عرض مشاركة واحدة
قديم 21-04-2014, 12:55 PM   #51
عذبة الاوصاف
مشرفة مجلس الامارات
مشرفة القسم الرياضي
 
الصورة الرمزية عذبة الاوصاف
 







 
عذبة الاوصاف is on a distinguished road
افتراضي رد: (( طموحات وأبداعات شباب وشابات الإمارات ))

حميد.. مبدع (غرافيتي)مع وقف التنفيذ
تغريه الجدران البيضاء الممتدة أكثر من أي شيء آخر، وسيارته تحتضن كل ألوان الطيف من الأصباغ والأدوات اللازمة. أبدع نحو ألف لوحة عريضة ولم يتبقَ سوى اثنتين منها في بيته، رسم الوجوه منذ أيام المدرسة، وبحكم انتمائه الكروي لنادي الوصل في دبي، لم يجد سوى «الإمبراطور» ليهديه الإبداع في لوحات عملاقة رفعها الجمهور طوال السنوات الماضية تحت مسمى «فن الغرافيتي» الذي انحاز إليه لاحقاً، وجسده واقعاً على جدران وارفة الظلال وأقمشة بالأمتار، بحافز الولاء للنادي، بعد أن أهدى «فريجه» لوحات كادت أن تكبّده عشرات آلاف الدراهم.
إنها قصة طُمُوح مدفون لفنان إماراتي طَموح يريد أن يلمع في فضاء الإبداع، دون أن يزج نفسه في خانة الملاحقات القانونية. لأنه نجا في الأولى من غرامات مالية كبيرة، وظل يحبس فنه في داخله، انتظاراً للحظة فرج تحفظ له إبداعه وتنميه، فهو على الأرجح الفنان الوحيد على مستوى الدولة تحت هذا المسمى «غرافيتي».
المدرسة و«الفريج»
حميد محمد شاب إماراتي في أواخر العشرينات، وجد نفسه بشهادة زملاء المدرسة وأصدقاء النادي وأهل «الفريج» في منطقة الراشدية، فناناً لا يشق له غبار. هو رسام متمرس فوق الجدران، ومبدع في لغة الألوان، وصاحب الفكرة والقصة والعنوان. هكذا تولد لوحاته حاملةً رسائل قوية، معبرة وناطقة بكل لغات العالم، إنه فن الإبداع كما يتجلى.
بعين من الأسى تحدث حميد وهو يشير إلى لوحة وحيدة يحتفظ بها جدار بيته، بعد أن لوّن جدران الحارة، ومدرجات النادي، بمئات اللوحات. وقف حميد يتساءل: الجدران تملأ المدينة، والفرشاة وأدوات الرش والأصباغ لا تغادر البيت والسيارة، والأفكار ما أكثرها، أريد أحداً ينتشل فني من كبوته ويضعه على مضمار النجاح والتميز.
رسائل وطنية
أضاف حميد إن الفن «الغرافيتي» يبدو من أرقى الفنون وأبلغها وأقواها تعبيراً، ويجد في أوروبا رواجاً وقبولاً عريضاً، لأنه يحمل رسائل وطنية هادفة، يمكن أن تؤدي أغراضاً مهمة، من خلال استغلال المساحات الفارغة والمملة في الجدران وبعض المرافق والبنى التحتية، في الشوارع والجسور والأنفاق، مشيراً إلى أنه يمتلك القدرة على إنجاز أجمل وأكبر اللوحات على الجدران وبمختلف المساحات، لكنه للأسف لا يجد المكان رغم اتساع الأفق!
حميد الذي يعمل في وظيفة حكومية في دبي، ولديه دبلوم في تقنية المعلومات، بحث عن تخصص جامعي في الفن «الغرافيتي» ولم يجد، فأصرّ على تنمية شغفه في هذا الحقل من مواقع الإنترنت وفضاء العالم المفتوح، وكل يوم يضيف إلى موهبته ثراءً جديداً، لكنه للأسف لا يجد حتى اليوم المكان المناسب ليضع عليه «الوسم» كما يسميه، وهو الفكرة التي تحملها لوحته الجدارية العملاقة، ولا يزال ينتظر.
«ميكي ماوس»
أصغر لوحاته تمتد لبضعة أمتار، وأكبر لوحة أبدعها بلغ طولها 30 متراً وعرضها 9 أمتار، واللوحة الوحيدة التي لا يزال يحتفظ بها في بيت شقيقته وهي وسم لـ«ميكي ماوس» أهداه لابنة شقيقته، ومئات لوحاته الأخرى مسحها عن جدران البيوت مرغماً، وتوزّع كثير منها على أصدقائه مشجعي نادي الوصل.
«وسم الغرافيتي» كما يؤكد الفنان حميد «مع وقف التنفيذ»، إما أن يكون صورة كاريكاتيرية أو كلاماً مقصوداً، وله لغتان محلية وعالمية وأيضاً جمهورٌ يتذوق ويستوعب الأفكار المختلفة، لذلك فهو فن سامٍ وليس مجرد «شخبطات» وألوان. ويوضح حميد أن تمكنه من رسم الوجوه في سنوات تعرفه إلى فنه الجميل، جعله يبدع أكثر في ترجمة إحساسه عبر لوحات ممتدة فيها كل الرموز الممكنة.
حالياً؛ يبحث حميد عن إحدى المؤسسات الثقافية في الدولة، لتكون له مظلة رسمية تحتضن فكرة معرض فريد يود أن يظفر به، بلوحات جدارية عملاقة ومعبرة برسائل هادفة، مضمونها القضية الفلسطينية، وهو حلم قديم راوده ولا يزال يصر على تحقيقه. هذا بعض ما لدى حميد الذي ينتظر من أحد يداً ممدودة تنقذ إبداعه ولا تتركه يهوي في غيابات النسيان.


أبوّة شرعية

بحكم أن كافة الطرق موصدة في وجه طموح حميد الفني، لأنه فنٌ لا بد وأن يحظى بـ«أبوّة شرعية» على حد تعبيره، تحفظ له ثقة الممارسة في إطار موجه، لا يجد هذا الفنان المصرُّ على إكمال مشواره الجميل، سوى سيارته والأصباغ والفرشاة والمرش وبعض الحروف العالمية التي تخص فن «الغرافيتي»، يتجه بها في شهور الشتاء واعتدال الجو، إلى عزب في الصحراء يمتلكها أصدقاؤه، فيرسم على جدرانها ما يشفي بعض غليله الفني.


لوحات من حياة الفنان


- اكتشف حميد حالته الفنية، بشهادة زملائه في المدرسة، بعد لوحة رسمها للاعب البرازيلي رونالدو.
- بعد المدرسة والنادي، تمكن حميد من تلوين جدران بيته وبيوت سبعة من الجيران في منطقة الراشدية، وهناك تعرف مزيد من الناس إلى فنه.
- قبل أقل من عام؛ فوجئ حميد وجيرانه بموظف البلدية يهم بإصدار غرامات مالية؛ 10 آلاف درهم لكل بيت ملون بلوحات حميد الجدارية.
- قدّم حميد اعتذاره لموظف البلدية ووعده بطلاء الجدران في اليوم التالي، على أن يمتنع الموظف عن تحرير المخالفات، وبالفعل أنجز حميد المهمة في يوم.
- أثناء رسمه على الجدران توقف مواطن، ففكر حسين بالهرب خوفاً من البلدية، وإذا به يطلب منه رسم صور للشيوخ في بيته.
- اتصل به مدير مدرسته التي تخرج فيها قبل أكثر من 12 عاماً، طالباً منه لوحات هادفة، فوافق حميد على الفور لرد الجميل.
- في منطقة الراشدية، جدار يلتف بهيئة مغرية قرب أحد الدوارات، يكره حميد أن يمر من هناك لأنه يود أن يحوله إلى لوحة معبرة ولا يستطيع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
عذبة الاوصاف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس