عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-01-2012, 09:48 PM
الصورة الرمزية حصن الوادي
حصن الوادي حصن الوادي غير متواجد حالياً
 






حصن الوادي is on a distinguished road
افتراضي الـــدراسة زمـــااااان !!!


صباح يوم جديد , ولكنه يوم تقليدي.
في أعالي جبال السروات وفي قرية بين الجبال.
وقبل عقدين من الزمن.
كان الجو كالعادة (شتاء ينتف الجلود) وهجله وخصرن وصمطه وقنفه.
أصوات القحمان والكهيل / أصبحنا وأصبح الملك لله , ياااااااا الله إنا على بابك اليوم وكل يوم يااااااا الله , وين الفطور , هات القهوة (مدمنين الشيبان).
الوالده / قم يا حشريه قم يا غلبيه قم يا ولد المدرسة , اسمع بوري النقليه.
الولد / وده يفترق أهو والعافية ولا يفرق البطانية (ولك أن تتخيل الضغط النفسي , ذاك النوم وذاك البرد , والقحمان يفطرون ويتقهوون وانت رايح تتلطش و ينمسح بلاط المدرسة بكرامتك) يااااا الله كم كنت أتمنى أني قحمن وإلا كهله وإلا هندي , كل هذا علشان ما أروح المدرسة.
فاصل : وأنا أكتب هذه العبارات تذكرت موقف حصل وأنا في الإبتدائي , مره سألنا أحد الأساتذه: وش هو طموح كل واحد فيكم؟ طبعاً فغرنا كلنا ما ندري وش معنى الطموح , (عادةً الطالب اللي يجلس عند السبورة يجلس هناك من مبدأ "أقرب من الخوف تأمن" إلا هو ما عنده سالفه , وعادةً ما يكون كبش فداء) المهم أن أول واحد جاوب هو أخونا اللي عند السبورة وقال: زي عمي حسن (الفراش حق المدرسة). قال له الأستاذ: ليش؟ قال معه هيلكس ويجيب فول وتميس ويفطر ولا أحد يظربه. المهم عاد جيناكم أنحن الباقين كلنا نبغى نصير طيارين وأطباء ومهندسين (والله أنا كلنا من جنبها) أبشركم كلنا يا ذيك الدفعه ما أحد أرتفع منا.
نعود ونواصل.
الحياة خارج البيت / أصوات الدجاج والطيور وبواري النقليات (ومن شاء أن يسميها مزامير الحرب فله ذلك).
الفطور / مشرق وسمن وحليب = السعرات الحرارية 100% (والله يا ولد لوكان تبني بعدها عراقن أن ما عندك أي مشاكل).
لبسنا ملابس الدوام , بدله رياضيه خضراء كم طويل , والسروال نفس اللون (مقطع من قيس الركب من كثر الطيحات وإن صح التعبير من كثر العثرات اللتي تعلقت بنا من ذيك الأيام) , والثوب الأبيض الباهت الشفاف من كثر الغسيل (غدى كما منديل الفاين لا يكاد يستر العورة) , وشماغ العقل ملفوف عشرين لفه حول الرقبه وعلى الراس , وبالمناسبة اليومين هذي أشوف شماغ العقل صار موضه (الله الله يا شماغ العقل وصرت موضه , فعلاً الأيام دواره , وقديمك نديمك لو الجديد أغناك).
جايت نقلية البنات ويااااااا حظهم نقليتهم جمس وفوق بعضهن بعض كما عصد العيش معفوسات (على الأقل يسلمون ذاك الهواء ينفخهم ), راحت نقلية البنات (وإن صح التعبير أخذتهم النقلية إلى الجحيم , فما ينتظرهم هناك في المنفى ليس بالقليل) , وجايت نقليت الأولاد (تايوته شاص) والصندوق فوقه شراع مقطع لا يسمن ولا يغني من جوع , ويا دوب نسمع الرادي على قناة الرياض مره قرآن ومرة (أزرع أحرث أرض بلادك) طربانين الشباب اللي في الغمارة (وعادةً ما يكونون من الأقارب المقربين لسواق النقلية) , وصلنا المدرسة بعد ممارسة رياضة القفز الحر على أطراف صندوق النقليه , وذلك لوعورة الطريق ورفاهية وسيلة النقل.
أستعد أسترح , أستعد أسترح , أستعد أسترح (احس أني داخل معسكر جيش) , التمرين الأول ... واحد نين ثلاثه ابعه .........
الإذاعة الصباحية.
مقدم الإذاعة : آبائي المعلمين أخواني الطلاب . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , أما بعد فخير بداية لكل بداية آيات من الذكر الحكيم يتلوها على مسامعك الطالب....... ويجي ذاك الولد يقرأ قرآن (الصوت يجفل كأن من يخنقه من شدة الخوف والبرد والنوم ) ومدرس القرآن عنده وكل ما غلط سلكه قدام الطابور.
ويجي الثاني يقرأ الحديث , قال صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ماهو حب في القرآن , لكن علشان هذا الحديث أدنى ماله وينحفظ بسرعه.
حكمة اليوم (من جد وجد ومن زرع حصد) واللي يتفنن يقول (وخير جليس في الزمان كتاب *** تسلو به إن خانك الأصحاب).
كلمة اليوم يلقيها على مسامعكم الطالب ..... : طبعاً الكلمة نفسها ذيك الكلمة تملخت من أول السنة إلى آخر السنة.
الفقرة اللتي لا يمكن إغفالها هي ضرب الطلاب اللي أهمجوا في الإنصراف أوتضاربوا في النقلية وذلك على مرأى ومسمع من جميع منسوبي المدرسة بما فيهم الفراش , وهذه الفقرة بطلها عادةً مدير المدرسة أو وكيله.
النشيد الوطني : ساااااااااااارعي للمجد والعليااااااااااء
.......
.......
.......
عاش الملك للعلم والوطن.. طن ططن.. طن ططن.
بدأ اليوم الدراسي (ومن شاء أن يقول أنها بدأت المعركة , أو المصارعة الحرة , أو العذاب فهذا كله صحيح وإن اختلفت المسميات).
كان مبدأ الدراسة الذي أتفق معه حيناً وأختلف معه أحياناً كثيرة هو قولهم (ما يتعلم إلا راغب وإلا راهب) . بصراحة الرغبة ماشي لا ذلحين ولا ذاك النهار , لذلك فالبديل موجود (الرهبة أو الترهيب والأصح الإرهاب)
كان المدرسين يتفننون ويبدعون ويتبادلون الإختراعات والخبرات في أدوات التعليم (قصدي التعذيب) , (خشبه – طفشه – سوسي – مسلكة رمان – سلك – سلك عليه شطرطون – خيزرانه – لي إسطوانه - مسطره خشب – مشعاب عتم – هراوه خضراء – مرسم بين الأصابع – نتف الشعر من فوق الأذاني – القرص – الكفوف وما أدراك مالكفوف – التشوتيت – البقوس - الرتح – إنزال على الركبة – ضربه على خطاف الزاوية).
ناهيك عن عبارات التعنيف والتوبيخ (يا حمار – يا كلب – يا بليد – يا فاشل – يا صاقط – يا غبي – يالأشدق – يالفاغر - يالأفتش).
أنحن يالطلاب حليلنا (كما فروخ الحقحق) من البرد والخوف , يوم ندخل الفصل كما يوم الحشر (أستغفر الله) , أخذونا بالصوت ذوليك المدرسين.
دخل المدرس.
وأول كلمه قالها: اللي ما حل الواجب يطلع عند السبورة (وكأنه يتنحش و يطلب حرش , وما كأنه جاي يربي ويؤدب هؤلاء الأطفال قبل أن يعلمهم , المهم أنه يبغى يضرب للضرب نفسه لا للحرص على الطالب).
حليييييل ما جوف قلبه اللي ما حل الواجب (عادةً ما تكون الدمعة بمثابة إعتراف وإعتذار معاً) , ولسان حال الطالب يقول:
(لا تحسب ان دمعي نزل دون سبَه *** أبكي من الصمقه وهي ما بعد جات).
طبعاً حتى اللي حل الواجب ولم يحالفه الحظ (يعتبر من ضمن المفقودين) ===< عند السبورة الله لا يعينك فوق تعبك.
عموماً العصاه والله ليذوقونها كلهم لأسباب أخرى (يزيدون يهمجون وإلا ما يفهمون الدرس).
وأحياناً وذلك يحصل مره واحده في السنة أن المدرس يعفو ويصفح عن اللي ما حل الواجب (بصراحة يكون شعورنا في هذه اللحظة شعور محكوم عليه بالقصاص وتم عتقه في ساحة القصاص لحظة جلوسه أمام السياف).
وهكذا دواليك من الحصة الأولى إلى الحصة الأخيرة من أيدي في ايد رجال , ما ينتهي اليوم الدراسي إلا وانحن كن من داس بنا وحوَل من الخبط (ناجحين في جلودنا).
وأخيراً نسمع صوت الفرج (جرس الصرفه , ونسمعه بأذن أخرى وبنبرة أخرى ليست تلك اللتي نسمعها مع بداية كل حصة دراسية , وكأنه بمثابة إعلان الحرية والعودة من المنفى إلى الوطن).
......................
رحم الله من مات من أساتذتنا الكرام وجعل كل ضربه وكل صمقه وكل .......إلخ في موازين حسناتهم , ورحم أمواتنا وأمواتكم وأموت المسلمين أجمعين , وأطال الله أعمار من بقي منهم ومتعهم بالصحة والعافية وجزاهم الله عنا خير الجزاء.
لا زلت أحترم وأقدس وأخاف أساتذتي القدامى عندما أقابلهم إلى الآن , لكني أعترف بأنهم خرجوا رجال وأجيال متعلمه ومثقفه.
.......................
أعتذر عن الإطالة والتقصير والركاكة في السرد والكتابة , لكنها مشاعر تجول في خاطري من الماضي الجميل الأليم.
...................
آمل من الجميع (كل واحد بأسمه , رجالاً ونساء) وكرماً وليس أمراً المشاركة بما في جعبكم المليئة جداً جداً من ذكريات الدراسة في الماضي.
.............
دمتم أجمل وأروع وبصحة وسعادة إن شاء الله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

أغداً ألقاك !!؟؟
يا خوف فؤادي من غدِ
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعدِ
آآآه كم أخشى غدي هذا ،، وأرجوه اقترابا
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس