عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-12-2008, 09:27 PM
امير القوافي امير القوافي غير متواجد حالياً
 






امير القوافي is on a distinguished road
7 يا غلبان.. ليش تناطح الحيتان؟

[align=justify]يا غلبان.. ليش تناطح الحيتان؟



للكاتب
بخيت طالع الزهراني


** سوق الأسهم السعودي، ومعه عدد من الأسواق من حولنا، أظن انه بصورته الحالية لم يخلق للطبقة الفقيرة، ولا حتى للطبقة المتوسطة، وانما هو مصمم لاصحاب الملايين، والملايين الكثيرة جداً، التي لا يعرف صاحبها كم عددها (!!).. وهذا ما فهمته تأكيداً من الشيخ صالح كامل، ونحن معه قبل فترة في الاستديو اثناء تسجيل ثلاث حلقات من برنامجه الجديد واللافت (السوق) الذي يعرض على قناة (اقرأ) الفضائية.
** وبناء على ما تقدم فان من يقترب من سوق الاسهم من غير الاغنياء جداً، فان حاله سيكون مثل ذاك الذي دعت عليه امه، لانه سيسقط على "أم رأسه" دون أن يجد من "يسمّي عليه".. او لعله مثل شخص ساذج مرّ بجماعة يتحدثون في أمر يخصهم على قارعة الطريق، فراح يحشر نفسه وسطهم، ويثرثر في الفاضي والمليان، بدون ان يطلب منه أحد ذلك، فما كان من الجماعة الواقفين إلا ان تندروا عليه ان بغمزات عيونهم، او بحركات شفاههم، الى ان ينهره احدهم، فيخرج مطروداً غارقا الى اذنيه في "الكسوف"!!
** والسوق الآن طبقاً للشيخ صالح لا يحمل حتى اخلاقيات المهنة، فالكبير يأكل الصغير، بل يفرح بهبوط اسهم عدد من الشركات وخسارة مجموعة "الفقاري" جمع فقير بالبلدي - حتى يدخل السوق ويشتري أكبر كمية من البائعين المذعورين، ليربح هو فيها بعد أيام، ويلتهم "الكيكة" بالطول والعرض، وبالشفاء والعافية، حيث تستقر الارباح في اسفل كرشه المستطيلة!!
** وكان يمكن لسوق الاسهم ان يكون طبيعياً، لو كان شفافاً وزاخراً بالاخلاقيات، بحيث يكون هدفه - طبقاً للشيخ صالح - أحد أمرين، الاول ان يدرج رجل الأعمال شركته في السوق كأسهم، حتى يتمكن من اقامة شركة اخرى تساهم في ديناميكية الشارع الاقتصادي، والأمر الثاني ان يضع الفقير فلوسه في السوق لتعطيه أرباحا سنوية أو نصف سنوية فيكون هذا دخلاً اضافياً له، على عدة سنوات.. أما أن تتحول المسألة إلى مضاربات وحشية، قسمت المتعاملين في السوق الى فريقين، الاول هوامير تكشر عن انيابها، على طول الخط، وسمك سردين تحول الى "طعم" سهل لها، فان هذا هو الأمر المضحك والمبكي معاً!!
** إن السوق الذي يصعد بشكل غير طبيعي، لابد ان ينتكس كذلك بصورة غير طبيعية.. وان من الغرائب ان شركات قيمتها بضعة ملايين ترتفع لتصل الى المليارات، بدون ان يكون لها اثر في الواقع، ولا نشاط بارز في الميدان، ومن العجائب ان يتدافع النا على سوق الاسهم تدافع النمل حول قطعة حلوى ملقاة على الطريق، بدون علم ولا هدى، وربما على طريقة (مع الخيل يا شقراء) في رغبة عاطفية ساذجة لدخول نادي الاغنياء من أبواب غير آمنة وبخطوات غير محسوبة!!
** الآن ملايين الناس بين معلق في السوق لا يدري عن مصير تحويشة عمره، التي بدأت تتآكل امام عينيه، وهو يرى النار تلتهمها قطعة قطعة، بينما هو عاجز عن اطفاء اللهب المحيط ببقاياها.. وبين من خرج من السوق يجر اذيال الخيبة والخسران، وبين من خسر وعليه ديون كذلك، وهذا الفريق الاخير هو أسوأ الضحايا، وأكبر من أصابه النحس، لان رأسه قد تلقى ضربتين موجعتين، فاختار احد اركان بيته ليندب حظه، ويتفرج على حاله، الذي وضعه تحت منشار "واكل طالع.. وواكل نازل".


[/align]

http://www.albiladdaily.com/articles...n=show&id=1384
رد مع اقتباس