية الدياس الكثير من الأهازيج والأناشيد الحماسية لشحذ الهمم وتنشيط عملية الدياس . تقول بعضها :
يا ليتني يوم الدياس الغايبي ارعى الغنم في عُمق الشعايبي
وغيرها من القصائد والأشعار لطرد الملل وتنشيط العقول والأبدان .

الحصاد

المرحلة الأخيرة وهي عملية فرز الحبوب عن العلف . تتلخص العملية وبإيجاز بما يلي :
يذرى المذرية المحصول - وعددهم أربعة أفراد – كل اثنان معا . يقف الاثنان وجها لوجه – يضع كل منهما يديه تحت المحصول ثم تشتبك يدي الاثنين حاملة معها كمية من المحصول . ترتفع الأيدي إلى السماء حاملة معها المحصول - وبحركة خفيفة من الأيدي تتساقط من خلال أصابع المذرية - المحصول . أثناء تساقطها – يحمل الهواء العلف بعيدا وتسمى( الرفه) وتتساقط الحبوب إلى مكانها المخصص والمخطط لها . هذه المرحلة – أيضا لا تخلو من الأهازيج والنكت والضحك لتسهيل المهمة ولإدخال البهجة والمرح إلى النفوس . ومنها

يا رياح البيض هبي ونسفي عيدانها
تنتهي العملية بالتخزين – للحبوب في أماكن جافة ومحمية من الرطوبة ومحمية من الحشرات . عرف الآباء – دون دراسة – أن الرطوبة مصدر خطر على المحاصيل .
لهذا يهتم الفلاحون ويحرصون كل الحرص على تعريض الحبوب إلى أشعة الشمس في حالة عدم تمام جفافها . يختار رب الأسرة أحسن وأفضل الحبوب لزرعها في السنة القادمة - ويتم تخزينها في مكان مستقل عن بقية الحبوب .


رحم الله الأموات من الإباء والأمهات والأجداد والجدات وعوضهم في حياتهم بالجنة – وأمد في حياة الأحياء وكساهم لباس الصحة والسعادة .



اعذروني على الإطالة هذا ما استطعت جمعه لكم من هذه الحرفة تقبلوا خالص تحياتي[/align]
[/frame]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
[IMG][/IMG]
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس