عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2008, 02:47 PM   #3
الهوتي
 







 
الهوتي is on a distinguished road
افتراضي رد : اصل البلوش بين التعريب والتفريس

تكثر النظريات وكلها تحاول أن تسموا إلى الحقيقة الصرفة ، فمن المعلوم أن كل هذه النظريات حول أصل أو أصول القومية البلوشية قد تتشبث بقشة وسط هذه البحر لي إثباتها سواء من النصوص التاريخية أو المعطيات الملموسة ، غير أن البعض قد أخذ يجمع غث وسمين في إثبات إدعاءاته ، سواء من العادات الإنسانية المشتركة والتي هي من المعروف أن الشعوب تشترك به فيما بينها فلا يوجد فالعالم ثقافة لم تتطعم من غيرها ، فمحاولة البعض الربط بأتفه الأشياء لإثبات إدعائهم الباطل وذر الرماد فالعيون في ربط تشابه العادات أو الملامح فكلها لا تثبت أو تدل على شيء يمكن الأخذ به كواقع مسلم بأمره ..



فالذي يأخذ العادات البلوشية ويحاول بشتى السبل أن يربطها بالعربية أو الفارسية أو الهندية وغيرها لا يستطيع أن يثبت شيء بها لكون هذه العادات ليست محصورة فالبلوش وحدهم فقط من مثل : إشعال النار للضيف أو للدافع عن النفس من الوحوش أو الكهانة والعرافة و التشاؤم والانتقام والوفاء بالعهد والغيرة على النساء أو المتاجرة بالعبيد وغيرها فهي ليست محصورة بالعرب أو بالبلوش فلا يمكن بأي حال من الأحوال الأخذ بذلك كدليل فأغلبها ومجملها من الفطرة الإنسانية التي ليس لي الأعراق والأصول دخل بها ، وأن حاول البعض أن يربط بين هذه العادات لوجود عادات أخرى مستوردة من الأقوام المجاورين فلماذا لا ننسب البلوش إليهم ايظاً إذا تشابهت بعض العادات ؟!



ومثال على ذلك ما قد ذكره العلامة المقدسي البشاري في كتابه
( أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ) :

(( في أهل مكران غَباً ! ، ألوانهم سمرة و لسانهم وحش ، يلبسون القراطق ويسبلون الشعور و يشققون الآذان مثل الهند ، وأكثر نواحي الإقليم على ما ذكرنا )) . صــ393 أحسن التقاسيم .


فهل على هذه النص أن ننسب البلوش إلى الهند لمجرد مظهرهم في إسبال شعورهم ولبسهم القراطق ويشققون الآذن مثل أهل الهند فهل هم من أصل هندي ؟


وغيره في الانتشار الكبير الواضح لأسماء مثل
( مراد و شوكت وحكمت وغيرها ) بين البلوش وخصوصاً في بلوشستان الغربية في حين أن هذه الأسماء لا ينافسهم فيها سوى الأتراك بنفس مستوى انتشارها فهل البلوش من أصل تركي ؟



فإن سرنا على هذه المنحى في مذهب هؤلاء القوم فالجواب بنعم ! ، فأن نحن أخذنا بعض نقاط الالتقاء وهي طبيعية تماماً في جميع شعوب العالم فلا نستطيع أن نربط الموروث الثقافي لمجرد تشابه بعضه وهذه يدخلنا إلى مجرى آخر وهو السؤال من هو صاحب السبق في اتخاذ هذه العادات ؟



والغريب أن يحاول بعض الكتاب أن يتمسك بكل ما يجده سواء من عند نفسه أو تحريف مقصود لمقصد أو التمويه بإخفاء بعضه ، فيتحدث صاحب الجوهر المنقوش في تاريخ البلوش في صــ 32 أن البلوش والعرب يشتركون في حرفي الذال والثاء ويستشهد باستعمالها في نواحي بلوشستان الشرقية الشمالية ، فقد غاب عن الكاتب كون هذه اللهجات هي لهجات ملوثة بعناصر أخرى غير بلوشية حيث أن المتعارف عليه والواقع أن أصفى اللهجات وأنقاها وأقلها تأثراً بالمحيط الغير بلوشي هي اللهجة المكرانية والتي لا تحتوي على هذين الحرفين على الإطلاق ولا تنطق أصلاً فاللغة البلوشية فضلاً عن وجودها أساساً .



فأن أردنا أن نفتح هذه الباب فلأولى فتحه على اللغة الفارسية والتي تحتوي على ما لا يقل عن 65% من العربية الصرفة الصافية الغير معجمه فهل بذلك قد أصبح الفرس عرباً ؟!



أم بالأصح أن هذه يرجع إلى تأثير الحكم العربي الإسلامي الطويل للمنطقة والذي قد أدخل معه اللغة العربية كاللغة رسمية للدولة والخلافة وهي لغة الدين الإسلامي ، فلا عجب إذاً إن رأينا بعض الدخائل على لغات الشعوب الإسلامية ومورثها الثقافي ولكن هذه لا يسمح لنا بأي حال من الأحوال أن نلقى وجودها وأن نتبعها بالعروبة لمجرد تشابه بعض الأطر الثقافية والتي هي فالواقع دخيلة تماماً عليها .



ولكي نتوسع في المنحى اللغوي نستعرض الصلات العربية والبلوشية قبل الإسلام وبعده :



حول صلات اللغة البلوشية واللغة العربية :



بلغت اللغة العربية بمداها إلى أقصى الشرق وأقصى الغرب ، أقصى الشرق حتى بلغت مشارف الصين وتعدتها وأقصى الغرب حتى أعالي جبال البرانس وتخطتها .

فقد سايرت لغة العرب بفتوحهم ونشر دعوتهم وتجارتهم وسارت مع الركبان وتغنى بها الحداة ، فسمعها الأغراب عن الأعراب ، فهزمهم الشوق إلى إلى معرفتها ، فأقبلوا عليها حباً يتعلمونها .

خرجت اللغة العربية في أوج ازدهارها مع الفتح الإسلامي المصاحبة له لتغزو وحدها لغات فارس وبلوشستان والسند والهند والعناصر التركية شرقاً ، ثم شمال أفريقيا وقلبها والأندلس وصقلية وجنوب إيطاليا ، فلمست اللغة العربية كل لغة من لغات تلك الديار لمسات تترجح بين التأثير الزهيد والذوبان التام تقريباً .

كما أن العربية تأثرت بأغلب لغات تلك الأمم
(( فما من لغة في الدنيا لم تطعم غيرها ولم تتطعم بغيرها )) .

واللغة التي لا ترفد لغة جافة ضيقة المحيط واهية القدرة ، كما لا يضير لغة تأثرها بجارتها ولم يحط ذلك من قدرها إذا كانت نسبة التأثر محدودة الحاجة إلى بعض الخصائص الأدبية .





الصلات البلوشية و العربية قبل الإسلام :




تعود الصلات العربية البلوشية الحضارية منها إلى عمق التاريخ حيث كانت بلوشستان مركزاً تجارياً مرموقاً في التاريخ القديم ومصدر للكثير من الموارد والصناعات ، حيث كان التجار العرب يستوردون من بلوشستان الأحجار الكريمة كالعقيق والفيروز ومن المعادن المختلفة ومن أهمها النحاس إلى جانب الأسلحة و الملابس والتمور و السكر (الفانيذ والفالوذج) ومختلف الصناعات اليدوية ومن أهمها السجاد البلوشي .

وبالإضافة على ماذكرنا فقد كانت بلوشستان معبر حضارياً وصلت الوصل بين حضارات الشرق والغرب حيث كانت تعد بوابة الدخول إلى السند والهند والصين وكانت بوابة آسيا إلى البحر ، مما جعلها تكون مركزاً تجارياً وملتقى بين تجارة تلك البلدان ، حيث كان منها يصدر الحرير الصيني والعاج والصندل والبهارات الهندية والذهب .

وليس من العجب حينما نقول أن (( العصر النحاسي )) الذي بدء في أراضي بين النهرين كان منشأة بسبب المعادن الموجودة في بلوشستان لماذا ؟

ذلك ان النحاس مفقود فيما بين النهرين المسمى بالعصر النحاسي لكن هذا المعدن متوفر في مناجم بلوشستان حيث يتم استخراجه من منطقة (نصرت آباد) حتى (جابهار)(بندر تيز) وكان يرسل عن طريق بحر سومر ومدن يور ( أور ) .



غير أن أول لقاء مباشر بين الشعبين العربي البلوشي قد سجله التاريخ يعود إلى ( 300ق.م ) عن طريق هجرة نفر من العرب
( سليمة بن مالك بن فهم الأزدي ) إلى كرمان (منطقة بلوشية ) هارب من أهله ولاجئاً عن إلى أرض البلوش وكما يحكي التاريخ بعدما قتل أباه مالكاً خطاً وقد ذكر ذلك سرحان بن سعيد الازكوي في كتابه ( كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة ) ، وقد خلف سليمة هذه عشرة أبناء له في كرمان وقد أطلق عليهم العرب (( القفس أو القفص)) بينما أطلق عليهم البلوش والفرس أسم (( kuch )) وجمعهم ((kuchan )) وتعنى الكلمة البدو الرحل المتنقلين ، غير أنه هؤلاء لم يكن لهم تأثير يذكر لقلة عددهم بالنسبة إلى السكان الأصليين البلوش وغيرهم مما جعلهم ينغلقون على أنفسهم وأخذوا يتحدثون لغات الأقوام المحيطة بهم من البلوش والفرس .






الصلات البلوشية و العربية بعد الإسلام :





يرجع السبب الأول للاتصال إلى الفتح الإسلامي العربي لأرض بلوشستان وحكمها ، وقد اعتنق الشعب البلوشي الإسلام مختارين تخلصاً من المظالم التي اصطلوا بنيرانها قبل الإسلام ، فتسابقوا إلى تعلم العربية على أنها لغة الدين والحكم وقد ازداد الاختلاط في زمان العباسيين ، غير ان التأثير العربي في اللغة البلوشية إن قارنا ما بينها وبين جيرانها من اللغات المحيطة في المنطقة لوجدنا أن التأثير العربي قد جاء بشكل أقل أمام اللغة البلوشية ويعد الأثر العربي الأول في اللغة البلوشية هو تغيير الخط البلوشي العسير المقتبس عن الآرامية (والتي تحدثنا عنها سابقاً) إلى الخط العربي السهل ، فنراهم يغيرون الألف باء البلوشية بألف باء عربية ، مضيفين لها تسعة أحرف فقط لم يكن رسمها موجودا في العربية لعدم وجود نطقها عندهم ، فرسموا بشكل مناسب للحروف العربة القريبة النطق منها فكتبوا (( pa )) باء بثلاث نقاط (( پ)) و ((che)) جيماً بثلاث نقاط ((چ)) ومثلها ((ja)) ((ژ)) ، ووضعوا خطاً آخر فوق الكاف العربية فرسموه((ga)) ((گ)) .. الخ .

وهذه يدل على انتقال الألف باء العربية انتقل إليهم تمه بعد مرحلة التنقيط أي ف القرن الهجري الأول .


وقد أدخلت اللغة العربية حروف دخيلة على اللغة البلوشية وهي :


(( ث-ج-ح- ذ- ص- ض- ط- ظ-ع-غ- ق-)) وتنطق هذه الأحرف بما يلائم مخارج الحروف في اللغة البلوشية ، فالحاء ينطقونها هاء والطاء تاء والصاد سين والقاف كاف والعين بين الألف والواو ... .


وبينما تختلف اللغة البلوشية بي حروفها عن العربية وتتميز بها على الأبجدية العربية بي :

(( َ taّ-dalّ- pa-che -ga- ّje - ow- eh -uo)) .


والأثر الثاني هو دخول القرآن والإسلام قلوبهم بما في ذلك مفرداتها كالحج والزكاة والفرض والسنة وأركان الإسلام وسائر المصطلحات التي يجب أن يعرفها المسلم ، والأثر الثالث هو دخول الافاظ العربية عن طريق اللغة الفارسية والتي اقتبست أكثر من 60% من مفرداتها من اللغة العربية ، وجدير بالملاحظة أن أغلب الافاظ العربية التي دخلت اللغة البلوشية قد بدلت على أساس غنى المفردات في اللغة البلوشية ولها مرادف على الأغلب في اللغة البلوشية .

والخلاصة أنه لا يمكن القول أن هناك لحظات صدامية، بين اللغتين البلوشية والعربية تاريخياً.


السبب يعود إلى عدم التكافؤ عملياً. فاللغة البلوشية تختلف في جذورها وأصولها عن بنية اللغة العربية بطبيعتها العربية تنتمي إلى السامية، وهي تتمتع بخصائص باقي فروعها أما البلوشية فتنتمي إلى عائلة اللغات الهندو ـ أوربية((ولا اقصد بذلك انها هندية او اوروبيه بل أنها تقع بين محيط اللغات التي تبدأ من الهند وتنتهي بي أوروبا كما أشرت سابقاً ))
وترجع في جذورها القديمة والعريقة إلى البلوشية كاللغة مستقلة بذاتها .

وتختلف اللغتان الواحدة عن الأخرى من حيث التركيبة البنيوية. البلوشية هي من اللغات التركيبية وأقصد بذلك أنها تعتمد على جذر الفعل، فعندما نريد اشتقاق الكلمات، أو نزيد في اللغة النظمية، نرتكز على اضافة السوابق واللواحق، أو اضافة صفة واسم، أو اسم واسم، أو اسم وفعل، باضافة لاحقة أو كلمة، وهكذا دواليك. وهذا ما يعطيها مرونة كبيرة.

أما العربية فاشتقاقية، ثمة مصادر يتم الاشتقاق منها. وهذا جعل العربية والبلوشية في طريقين مختلفين. لذا كان من الصعوبة بمكان ذوبان البلوشية في العربية، بخلاف اللغات واللهجات القديمة السامية، كالنبطية والقبطية المصرية القديمة والحبشية التي ذابت في اللغة العربية، بمجرد دخول أهلها في الاسلام، والسبب هو أن أصول هذه اللغات قريبة من بعضها البعض، وخصوصاً في بنيتها القاعدية، مقارنة مع اللغة العربية.

أما البلوشية فظلت محافظة على خصوصيتها كبقية اللغات الهندو أوربية، رغم طول الفترة التاريخية التي عايش فيها البلوش الاسلام؛ مع مجيء الاسلام، كان من المفروض على البلوش كبقية الشعوب غير العربية التي طاولها الفتح الاسلامي أن يمارسوا عباداتهم باللغة العربية، لغة القرآن، ويتعلموها. لكن اللغة البلوشية ظلت لغة الحديث اليومي الشفهي، وحافظت على أصالتها رغم أن الدراسات والبحوث لم تجر حولها كي تتطور وتتقدم.


و ثمة تأثير ملحوظ للغة العربية على اللغة البلوشية من خلال الاسلام، فالعربية التي اكتسبت طابع القداسة بوصفها لغة القرآن والصلاة، أثرت تأثيراً سلبياً على لغات الشعوب المجاورة للعرب وثقافاتهم، سواء بالنسبة للشعب البلوشي أو الفارسي أو التركي. وتراجع اللغة البلوشة بدأ بعد دخول اللغة العربية عن طرق الإسلام إلى بلاد البلوش، وبدأ اندلاع التقابل التاريخي بين الثقافتين البلوشية والعربية. فالشعوب غير العربية خرجت من هذه الحرب خاسرة، والدليل على ذلك أن غالبية الأسماء التي ساهمت في انتاج الحضارة الاسلامية هي أسماء غير عربية، سواء على مستوى التاريخ أو الشعر أو العلوم.

و المأزق الآخر الذي تعرضت له اللغة البلوشية هو ضياع الأبجدية البلوشية (أضع الأبجدية البلوشية بين قوسين) وتكريس الحرف العربي لكتابة اللغة البلوشية.

ومع ذلك استطاع البلوش مقاومة هذا التأثير المدمر، والحفاظ على جذور هذه اللغة من الانقراض.


ولقد حافظت البلوشية على أصالتها رغم كل الظروف التي ذكرت إلا أنه لم تكن هناك (( عدى الكتابات الحجرية والنقوش والتصاوير قبل 3000ق.م )) أبجدية خاصة فقط بالبلوش تكتب بها اللغة البلوشية قبل الاسلام. لذا ربما نكون مجحفين إذا قلنا: جاء الاسلام وضيّع ـ تحت تأثيره ـ الأبجدية البلوشية. فاللغة البلوشية كانت تكتب بالآرامية، وقبل ذلك بالنقوش البلوشية .


وحتى اللغات الفارسية القديمة كانت تكتب بالأبجدية الآرامية والميدية والأفستية. الآرامية هي جذور كل اللغات السامية. والأبجدية الآرامية حلت محلها الأبجدية العربية المسماة النبطية. البلوش، الأكراد و الفرس والطاجيك والتركمان أي الشعوب الهندو ـ أوربية، كتبوا بلغاتهم القومية، لكن بالأبجدية الآرامية، وكلن منهم على طريقته الخاصة المميزة .






تقول الأسطوره : " لو كان الملك عارياً ...
فأن الناس جميعاً .... يعتقدون أنه يرتدي أبها الحلل !



وهذه ما ينطبق تماماً على ما يفعله ناشروا هذه الباطل فبعدما زوروا التاريخ في كتبهم الصفراء بحبر الكذب والتزييف أخذوا في الإلصاق أسماء القبائل البلوشية بأقرب الأسماء لها بين القبائل العربية رامين بعرض الحائط ذكر الأدلة والبراهين والروايات التاريخية لإثبات مزاعمهم الشنيعة ، فمثلاُ قيل أن أسم قبيلة "هوت" البلوشية هي فالأصل قبيلة "هود الجذامية" أو كما يزعم البعض "الحوت" ثم على حد زعمهم قد حرفت إلى " هوت " والواقع مناقض لذلك تماماُ حيث لم يذكر بهجرة هذه القبيلة أو تلك إلى ديار البلوش وغيره قبيلة " الماري " البلوشية إلى قبيلة "بني مرة" العربية و قبيلة "الاشار" إلى الشاري و " البراهوئي" إلى الإبراهيمي أو وادي برهوت في اليمن ، وغيرها من التزوير والتحريف ، فجميع هذه القبائل هي قبائل بلوشية بأسمائها البلوشية والتي لم تذكر في تاريخ بلوشستان بغير هذه الأسماء ولا يوجد سند تاريخي واحد يذكر هجرة هذه القبائل العربية إلى بلوشستان فضلاً عن تغيير أسمائها واللعب بها والذي هو في الواقع يناقض المنطق في أن من المفترض إحتفاضها بأسمائها العربية في حين أنى نرى العديد من القبائل العربية قد أحتفضت بأسمائها ولغتها كما في الأهواز ، وأسمائها فقط كما في السند كمثال قبيلة القرشي العربية في السند ، فلا يوجد أي مبرر لتحويل أسماء هذه القبائل هذه أن صحت نسبتها إلى العرب في حين أن بعض هذه القبائل موجودة منذ أقدم العصور كقبيلة البراهوئي وقبائل أخرى وهي عبارة عن اتحاد لعدة قبائل اتخذت أسمها من أسم أرضها كقبيلة الاشار .



وإن وجدنا قبيلة بين قبائل البلوش تحمل أسما عربياً وتجمع بالتواتر بهجرتها من بلاد العرب ويكون هذه مثبتاً في المراجع التاريخية الموثقة لما ترددنا لحظة في إعلان عروبتها رغم أخذها للغة البلوشية و أستبلشت إن صح التعبير بين البلوش الأصليين أصحاب هذه الأرض ، فإن كان مقياس العروبة هو هجرة الأعراب إلى بقعة ما فكان من الأولى أن نأخذ البلاد المحاذية لهم جغرافياً في حين أن بلوشستان ليس لديها أية حدود برية مشتركة مع الوطن العربي مع أن فارس مثلاً وأعني بذلك إيران تشترك بحدود مع الوطن العربي ولها تاريخ طويل مشترك مع العرب سواء قبل الإسلام أو بعده وفيها ما لا يقل عن أكثر من 6 إلى 8 ملايين من العرب في فارس وحدها عدى إقليمهم خوزستان أو الأهواز مع إحتفاضهم بأسمائهم ولغتهم وثقافتهم وأطر عيشهم العربية فرغم السيطرة الفارسية المطلقة و عيشهم في نفس ظروف البلوش لم يمنعهم بتمسك بلغتهم وأصولهم العربية ، وعندنا أيضا بلدان عربية منفصلة جغرافياً عن الوطن العربي كالصومال وجزر القمر مثلاً رغم محيطهم الأفريقي الغير عربي لم يضع أصولهم العربية وانتمائهم العربي ، فكل مبرر يساق على البلوش في هذه المنحى باطل تماماً وعاري من الصحة والمنطقية حتى عدى عدم ثبوته بالأدلة وذكره بالمراجع التاريخية أساساً .



و إن نحن أردنا أن نبحث عن أصول البلوش في المراجع العربية القديمة سنجد إشارات غير مباشرة على الخصائص القومية للبلوش وعن ملامح لتاريخهم وأصولهم العرقية غير أننا لا نجد أشارة لا من بعيد أو من قريب على عروبة البلوش أو حتى على تحدثهم اللغة العربية إن كانوا هم فعلاً من أصول عربية ولا يوجد أي مبرر كما أسلفنا سابقاً على تخليهم عن اللغة العربية فأن نحن أعطيناهم مبرر السيطرة الفارسية وفرض اللغة الفارسية ، فأولاً لا نجد البلوش يتحدثون اللغة الفارسية إن كانت اللغة الفارسية مفروضة عليهم وثانياً عندنا نموذج العرب في خوزستان والأهواز فرغم السيطرة الفارسية ومعايشتهم نفس الظروف البلوشية غير أنهم ظلوا متمسكين بلغتهم العربية وهويتهم العربية وأسمائهم وأسماء قبائلهم العربية بل حتى نجد عرباً في العمق الفارسي ما زالوا متمسكين بعروبتهم ، أو هل نقول أن البلوش جبناء كي يتخلوا عن هويتهم القومية ولغتهم خوفاً من الفرس مثلاً ؟!





فلو كان البلوش من أصول عربيه أو فارسيه أو هندية مثلاً لكان البلوش يتحدثون أحد هذه اللغات لكونها اللغات القومية لهذه الشعوب وقريبة من البلاد البلوشية فلا يوجد أي مبرر يبرر عدم تحدث البلوش بأحد هذه اللغات
غير انه الواقع معاكس لأنه البلوش لا يتحدثون أي من هذه اللغات وإنما اللغة التي يتحدثون بها هي البلوشية ولم يذكر في أي مرجع تاريخي أو جغرافي أن البلوش كانوا يتحدثون بغير اللغة البلوشية بل إن جميع المراجع أشارت بوضوح إلى أن اللغة القومية للشعب البلوشي هي البلوشية لا غير .




وإن أردنا البحث عن النصوص التاريخية في المراجع العربية التي تذكر اللغة البلوشية فسنجد إحدى أقدم المراجع العربية الجغرافية والذي يعتبر مصدراً لعدة كتب قد كتبت من بعده إلا وهو المقدسي والذي كتب كتابه في القرن التاسع الميلادي الثالث الهجري أي قبل الف عام من الان انه لغة البلوش هي البلوشيه وليست الفارسيه او العربيه أو غيرها وسبقه جميع المؤرخين الذين تحدثوا عن البلوش وموطنهم ..


لقد ذكر المقدسي اللغة البلوشية في كتابه :


(أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ) :


بأن أهل مدينة بنجكور ( مدينة بلوشيه معروفه ) لسانهم بلوصي ( تعريب لكلمة بلوجي ) وكذلك قال في مقام آخر بأن ( لسان الرستاق والبلوص غير مفهوم لدينا ) :




1- هذه يدل على أن البلوش لا يتحدثون باللغة الفارسية أو الهندية أو العربية أو غيرها بل بلغتهم البلوشية الصرفة.

2- الذين يفهمون اللغة العربية والفارسية لا يستطيعون فهم اللغة البلوشية وهذه يدل على البعد اللغوي بين هذه اللغات .


3- تسقط أمام هذه النص التاريخي جميع المزاعم التي تذكر بأن البلوش تخلوا عن لغتهم العربية بسبب الفرس لئن هذه النص قد كتب أثناء الحكم العربي لي بلوشستان .

4-هذه الأثر التاريخي قد كتب قبل ألف عام من الآن وهذه يدل على انه البلوش لم يتأثروا لا باللغة الفارسية أو لغة الحكم الإسلامي العربية .

5- تمسك البلوش بلغتهم القومية ومحا فضتهم عليه طوال آلاف السنين وتتابع القرون رغم جميع الهجمات البربرية والغزوات الخارجية .


وللأشارة بأن النص المقدسي قد كتب أثناء الحكم العربي لبلوشستان ، ويثبت النص كون اللغة البلوشية هي لغة البلوش حتى اثناء الحكم العربي ، فهذه يدحض جميع الافترائات التي تزعم تخلى البلوش عن لغتهم بسبب الفرس او غيرهم لكون المبرر قد فقد بكون البلوش تحت الحكم العربي ومع ذلك لغتهم القومية هي البلوشية ..


لقد ذكر الرحاله المشهور ماركو بولو في مذكراته ورحلاته حين عودته من الصين وعبوره بلوشستان حوالي 1284 ـــ مـ 1288 يقول فيها:



( بلوشستان ولاية ملكية يحكمها ملك , يتحدث الاهالي هنالك باللغة تسمى اللغه البلوشية , اكثرهم مسلمون كما يوجد عدد من عبدة الاوثان , ويعيش هؤلاء الناس على التجارة والصناعه ويملكون الرز والقمح بكثرة غذائهم الارز والحليب واللحم , سفن تجارية عديدة ترسو هنالك وبضائع كثير ترسل برآ وتصدر الى مناطق مختلفة ) :


1- أن بلوشستان لم تكن تابعة لأي دولة بل مستقلة وحكمها ملكي ويحكمها ملك من قبل الشعب .

2- تحدث الشعب في هذه المملكة (بلوشستان) بلغته البلوشية وهي اللغة الرسمية القومية لدى الشعب البلوشي .

3- الدين الاسلامي هو الدين الرسمي مع وجود أقليات أخرى .

4- مكانة مملكة بلوشستان التجارية ، وموارد الشعب البلوشي على التجارة والصناعة والموارد الزراعية من القمح والأرز وغيرها من المحاصيل ، كون بلوشستان ملتقى حضاري وتجاري وساحلها ميناء لي إيستراد ونقل البضائع إلى البلدان الأخرى .



وهكذا يسبح البحاثة القوميون المتعصبون العرب في نزعة توكيدية للذات وإقصائية للآخر وأحياناً توفيقية تلفيقية تفتقد للمنطق وتعوزها الحجة والدليل وتكشف بجلاء عن تعارض واضح مع الحقائق التاريخية وعلوم الآثار و الأنثروبولوجيا واللغات , إن خرافة عروبة البلوش للأكراد في ليس لها ما يدعمها من الناحية العلمية أو الواقعية لأنه وإذا كان الوجود التاريخي للعرب بهذا القدم السرمدي فأين هي آثارهم ومعابدهم وتماثيلهم ؟ وأين هي قلاعهم وحصونهم وقصورهم ؟ وإذ لا يوجد شئ من ذلك تتهاوى دعواهم وتضحي أقوالهم بلا دليل , فالدال يدل علي المدلول أو كما يقول العرب : الأثر يدل علي البعير !!!




فبالعكس إن نحن نسبنا البلوش إلى العرب فهذه ليعد أكبر أهانه للبلوش من حيث أنهم لن يخرجوا من ثلاثة حالات لا رابع لها وهي :


1- كون البلوش أنذال خسيسين لكي ينسوا أصلهم ولغتهم العربية !

2-البلوش جبناء خوفاً من الفرس وبطشهم أن تحدثوا بلغتهم العربية وتمسكوا بأصلهم العربي !

3-البلوش لا أصل لهم فينتسبون إلى كل من قد عاشوا في ظله !


فهل البلوش كذلك ؟!


لأنهم لن يخرجوا أن نسبناهم إلى العرب من هذه الأوجه الثلاثة



1- لا يوجد مصدر تاريخي موثق واحد يؤصل ويقر بعروبة البلوش

2- و إيظآ لا يوجد مصدر يقرر أن البلوش والقفس من أصل واحد

3-لا يوجد مصدر أو دليل واحد يؤكد أن البلوش كانوا يتحدثون باالعربيه قبل البلوشية

4- كما لايوجد مصدر أو دليل أن يذكر أن البلوش كانوا يتحدثون بغير اللغة البلوشية

5- لايوجد مصدر يذكر أن البلوش قد أخترعوا هذه اللغة أوهم أقتبسوها من شعب آخر

6- لا يوجد شعب وقومية في العالم غير البلوش يتحدث بهذه اللغة البلوشية

7-وليس هنالك مصدر يذكر أن هذه الأرض (( بلوشستان )) كان بها شعب غير الشعب البلوشي
الهوتي غير متواجد حالياً