عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-06-2010, 04:00 PM
الصورة الرمزية براااق الحـــازم
براااق الحـــازم براااق الحـــازم غير متواجد حالياً
 






براااق الحـــازم is on a distinguished road
Red face الــصعـلوك.......... مــحـمد شـــكري.!

[mtohg=undefined]http://www12.0zz0.com/2010/06/13/12/374659255.jpg[/mtohg]






اميّ.. مغربي* ليس له علاقة بالثقافة والأدب, انه يكره " الثقافة والأدب *". كره كل شي, وهرب من كل شي عاش صعلوكا.. في الحضيض عاش عاريا, من كل شي, قل ما تشاء عن شكري " الملعون" لكن لا تقل أدب شكري.!

لن اروي حياته.. لايـُهمني أن يكون شكري بطلا أو عاهرا.. هذا شانه. هناك مدخل بسيط للاستثمار تجربة .. نلمح بها ثورة القهر والفقر. تعلن عن امتلاك اشد الأسلحة فتكا وأمضها أثرا*.. لا تعني أصحاب الملابس النظيفة وبرتوكولات النخب. عشرون عاما كفيلة بإنشاء دولة حديثة كما هو حال بعض دول الخليج.. يخرج هذا المدمن للحياة من هامش الحياة ليمسك القلم فقط بعد أحرقت سجائر الحشيش أطراف أصابعه وعاقرت روحة كل أنواع الدونية والتهميش وبعد أن عاش صامتا مجهولا كل هذا الوقت, أمسك القلم لمدة أربع سنوات ونصف, عرف بعدها كيف يسير خلف ظل طاهر أخرجه من دهاليز التشرد والضياع, انتشله من حياة الحرمان ومجون العربدة, ليلعن أسلافه ومغتاليه ويتشفى من ظـُلمت القاع وألم الحرمان.

كتب واقعه هوا.. وكشف المستور القاسي الذي يتوارى في تلك الملابس المغبرة والمنتنة.. في تلك الابتسامات الصفراء وتلك الضحكات الرخيصة, انه مجتمع يبحث عن الخبز.. يجعل الإنسان من نفسه كسرة خبز لكي يحصل على كسرة خبز تسكت وجعه, في تلك البقعة من المجتمع التي يساوي فيها الشاري والبائع تحت سقف الجهل والتشرد والفقر القاتل.

يتكلم قلم شكري عن الباحثين عن فرص في العدم, وكيف تعيش اللغة السافلة على اللسنة أهل الدركات المظلمة في مجتمعة. كيف يسحق الإنسان في بيئته وتصبح حياته رهن مقايضات قاسية وظلم ذوي القربى. تري هل كان مزاج رجل وصل العشرين وتعلم بعدها القراءة الكتابة أن يكون له أدب وثقافة ؟ أم أن مطلب الحياة الشريفة والانتصار لقضيته وإنسانه جعل من هذا الصعلوك أهم كتاب جيله؟


تعلـّم ليكشف حكاية العالم السفلي أو قاع المجتمع..الذي حصل من الاستعمار على غنيمة القانون والحريات, حين سقط لواء الدين والوطنية من أيدي الساسة وتجار العروش.. تعلم لينتصر للقهر الذي لازمة حتى مات فأنتزع معه الكثير من الاعتراف بحق المهمشين من جيل مجتمعه بالحياة.. أي كان الهدف إلا أن من البشر من يتسيد نفسه ولا تتسيده نفسه.

العالم السفلي قاع المجتمع هناك حيث لا شروط لوجود إنسانية أو حق للكرامة بل للبحث عن كسرة خبز.. مليون طفل مشرد في مصر*, مئات الآلاف في العراق وفي المغرب العربي وفي السودان وفي أفغانستان والصومال وفي فلسطين... وهاهو قاع المجتمع يتسع في بلدي بوادر فقر وفاقة تلوح في الأفق.. تبداء ببطالة وفساد يستشري في في الطبقة المحتاجة وصولا إلى انتشار الأمية الفكرية والظلم والإقصاء من قبل أصحاب النفوذ إلى ذلك المصير المجهول الذي ينتظر أجيالا كاملة.


لسنا بحاجة قراءة حياة شكري أو رواياته, ولسنا بحاجة إلى سماع الكلمات الساقطة تنتشر على السنة العوام, ولسنا بحاجة إلى أدب يكشف خفايا مجتمعاتنا*, وفضائح الفساد في طبقات الساسة والمتنفذين.ولسنا بحاجة إلى أدب النخبة والموهوسيين بالشهرة وحب الظهور.

لكن هل نحن بانتظار مليون شكري ليكتب عن قيعان المدينة؟ وهل نحن بانتظار مليون شكري لكي يعري الأدب الزائف المنافق؟ وهل نحن بانتظار مليون شكري كي يكتب مأساة جيل جائع؟
قد يكون هذا هو الأدب القادم, أدب يرفع لواء شكري الذي كتب حياته خالية من الأدب, فأزعج أصحاب الأدب الرفيع, والإحساس الرقيق, فحياة الفقر والتشرد والجوع عناوين لبقاء تلك الكروش *الجائعة وان أكلت مليون كسرة خبز.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* محمد شكري روائي معربي (1935ـ2003) كتب اشهر أعماله (رواية الخبز الحافي) سرد فيها قصة حياته مع طفولته المشردة بكل تجرد.
* التجارب الفاعلة في حياة أصحابها تتنصل من المصطلح وتتقاطع مع تجاربهم الشخصية وصراعهم مع البقاء.
* حين يمتلك الإنسان العلم والمعرفة فهو يمتلك افتك الاسلحة.
* في أخر الإحصائيات هناك 1.5 مليون ونصف المليون مشرد ولقيط وطفل في الشوارع المصرية عرضه كل أنواع الاستغلال الجسدي والنفسي.
* على غرار قصة (بنات الرياض) التي ليس لها علاقة بفن الرواية او القصة فضلا عن الأدب.
* يتاجر الكثيرين بمصطلحات الفقر والتشرد في زيادة أرصدتهم المالية فقط واستغلال النفوذ دون التفكير بسقوط المجتمع.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ حصري ــــــــــــــــــــــــــــ
براااق الحـــازم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس