عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-03-2009, 09:01 AM
الصورة الرمزية ضرغام
ضرغام ضرغام غير متواجد حالياً
 






ضرغام is on a distinguished road
افتراضي الشيخ الشاعر/عبدالله بن محمد المفري (أبو خشعان) - رحمهما الله -



من زمن الرجال الأفذاذ الذين عاشوا وخلدوا طُهر سيرهم، من زمن السجايا والصفات النبيلة
حصادُ أزمنةً خلت وبذور أخرى تلت

إليكم سيرة الشيخ الشاعر:

هو عبدالله بن محمد بن عبدالله بن فلاح المفري السعدي الزهراني - رحمه الله - عاش في الحقبة الزمنية من عام 1300هـ حتى عام 1385هـ تقريباً وعاصر (خاله) وشيخ قبيلة أولاد سعدي/ فلاح بن صالح بن عبدالله الشيبي - رحمة الله .
سكن قرية الهدماء بـ (طرف رما) انجب خمسة من الأبناء وهم محمد (خشعان رحمه الله) و أحمد و صالح و علي و هريِش و من البنات إثنتان زوج الأولى من الشيخ عطيةالله بن آدم والثانية من الشيخ علي بن عقال - رحمهما الله جميعاً .
رجلً اجتمعت به كل صفات الرجال فمن أين أبدا وأين أنتهي ؟!

تميز بحبه ووفائه للقبيلة وحبها له فهو من أحد وجهائها في زمنه، فقد كان (خاله) الشيخ فلاح بن صالح - رحمهم الله جميعاً - يحرص على وجوده في مناسبات القبيلة واجتماعاتها.

وكان شاعر مبدع في فنون الشعر بأنواعه من الحماس والمدح والفخر والرثاء وكان يجيد الإلقاء بطرق الجبل والعزاوي وغيرها وكان له بصمات في المناسبات بشكل خاص ولا تكاد تخلوا أي قصيدة من مناسبة وقد لا يحضرني الكثير من قصائده لعدم توثيقها ولكنى سأذكر لكم ما يحضرني وما قدرت على جمعه في الوقت الحالي وما سوف يتوفر لآحقاً سأورده في الردود الملحقة للموضوع :

كما أسلفنا أن شيخنا وشاعرنا كان متعلقاً بأخوالــه (آل الشيبة) وبالأخص الشيخ/ فلاح بن صالح شيخ القبيلة آنذاك وكان كثيراً ما يحب مجالسة أخواله والقرب من مزرعته المسماة بـ (الواقدة) والتي تقع شرق قرية(جرادات) ولكن المسافة فيما بين المزرعة وقرية (الحوشة) منازل أخواله كانت كبيرة تصعب على السائر بالقدم تفقد المزرعة وحمايتها من الماشية وغيرها .
وفكر في اسهل طريق للتوفيق فيما بين (رغبتيه) ووجد الحل في بناء منزل على سفح الجبل المطل على قرية الحوشة ليكون قريباً من أخواله ويشاهد مزرعته وما يحوم حولها .
وقام بتسمية البيت (بيت القزعه) ولا يزال موجود حتى هذا التاريخ وبعد بناء ذلك المنزل قام الشيخ/ فلاح بن صالح بتزويجه بابنته تقديراً لتلك المحبة العارمة التي يكنها له وبالرغم مما توفر له من إمكانية المراقبة إلا أنه لم يقنع وتمنى أن تقرب مزرعته وحدد مكانها بالقرب من مزرعة تسمى بـ (الغندرية) وتقع اسفل الجبل الذي بنى عليه منزله وقال في ذلك :

يا واقده وقدت راعيك وقاد ... بذا التفــــــــقاد
في السندة والهــــداد ... ياليت مبناها قفى الغندريه
لعلني أبصرك ياعز الفواد ... من رأس مبــــــراد
وأخلي قوم المـــقراد ... تعذب القاري ظهيرة وضيه


************
وفي احد الأيام أصابه مرض شديد لم يستطع القيام بواجب الحماية لمحبوبته تلك ونخى ابنه الأكبر(خشعان) وطلب منه الإنابة عنه وقال في ذلك :

على طرق الهرموج :
خشعان وأنا أبوك يافرحة القوم*** يوم الدني مايقوما
اليوم عند الواقدة مقدر آقوم*** متقبيا في هدومـــا


************
وفي أحدى السنوات ارتحل شيخنا وسكن بالقرب من آل كاسب ومكث عدة سنوات حتى اصبح وكأنه أحدهم له مالهم وعليه ما عليهم إلا أن صروف الدهر ليس لها مأمن ففي أحد الأعوام وقبيل عيد الفطر بأيام نشب خلاف بين (آل كاسب) وأشخاص من (آل دبيس وآل الشيبة و المفارية أبناء عمومة شيخنا وشاعرنا) وحاول شيخنا جاهداً إصلاح الوضع إلا أن القدر كان اسرع فقد توافد الجميع لتأدية صلاة العيد بالقرب من بئر الداهن بذنائب اليمانية وبعد الصلاة نشب القتال بين الأطراف وما كان من شيخنا إلا الخيار بين أمرين(احلاهما مر) فأما أن يقاتل مع احلافه وجيرانه وأما أن يقاتل مع أبناء عمومته فأختار الخيار الثاني وبعد أنتهاء القتال ذهب كلاً الى منزله وصمم على الرحيل فقد خالف ظن جيرانه وقاتل ضدهم وفي اليوم التالي من أيام العيد كانت هناك مناسبة (طهار) لمجموعة من شباب القبيلة على البئر نفسه (بئر الداهن) وأجتمع آل كاسب يوم المناسبة وساروا حتى وصلوا اسفل الوادي وتفقدوا (جارهم) ولم يجدوه وعرفوا أن خاطره متكدر وخجلاً منهم فبالأمس يقاتل ضدهم وقرروا الوقوف وبعث مرسول لإحضاره ومراضاته وفي تلك الأثناء شاهدوه يسير من اطراف المزارع بمفرده ذاهباً الى حيث الإحتفال وعند ذلك قاموا بإرسال ثلاثة منهم واستدعوه وقاموا بإحضار (معصب) وهو نوع من القماش الفاخر يضع على رأس الشخص وينشر من فوق كتفيه تقديراً وإجلالاً له ووضعوه على رأسه وعند ذلك قال القصيدة التالية :

حيّ الله من يبدي بلا وكســــى *** يوم عجة البندق لها فيــه
أنتم كسى رأسي بلا مكســــى *** وأنتم لباساً فوق جنبـــيه


************
وكما يعلم الجميع أن مناسبات (الطهار والعزاوي) كانت تحظى بنصيب الأسد من الإهتمام وتحديد المحتفى بهم قبل فترة من الزمان وكانوا يجتمعون في تلك المناسبات ويقيمون الإحتفال لمجموعة من الشباب دفعة واحدة من كل عام وكانت اللحام الأربع(آل الشيبة والمفارية وآل دبيس وآل كاسب) عادة مايقيمون مناسبات الطهار لأبنائهم دفعة واحدة من كل عام في المكان المخصص للمناسبات وصلاة العيدين (بئر الداهن) وفي أحدى السنوات جرى الإتفاق على إقامة مناسبة الطهار لمجموعة من الشباب من كافة اللحام المذكورة ومن ضمن المحتفى بهم (محمد الملقب بخشعان) الأبن الأكبر لشيخنا وشاعرنا وقبل إقامة المناسبة بعدة شهور اصابه مرض شديد وأقترب موعد الإحتفال وهو لا يزال في مرضه وأجتمع القوم لمناقشة الوضع وكان إجتماعهم على بئر الداهن ايضاً وكان شيخنا حاضراً وتناقش القوم وكان منهم من يؤيد إقامة المناسبة وآخرون معارضون في إقامتها تقديراً لشيخنا وكما سمعنا من كبار السن أن كفة اصحاب الرأي الأول كانت سوف ترجح لولا تدخل أصحاب الكلمة من آل كاسب وقرروا عدم إقامة المناسبة إلا بعد شفاء أو موت ابن شيخنا هذا ومثل هذا القرار الشجاع الذي ادخل البهجة والسرور على قلب شيخنا ماكان سيمر مرور الكرام دون وضع البصمة اللازمة لحفظه فقال عند ذلك :

حي قوم قطعهم كنه المنشـــار
بعده النصع تظلي مدنيـــــه

انحن جبرا نوفـي ثنى من شـار
ماتحرينا الرشد من المدنـــية


ويظهر أن شاعرنا كان فخوراً بأصحاب الكلمة ويصف أصحاب الرأي الأول بعد صدور القرار وهو ما يوضحه الشطر الثاني من البيت الأول وشآت قدرة الله أن يشفى ابن شيخنا وتقام المناسبة للجميع

************
وهذه قالها عندما رافق الشيخ فلاح بن صالح -رحمة الله - إلى الطائف لمبايعة الملك عبدالعزيز - يرحمة الله - :

يا الله أني أطلبك في ساعة السعـــود *** ساعةً يا الله تقصر قبيحـــــها
أي نحن سرنا رجالاً لابن سعـــــــود *** ينصب الشيمات وإلا يطيــــحها


************
وفي أحدى السنوات طلب الملك عبدالعزيز – يرحمة الله – من الشيخ بالرقوش مدد للجيش لغزو اليمن وقام بالرقوش بإرسال رسالة إلى الشيخ فلاح بن صالح يبين من خلالها طلب الملك عبدالعزيز وقام الشيخ بإرسال خمسة وعشرون رجلاً بقيادة سليمان بن دوغان من آل غبية وعادوا سالمين :

يا الله أني أطلبك في ساعة الفــلاح *** ســـاعـة المكروه ما ينتبا بها
أنصب الشيمات يا شيخنا فــــلاح *** أنت مفتاح الدول وأنت بابـــها


************
وهذه القصيدة قالها عندما زوج إبنته من الشيخ عطيةالله بن آدم - رحمة الله - ولا تخلوا القصيدة من الحكمة وهي الركيزة الأساسية في قصائد شاعرنا :

استقلي يا جنيهي ويا منــقـوش *** يا خسر من باع وهني مـن شـرى
والله ما هي طمعةً فيك يالقـروش *** غير مكتوباً كتب مثل مـــــا ترى


************
وفي غض البصر لشاعرنا رأي ونصيحة وحكمة وعلاج جمعها في بيتين حيث يقول :
يقول أبو خشعان ما قلبي هواوي *** والهوى ما هو هوينا
من خشيتي لله ما أمشي إلا مهوي *** علني لا أشوف هيما

وتتجلى تلك المعاني في تطهير القلب ومعرفة تحجيم المشكلة والدعوة لخشية الله والعلاج لعدم المشاهدة وفي آخر الأبيات نتاج تلك الأفعال .
ملاحظة : للقصيدة بقية لا تحضرني في الوقت الحالي .

************
وفي أحــدى الســنوات توالت الأفراح على مدى ثلاثة او أربعة أسابيع تقريباً وفي كل مناسبة يحدث مشكلة عند اللعب على الزير حيث يحدث إختلاف فيما بين القائمين في العرضة وينتهي اللعب ويتفرقون إلى منازلهم ،،
وفي المناسبة الرابعة أو الخامسة تقريباً والتي حدثت بوادي الخرايت ( عند الغــبران ) وبعــد أن انتهى العشاء قــام صاحب المناسبة وأحضر مجموعة من الزيــره وجمع الشعراء وطلب من كل فخذ من القبيلة أخذ (شاعر) و (زير) واللعب بمفردهم عن بقية الفخوذ وكان أهل طرف رما قد أخــذوا (زير) وشاعرهم شيخنا رحمه الله وقد أعجبته فكرة صاحب المناسبة لما فيها من حكمة بالغة في منع المشاكل والإقتتال في مناسبته و قـــال القصــيدة التاليــــة على طرق العرضـــة :

كثر الله خيركم ياســعود الضـــــــــــيف
تستوي فيك المدايــــــــح ومثلـــــــــــنا

مايجــي المرســوم في ساحة الضعيـف
غير في ساحة كمانا ومثلـــــــــــــــــنا


إلا أنه كان هناك ضيوف من خارج القبيلة وقد حدثت مشكلة في احتفالهم قبل أسبوعين من تلك المناسبة وفور سماعهم لتلك القصيدة لم تعجبهم وتركوا اللعب وانصرفوا وقام صاحب المناسبة بمراضاتهم والإعتذار لهم وأن الشاعر لا يقصدهم بقصيدته تلك .

************
ونظراً لحدوث اختلاف وسوء فهم بين مشايخ القبائل والحكومة السعودية نظراً لمطالبة الحكومة بتسليم بعض الأشخاص ورفض البعض من شيوخ القبائل ومن ضمنهم الشيخ/ فلاح بن صالح مما جعلهم يقومون بإعتقاله وسجنه فترة من الزمن بسجون الباحة وتم الإفراج عنه وقام أهالي قبيلته باستقباله وأقاموا احتفال كبير بقدومه وكان لشاعرنا بصمة حيث قال :

مرحبا واهلين يامن لنا قريـــــــب
مثل قرب اللحية من شارب الصبي

ليش هذا الحكم غير بـــحال الذيب
وثنى القرن الذي كان منصـبــــي


************
ولا تخلوا مواقف شيخنا وشاعرنا من الطرافة ففي أحدى الأيام أفتقد ثوراً وسار يبحث عنه وفي أحدى الأودية صادف فتاة بدوية ترعى الغنم قدمت مع اهلها بحثاً عن الماء والكلا وسألها شيخنا عما يبحث عنه وعندما هم بالانصراف رغب في مداعبتها وكانت تلبس (حلي) على صدرها فقال الأبيات التالية نثراً :

ليتك لنا يابوا حلي فوق صدره
وأخذك جوف السفــــره
وآلّقي بك ديارنا

والتفتت إليه تلك الفتاه وقالت له :
الذيب لو ياخذ من المال جفره
يصيبه مية عثـــــــره
يموت إلا صادف رجالنا


************
وفي أحدى الليالي المقمرة وتحديداً في الليلة السادسة عشر كما يتضح من القصيدة خسف القمر وظهر نصفه فقط وكان الأولين يظنون أنه مرض يصيبه فيخسف فقال في ذلك على طرق الجبل :
يا شهر ياليلة(16) ياباهي الـــنور
من بلايا الدهر ماجـــور
أن كنت مريض فخل الناس تنتظر فيك
وعسى ربي يعافيــــك

ولا تخلوا هذه القصيدة أيضاً من الحكمة وفيها يدعوا الناس لأخذ العبرة من المرض .

رجالٌ جعلوا لهم بصمةً يفتخر ويحتذي بها من أتى بعدهم ،،،


لكم مني خالص تحياتي
دمتم بود



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع


وَرْد إذا وَرَدَ البُحَــــيرَة شـــارباً ********** وَردَ الفُـــراتَ زئـــيرُهُ والنِّيــلا
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة موسى الكناني ; 20-03-2009 الساعة 04:48 AM.
رد مع اقتباس