عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-10-2007, 01:25 AM
علي المفضّلي علي المفضّلي غير متواجد حالياً
 






علي المفضّلي is on a distinguished road
افتراضي سواد بن قارب الدوسي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وعلى آله وصحبه ومن وآلاه ...

سواد بن قارب الدوسي


قال ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم عن عبد الله بن كعب مولى عثمان بن عفان ، أنه حدث ( أن عمر بن الخطاب ، بينما هو جالس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ أقبل رجل من العرب داخلا المسجد يريد عمر بن الخطاب ، فلما نظر إليه عمر رضي الله عنه قال إن هذا الرجل لعلى شركه ما فارقه بعد أو لقد كان كاهنا في الجاهلية . فسلم عليه الرجل ثم جلس فقال له عمر - رضي الله عنه هل أسلمت ؟ قال نعم يا أمير المؤمنين قال له فهل كنت كاهنا في الجاهلية ؟ فقال الرجل سبحان الله يا أمير المؤمنين لقد خلت في واستقبلتني بأمر ما أراك قلته لأحد من رعيتك منذ وليت ما وليت ، فقال عمر اللهم غفرا ، قد كنا في الجاهلية على شر من هذا ، نعبد الأصنام ونعتنق الأوثان حتى أكرمنا الله برسوله وبالإسلام قال نعم والله يا أمير المؤمنين لقد كنت كاهنا في الجاهلية قال فأخبرني ما جاءك به صاحبك ، قال جاءني قبل الإسلام بشهر أو شيعه فقال ألم تر إلى الجن وإبلاسها ، وإياسها من دينها ، ولحوقها بالقلاص وأحلاسها )

قال ابن هشام : هذا الكلام سجع وليس بشعر .

( قال عبد الله بن كعب فقال عمر بن الخطاب عند ذلك يحدث الناس والله إني لعند وثن من أوثان الجاهلية في نفر من قريش ، قد ذبح له رجل من العرب عجلا ، فنحن ننتظر قسمه ليقسم لنا منه إذ سمعت من جوف العجل صوتا ما سمعت صوتا قط أنفذ منه وذلك قبيل الإسلام بشهر أو شيعه يقول يا ذريح أمر نجيح رجل يصيح يقول : لا إله إلا الله )

قال ابن هشام : ويقال رجل يصيح بلسان فصيح يقول لا إله إلا الله . وأنشدني بعض أهل العلم بالشعر .

عجبت للجن وإبلاسها
وشدها العيس بأحلاسها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى
ما مؤمنو الجن كأنجاسها


قال ابن إسحاق : فهذا ما بلغنا من الكهان من العرب .


---------------------------------

معنى خلت في وشيعة

فصل وذكر حديث عمر وقوله للرجل أكنت كاهنا في الجاهلية ؟ فقال الرجل سبحان الله يا أمير المؤمنين لقد خلت في واستقبلتني بأمر ما أراك استقبلت به أحدا منذ وليت وذكر الحديث وقوله خلت في هو من باب حذف الجملة الواقعة بعد خلت وظننت ، كقولهم في المثل من يسمع يخل ولا يجوز حذف أحد المفعولين مع بقاء الآخر لأن حكمهما حكم الابتداء والخبر ، فإذا حذفت الجملة كلها جاز لأن حكمهما حكم المفعول والمفعول قد يجوز حذفه ولكن لا بد من قرينة تدل على المراد ففي قولهم من يسمع يخل دليل يدل على المفعول وهو يسمع وفي قوله خلت في دليل أيضا ، وهو قوله في كأنه قال خلت الشر في أو نحو هذا ، وقوله قبل الإسلام بشهر أو شيعه أي دونه بقليل وشيع كل شيء ما هو تبع له وهو من الشياع وهي حطب صغار تجعل مع الكبار تبعا لها ، ومنه المشيعة وهي الشاة تتبع الغنم لأنها دونها من القوة .


جليح وسواد بن قارب

والصوت الذي سمعه عمر من العجل يا جليح سمعت بعض أشياخنا يقول هو اسم شيطان والجليح في اللغة ما تطاير من رءوس النبات وخف نحو القطن وشبهه والواحدة جليحة والذي وقع في السيرة يا ذريح وكأنه نداء للعجل المذبوح لقولهم أحمر ذريحي ، أي شديد الحمرة فصار وصفا للعجل الذبيح من أجل الدم ومن رواه يا جليح فمآله إلى هذا المعنى ; لأن العجل قد جلح أي كشف عنه الجلد فالله أعلم وهذا الرجل الذي كان كاهنا هو سواد بن قارب الدوسي في قول ابن الكلبي وقال غيره هو سدوسي وفيه يقول القائل

ألا لله علم لا يجارى
إلى الغايات في جنبي سواد
أتيناه نسائله امتحانا
فلم يبعل وأخبر بالسداد



وهذان البيتان في شعر وخبر ذكره أبو علي القالي في أماليه وروى غير ابن إسحاق هذا الخبر عن عمر على غير هذا الوجه وأن عمر مازحه فقال ما فعلت كهانتك يا سواد ؟ فغضب وقال قد كنت أنا وأنت على شر من هذا من عبادة الأصنام وأكل الميتات أفتعيرني بأمر تبت منه ؟ فقال عمر حينئذ اللهم غفرا وذكر غير ابن إسحاق في هذا الحديث سياقة حسنة وزيادة مفيدة وذكر أنه حدث عمر أن رئيه جاء ثلاث ليال متواليات هو فيها كلها بين النائم واليقظان فقال قم يا سواد واسمع مقالتي ، واعقل إن كنت تعقل قد بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وعبادته وأنشده في كل ليلة من الثلاث الليالي ثلاثة أبيات معناها واحد وقافيتها مختلفة

عجبت للجن وتطلابها
وشدها العيس بأقتابها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى
ما صادق الجن ككذابها
فارحل إلى الصفوة من هاشم
ليس قداماها كأذنابها



وقال له في الثانية

عجبت للجن وإبلاسها
وشدها العيس بأحلاسها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى
ما طاهر الجن كأنجاسها
فارحل إلى الصفوة من هاشم
ليس ذنابى الطير من رأسها



وقال له في الثالثة

عجبت للجن وتنفارها
وشدها العيس بأكوارها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى
ما مؤمن الجن ككفارها
فارحل إلى الأتقين من هاشم
ليس قداماها كأدبارها



وذكر تمام الخبر ، وفي آخر شعر سواد قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنشده ما كان من الجني رئية ثلاث ليال متواليات وذلك قوله

أتاني نجيي بعد هدء ورقدة
ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاث ليال قوله كل ليلة
أتاك نبي من لؤي بن غالب
فرفعت أذيال الإزار وشمرت
بي العرمس الوجنا هجول السباسب
فأشهد أن الله لا شيء غيره
وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيلة
إلى الله يا بن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك من وحي ربنا
وإن كان فيما جئت شيب الذوائب
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة
بمغن فتيلا عن سواد بن قارب



سواد ودوس عند وفاة الرسول " صلى الله عليه وسلم "

ولسواد بن قارب هذا مقام حميد في دوس حين بلغهم وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام حينئذ سواد فقال يا معشر الأزد ، إن من سعادة القوم أن يتعظوا بغيرهم ومن شقائهم ألا يتعظوا إلا بأنفسهم ومن لم تنفعه التجارب ضرته ومن لم يسعه الحق لم يسعه الباطل وإنما تسلمون اليوم بما أسلمتم به أمس وقد علمتم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد تناول قوما أبعد منكم فظفر بهم وأوعد قوما أكثر منكم فأخافهم ولم يمنعه منكم عدة ولا عدد وكل بلاء منسي إلا بقي أثره في الناس ولا ينبغي لأهل البلاء إلا أن يكونوا أذكر من أهل العافية للعافية وإنما كف نبي الله عنكم ما كفكم عنه فلم تزالوا خارجين مما فيه أهل البلاء داخلين مما فيه أهل العافية حتى قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيبكم ونقيبكم فعبر الخطيب عن الشاهد ونقب النقيب عن الغائب ولست أدري لعله تكون للناس جولة فإن تكن فالسلامة منها : الأناة والله يحبها ، فأحبوها ، فأجابه القوم وسمعوا قوله فقال في ذلك سواد بن قارب:

جلت مصيبتك الغداة سواد
وأرى المصيبة بعدها تزداد
أبقى لنا فقد النبي محمد
- صلى الإله عليه - ما يعتاد
حزنا لعمرك في الفؤاد مخامرا
أو هل لمن فقد النبي فؤاد ؟
كنا نحل به جنابا ممرعا
جف الجناب فأجدب الرواد
فبكت عليه أرضنا وسماؤنا
وتصدعت وجدا به الأكباد
قل المتاع به وكان عيانه
حلما تضمن سكرتيه رقاد
كان العيان هو الطريف وحزنه
باق لعمرك في النفوس تلاد
إن النبي وفاته كحياته
الحق حق والجهاد جهاد
لو قيل تفدون النبي محمدا
بذلت له الأموال والأولاد
وتسارعت فيه النفوس ببذلها
هذا له الأغياب والأشهاد
هذا ، وهذا لا يرد نبينا
لو كان يفديه فداه سواد
أنى أحاذر والحوادث جمة
أمرا لعاصف ريحه إرعاد
إن حل منه ما يخاف فأنتم
للأرض - إن رجفت بنا - أوتاد
لو زاد قوم فوق منية صاحب
زدتم وليس لمنية مزداد





وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
****
!!
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس