عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-05-2009, 07:59 AM
olas olas غير متواجد حالياً
 






olas is on a distinguished road
افتراضي ماتت ولم تقل الحقيقة ..........................؟

عندما كان ذلك العملاق يفرض سيطرته على القرية ولا احد يجرؤ أن يقف امامة كان الجميع يهابة ٌكفاية لشرة، فرغم انه قبيحُ

المنْظر، خبيث المَخْبر، يكرهُ الجميع لانه ينهرهم، ويسخر منهم ويحتقرهم، فكرهه كلُّ مَنْ عرفه، وخافه كل من يقرب منه

بسبب عجرفته، وسوء خلقه.. وحيث كان له أعوانٌ وعيون، يخالطون الجماعة متنكّرين، ثم يرجعون إليه، بأخبارهم

واسرارهم، وحينما يسمع ما يتناقلونه عنه، يلتهبُ قلبه حقداً، ويتطاير غيظه شرراً، ..‏

وفي إحدى الأمسيات، كان جالسا، في رعشة " شرفة بيتة " فنادَىْ احد اعوانه فهرعَْ إليه مذعورا ً.‏ -أصحيحٌ ما يقوله عنّي

الجماعة ؟‏ - ماذا يقولون؟‏

-يقولون: أنفي كبير ! ‏ -قال له الأنف الكبير، لا يعيبُ صاحبه.‏

غضبَِ ُ، ورفعَْ عصاتة يلوِّحُ بها مهدِّدا وقال :‏ -أن لم يتوقفوا عن ما يقولون اوقفتهم بعصاتي ؟!‏

فرد علية يا ابن الحلال -حسِّن أخلاقكِ، وليكنْ شكلكِ ما يكون.‏

وبعدين ترى -أنفكِ صغيرٌ يا بو ...........فلان .....!‏ ولأثبت لك ذلك خذ مرآة وشف نفسك

- قال له لا تكذبَْ!‏
-قال اسأل المرآة، فهي لا تكذب.‏

تناولَِ ابو .....فلان .....ُ المرآة، وشرعَْ يتحملقُ إلى أنفه، فقالت لها المرآة:‏ -أنفكِ كبيرٌ، لكثرة ما تشمخ به.‏

اغتاظِ بزيادة ُ، وأظلمَ وجهه، فقلبَِ المرآة، وصمتَْ واجمة، ثم رفعْ رأسه، وقال:‏

-ويزعم الجماعه أنّ لساني سليط، وطويل كاعصاي !‏ قال له -إنهم يكذبون!‏

-وكيف أعرف الحقيقة؟‏

- اسألي المرآة، تعرف الحقيقة.‏

رفعِ المرآة ثانية ، وقرّبْها من وجهه، ثم دلعَْ لسانه، وجعلَْ تنظر إليه..‏ قالت لها المرآة:‏

-لسانكِ سليط، وطويل كالعصاتك .‏ أرجعِ لسانه، وقال وهي يتميَّزُ غيظاً:‏

-ويزعم الجماعة أنني شبْتُ وكبرت!‏ -ما زلتِ كبيرهم وعاقلهم !‏ -فقلَ الحقيقة، ولا تخفَْ‏

-المرآة تقول لكِ الحقيقة.‏

رفعِ المرآة، وصار يتأمَّلُ وجهه وشعره.. لم تخفِ المرآةُ منه، بل قالت لها:‏ -وجهكِ أعجف، وشعركِ أشيب.‏

غضبتِ على المرآة، وضربَْ بها الأرض، فتكسّرتْ وتبعثرَتْ..‏ وقامِ صاحبنا ُ مسرعا، ودخلْ حجرتة ، وهو يصرخ:‏

-المرآة كاذبة، المرآة كاذبة!‏

انحنَى صديق صاحبنا وأخذْ يجمع أشلاءَ المرآة، وحينما فرغَْ من جمعها، نظرَْ إليها محزون، وقال:‏

-لقد تكسرةِ المرآةُ، ولم تقلْ إلاّ الحقيقة!‏

فهل نستطيع نقول الحقيقة يا ابا محمد
رد مع اقتباس