عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-05-2010, 11:50 PM
الصورة الرمزية لغة العيون
لغة العيون لغة العيون غير متواجد حالياً
 






لغة العيون is on a distinguished road
افتراضي من الوهدة ((امواات يسكنون قلوبنا)) الشخصية الثامنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولانهم في ذاكرتنا لم ننساهم
لهم منا الدعاء ولعامة المسلمين بان يرحمهم الله ويغفر لهم
شخصية اليوم شخصية عظيمة بكل مافيها شخصية عاصرت ماضي صعيب وتغلبت عليه
واخذ من حاضر حياته مما جعله رمز من رموز زهران العناصي



الشخصية الثامنة : أبو حمود عبدالله بن خرمان حويس الزهراني
وحين نتحدث عن شخصية ذلك العظيم فإنما نتحدث عن الكرم والتسامح والشهامة في أبلغ معانيها وأجمل صورها ، ولا غرو فقد نشأ وتربى يتيمًا في بيت جده لأبيه سعيد بن حويس ، فتطبع على يد الفيصل (شجاعة وجود ووفاء ).
عبدالله بن خرمان الرجل العظيم الذي شغل الناس طفلًا وشابًا .
عاد عمه عبدالله بن حويس من السفر فأراد طهارة ابن أخيه الشقيق ، وأقام لذلك احتفالا دعا إليه شيخ القبيلة بخيت الصعيري .
كان يوم فرح وسرور ، اجتمعت فيه احتفالات القرية .
قرعت الطبول ودارت رحى العرضة ، وبدأ الجميع في إطلاق النيران الحية ابتهاجًا بتلك الأفراح ، وفجأة حدث مالم يكن في الحسبان ، رصاصة طائشة تصيب شيخ القبيلة فترديه قتيلًا .
وما هي إلا لحظات حتى تبدلت الأفراح أحزانا ، والسرور فاجعة .
اقتيد بعض أفراد القرية إلى السجن ، وبدأت مرحلة جديدة من التحقيقات التي لا تفرق بين مخطئ وبريء.
حادثة استغلها بعض ضعفاء النفوس للنيل من آبائنا ، فاظهروا الشماتة ، ونظم خائنهم شعر البهتان والزور فالصق بالقرية صفتي الغدر والعدوان وهي منها براء !
تجاهل الحاقد أن آباؤنا هم الذين سعوا لتنصيب بخيت الصعيري شيخا على القبيلة ، وأنهم هم الذين حملوا على أعناقهم الأخشاب من القرية حتى بيدة للمساهمة في بناء منزل له ، وأن لهم في قلبه وله في قلوبهم منزلة كبيرة لا يعرفها غير الأوفياء .
لم يعمل الخائن عقله ولو فعل لأيقن بأن القتل خطأ ولا مجال للتفكير في غير ذلك ، ولكنه الحقد تمكن منه فأعمى بصيرته عن قول الحق .
وتمضي السنين ويكبر عبدالله ويتزوج ويغادر إلى مدينة جده .
حياة قاسية ممزوجة بعنصرية الحضر المقيتة ، وشغف من العيش يتطلب مزيدًا من الصبر والقوة والدهاء.
بدأ الكبير يصنع لنفسه مجدًا ، ويشق طريقه بين تجار السيارات ، وبعد أن ذاع صيته عاد إلى القرية فتهافت الناس عليه ، لما عرف عنه من تسامح كبير عند التأخر في سداد الأقساط .
كان له الفضل على الكثير من أفراد القرية ، كان يعتب عليك ويحثك على قضاء دينك ، فإن شكوت له حالك رحمك وأمهلك وصبر عليك دون أن يترك مجالا لمجرد التفكير في اللجوء للسلطات لإجبارك على الوفاء بما التزمت به ، لأن لك خصوصية في قلبه .
كان يساعد الجميع في البناء والدين والعلاج و...، ولكن كل ذلك بطريقته الخاصة التي تربي فيك الصبر والمثابرة .
ويستمر العطاء والتميز ، وتبدأ مرحلة التفكير في الشيخوخة ، فينظر الكبير إلى عمه عبدالله فيرى المرض قد أنهك قواه ، ويلتفت إلى كبير الزبرة مهراس وهو يلتقط أنفاسه الأخيرة .
فيحن الحنون ، لقد اختلفنا في الدنيا كثيرا ، ولكن لا غناء لي عنهما ولا غناء لهما عني .
يزور عمه المريض فيتسامحا ، ثم يتجه إلى المقبرة في أعالي القرية ويشرع في حفر ثلاثة قبور ، له ولشيخيه ، وبعد فراغه يضحك ، ويقول : هنا نريد أن ندفن لكي نرى الناس من علو .
كان رجل يطربه الثناء ، نظرت إلى تلك القبور وقد حفرها بطريقة متقنة وغطاها بصخور مختارة بعناية فائقة ، فقلت له : هذه القبور التي يتمنى الشخص أن يدفن فيها وإلا فلا ، فقال : أنت تتكلم من عقلك ، قلت له : نعم لأني أريد إدخال السرور إلى قلبه وإلا فمن يحب أن يسكن تلك الحفر المظلمة ، فقال : والله إنني قد جلبت الصلي من بيدة .
وتتساقط الأوراق فيموت الجد مهراس ويدفن في أحد تلك القبور ، ويزور أبو حمود عمه عبدالله ويمازحه ثم يقطع على نفسه وعدًا بأن يصنع له بعد وفاته معزاة يسمع عنها غامد وزهران ويغادر ، وما هي إلا سنين حتى كُشف الغيب عن موت ذلك العظيم وحيدًا بعد أن تعرض لحادث مروري . فيدفن غريبًا بمدينة الطائف ، في غير المكان والزمان الذي اختارهما ، ويبقى عمه المريض بعده بسنين إلى أن وافته المنية فدفن بمكة المكرمة بعيدًا عن الموقع الذي اختاره له ابن أخيه ، فسبحان مصرف الأمور والأقدار !
مات أبو حمود بعد أن ترك لأبنائه ثروة عظيمة من الوفاء والتسامح ، فقد عثروا بين أوراقه الثبوتية على الكثير من الكمبيالات التي تثبت وجود أقساط مستحقة منذ فترات طويلة على الكثير من الأقارب والأصدقاء ، لم يكن يعلم عنها أحد سوى الله وطرفي عقد البيع .
مات أبو حمود فحزن الجميع لموته ، يقول أحد جيرانه: كان أبو حمود حي أحيا منزله وما حوله بالكرم والجود .
رحم الله أبا حمود ورحم كل من عطر اسمه سيره ذلك العظيم ، ورحم أمواتنا وأموات المسلمين ونسأله سبحانه وتعالى أن يكون ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من أنظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة...". رواه أحمد ، وأن يكون ممن قال فيهم صلى الله عليه وسلم قال: " من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله".رواه مسلم .
طابت أوقاتكم ،،،،،
رد مع اقتباس