[دكتور بخيت]

25/02/2010 م.



.


أمريكا تطبق الشريعة!

تركي الدخيل
تركي الدخيل
سمعنا عن فضائح المياه المسمومة التي تخرج من مصانع معترف بها ومرخصة، لكن سرعان ما تلاشت الضجة. كما سمعنا عن الأدوية المغشوشة واضطراب الصلاحيات وتوزع المسؤوليات بين هيئة المواصفات والمقاييس وهيئة الغذاء والدواء وإدارة صحة البيئة في البلديات، وعن الأدوية المضرة، والمستحضرات القاتلة؛ سمعنا عن كل تلك القصص، لكنها انتهت ببساطة، من دون أي محاسبة، ومجلس الشورى الذي امتاز أعضاؤه باللبس الجيد، والأشمغة الجديدة، ذات البصمات الحديثة، لم يفعل شيئاً جديداً ... كل ما لديهم ضغط الأزرار التي أمامهم وإلقاء الخطب، واستعراض الساعات و البشوت.
مقابل ذلك يفترض أن يكون مثل أمام الكونجرس الأمريكي، رئيس شركة "تويوتا"؛ للإجابة على تساؤلات بشأن العيوب التي ظهرت في السيارات التي أنتجتها شركته وتم بيعها في السوق الأمريكي، وهي عيوب تصنيعية أثارت ضجة كبيرة بعد أن تبين أنها تسببت بحوادث أدت إلى وفاة أمريكيين.
هذا هو الفرق بيننا وبين أمريكا، نستطيع أن نتحدث لساعات عن أخطاء ترتكبها السياسة الأمريكية، لكننا لا نملك إلا أن نقف إجلالاً لحس المحاسبة التي تتمتع بها مؤسساتها. لدينا الكثير من الفضائح والكوارث البيئية، من دفن الأدوية، وفوضى إحراق النفايات، وكل السموم التي تباع في محلات "أبو ريالين"، وأمام ذلك يبدو أن موظفي البلديات والأمانات وأجهزة الرقابة يؤمنون بأن الصمت حكمة، وربما بأن النوم عبادة!
قال أبو عبد الله غفر الله له: الرقابة والمساءلة التي تتمتع بها الدول الديموقراطية تتماشى مع تعاليم الإسلام، بل كان النبي عليه الصلاة و السلام يحذر من الذين إذا سرق فيهم الضعيف سألوه وإذا سرق فيهم القوي تركوه. وأتذكر بهذه المناسبة مقولة الإمام محمد عبده حينما عاد قافلاً من أوروبا فكتب: "رأيت في الغرب إسلاما بلا مسلمين ورأيت في ديار الإسلام مسلمين بلا إسلام". إنها التعاليم التي أهملت، وانشغل الناس عن المطالبة بالعدل والرقابة والمحاسبة بتوافه الأمور كالسؤال عن طلاء المناكير، وعن الدم في رداء الإحرام، وعن حكم السجود على الخشب!

المصدر/ صحيفة الوطن