عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-09-2011, 02:39 PM
الصورة الرمزية عساف
عساف عساف غير متواجد حالياً
.
 






عساف is on a distinguished road
افتراضي جبروت القبيلة رقصة المـوت

جبروت القبيلة
رقصة المـوت

هي قصــة من عشرات القصص التي نسمعها من كبار السن ،ومما تحتويه

ذاكرة القبائل في عصر تولى ، و ماضٍ مؤلم أنصرم .. ونسأل الله بأن لا يعاد


الزمن




: أوائل القرن الرابع عشر

الموقع
: قبيلة في سروات الحجاز

المناخ العام


: حروب قبلية لاتنتهي ... ، وجوار يحوفه التوجس و رائحة البارود ، والقوي هو الأفضل وله الناموس ، وكلمة القبيلة وسيادتها لا تقبل القسمة ولا المساومة.

نحكي قصتنا هذي ليعرف الأحفاد ما كانت عليه حياة الأجداد وما كان يكابد الأولين من قساوة التعايش وإنعدام للأمن والأمان .. وما اجترحوا من أعمال في عصر شريعتة الغاب ، نسأل الله لهم العفو ، و أن يتجاوز عنهم ويغفر لنا و لهم جهلنا و ما كان من أمرنا .

كان في القبيلة

شاب في مقتبل العمر معتزاً بذاته ، لا يرضى بالخطأ أن يستبيح حماه ، مهما كلفه ذلك !!
يسكن مع عمه -والديه متوفيان -
وفي يوم ٍ قدحت شرارة الغضب الحارقة ، حين قام العم بتوبيخ هذا الشاب
على خطأ ارتكبه ، وبالغ العم في عقابه و أغلظ في خطابه
أمام وبمسمع كل من كان في الوادي ذلك اليوم ،
كتم الشاب غضبه حتى اسدل الليل سواده ،فثار بركان الغضب والإنتقام ،
وهاجت حممه
متجاوزه العقل و الصواب ،
فتربص لعمه حتى ربط كيس نومه ، ليأخذ ما تبقى له من ساعات عمره الأخيرة نائماً في مرقده .... ثم أخذ بندقيته
وتسلل حتى وقف على رأس عمه
وعاجله بطلقة في الرأس ، رفعت ستار الليل الحالم الأسود
على جريمة قتـل
برصاصة مزقت سكون الليل بصياحٍ وضوضاء وقاتل وقتيل ودماء .. ، وصلة رحم قطّعـت ،
هرب الشاب من القرية ولاذ بالفرار
أجتمع رجال القبيلة في الصباح لدفن القتيل رحمه الله ، وأستقبلوا العزاء
مع لحمته(أقاربه )
كنت أتوقع أن ينتهي هذا القتل و الجرح عند هذا المشهد الدموي
ولكن جبروت القبيلة إلى الآن لم يقل كلمته ولم يسل سيف جوره
في التنفيذ والقصاص







الشاب لم يعد للقرية فالموت في إنتظاره ، رجال القبيلة اجتهدوا في البحث عنه بطرقهم الخاصة


جائتهم الأنباء بأنه دخيلاً في قرية أخرى ومن المحال الوصول إليه ، لمنعتهم وشدة بأسهم ... وكما هو متعارف عليه من طلب جوار قبيلة أو شخص ،فالدفاع والموت من أجله شـرف ، والعار لو أخذ من جوارهم أو سُلم لطلابه "

إذن ليس لها إلا الحيلة و الخديعة
أستمالوا احد رجال القرية التي عندها الشاب دخيلاً وفي حمايتها
بأن عليه أحضار الشاب الى أحدى قرى تلك القبيلة
وأفهامه بأن الأمر منتهي فهو ولي الدم وهو القاتل ( عمه ليس له ولد )
وإذا لزم الأمر لن يكون هناك سوى دية أو نحوها ،
فتم لهم ما أرادوا وخططوا له
وصل الشاب إلى القرية المدعو لها معزز مكرم ... وبعد أن أخذ مجلسه
و أستقر به المكان
تبخرت العلوم وتغيرت الوجوه وقربت السلاسل والقيود
وصفدت بها الأقدام والإيادي
لذلك الجاني الخائف المذعور ، الموعود بالسلامة ، وهيهات له ما وعد به
وقيل له : انحن ...... ؟؟؟ كيف تناسيت ذلك !!
وفي نفس اليوم وربما نهار أخر بذات اللون
دقوا الزير وأجتمع من شاء ومن أبا على صعيد

رقصة الموت... فعندما تبرم القبيلة أمراً أو تعقد شوراً ،فليس لك الخيار ... أو المعارضة





وإذا حاولت الخروج على أرادة القبيلة فسيكون نصيبك الحرق حياً ..... ؟ وإذا كنت مسالماً فلن تسلم من سداد دين جبروت القبيلة ؟!

انه




جبروت القبيلة ياكرام

في زمن القبائل والبطش والتمادي وسفك ما حرم الله إلا بالحق


احمدوا الله باننا لم نعش في ذاك الزمن

لوقعنا في إحدى المصيبتين ... إجرام وقتل نفس أو ضعف وهوان على الناس
وكلا الحالتين خسارة وبوار .








قريباً الجزء الثاني من القصــة



انتظروا




رد مع اقتباس