عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-03-2008, 12:19 AM
الصورة الرمزية هريري
هريري هريري غير متواجد حالياً

شاعر
 






هريري is on a distinguished road
افتراضي نصائح وحكم نادره من تراثنا العربي _ 3

[align=center]
السلام عليكم

من لا إخوانَ لهُ فلا أهلَ لهُ، ومن لا أولاد لهُ فلا ذكر لهُ،
ومن لا عقلَ لهُ فلا دنيا لهُ ولا آخرة، ومن لا مال لهُ فلا شيء لهُ.

الفقر مجمعة للبلايا

والفقرُ داعيةٌ إلى صاحبهِ مقتَ الناسِ، وهو مسلبةٌ للعقلِ والمروءةِ،
مذهبةٌ للعلمِ والأدبِ، ومعدنٌ للتهمةِ، ومجمعةٌ للبلايا.
ومن نزل به الفقرُ والفاقةُ لم يجد بُدّاً من تركِ الحياءِ،
ومن ذهب حياؤهُ ذهبَ سرورهُ، ومن ذهبَ سرورهُ مقتَ،
ومن مقتَ أو ذي، ومن أوذي خزنَ، ومن حزنَ فقد ذهبَ
عقلهُ واستنكرَ حفظُهُ وفهمهُ.
ومن أصيبَ في عقله وفهمهِ وحفظهِ كان أكثر قولهِ وعملهِ
فيما يكون عليك لا لهُ.
فإذا افتقر الرجلُ اتهمهُ من كان له مؤتمناً، وأساء به الظن
من كان يظن به حسناً، فإذا أذنب غيرهُ ظنوهُ وكان للتهمةِ
وسوء الظن موضعاً.
وليس من خلةٍ هي للغني مدحٌ إلا هي للفقيرٍ عيبٌ،
فإن كانَ شجاعاً سمي أهوج، وإن كانَ جواداً سمي مفسداً
وإن كان حليماً سمي ضعيفاً، وإن كان وقوراً سمي بليداً،
وإن كان لسناً سمي مهذاراً، وإن كان صموتاً سمي عيياً.

وقيل في أشياء ليس لها ثباتٌ ولا بقاءٌ: ظل الغمامِ،
وخلة الأشرارِ، وعشق النساء، والنبأ الكاذبُ، والمالُ الكثيرُ.
وليس يفرحُ العاقلُ بالمالِ الكثير، ولا يحزنهُ قلتهُ.
ولكن مالهُ عقلهُ وما قدم من صالحِ عملهِ.

ذلل نفسك على الصبر

ذلل نفسك بالصبر على جار السوء، وعشيرِ السوء،
وجليسِ السوء. فإنّ ذلك مما لا يكادُ يخطئُكَ.
واعلم أن الصبر صبرانِ: صبرُ المرءِ على ما يكرهُ، وصبرهُ عما يحب.
والصبرُ على المكروهِ أكبرهما وأشبههما أن يكون صاحبهُ مضطراً.
واعلم أن اللئامَ أصبر أجساداً، وأنّ الكرامَ هم أصبرُ نفوساً.
وليس الصبرُ الممدوحُ بأن يكون جلد الرجلُ وقاحاً على الضربِ،
أو رجلهُ قويةً على المشي، أو يدهُ قويةً على العملِ.
فإنما هذا من صفات الحميرِ.
ولكن الصبر الممدوحَ أن يكونَ للنفسِ غلوباً، وللأمورِ محتملاً،
وفي الضراء متجملاً، و لنفسهِ عند الرأي والحفاظِ مرتبطاً
وللحزمِ مؤثراً، وللهوى تاركاً، وللمشقةِ التي يرجو حسن
عاقبتها مستخفاً، وعلى مجاهدةِ الأهواء والشهواتِ مواظباً،
ولبصيرتهِ بعزمهِ منفذاً.

حبب العلم إلى نفسك

حبب إلى نفسك العلمَ حتى تلزمهُ وتألفهُ،
ويكونَ هو لهوكَ ولذتكَ وسلوتكَ وبلغتكَ.
واعلم أن العلم علمانِ: علمٌ للمنافعِ، وعلم لتذكيةِ العقولِ.
وأفشى العلمينِ وأحراهُما أن ينشطَ لهُ صاحبهُ من غيرِ
أن يُحض عليه علمُ المنافعِ. وللعلمِ الذي هو ذكاءُ العقولِ
وصقالُها وجلاؤها فضيلةُ منزلةٍ عند أهلِ الفضيلةِ والألبابِ.
في السخاء كمال الجود والكرم

عوّد نفسكَ السخاءَ.

واعلم أنه سخاءان: سخاوةُ نفسِ الرجلِ بما في يديه،
وسخاوتهُ عما في أيدي الناسِ. وسخاوةُ نفسِ الرجلِ
بما في يديهِ أكثرهما وأقربهما من أن تدخل فيه المفاخرةُ.
وتركهُ ما في أيدي الناسِ أمحضُ في التكرمِ وأبرأ من الدنسِ وأنزهُ.
فإن هو جمعهما فبذلَ وعف فقدِ استكمل الجودَ والكرمَ.
لا تكن حسوداً
ليكن مما تصرفُ به الأذى والعذابَ عن نفسكَ ألا تكونَ حسوداً.
فإن الحسد خلقٌ لئيمٌ. ومن لؤمهِ أنهُ موكلٌ بالأدنى فالأدنى
من الأقاربِ والأكفاء والمعارفِ والخُلطاء والإخوانِ.
فليكن ما تُعاملُ به الحسد أن تعلم أن خير ما تكونُ حينَ تكونُ
مع من هو خيرٌ منكَ، وأن غنماً حسناً لكَ أن يكونَ عشيرُكَ
وخليطُكَ أفضل منكَ في العلمِ، فتقتبسَ من علمهِ،
وأفضلَ منكَ في القوة، فيدفع عنكَ بقوتهِ،
وأفضلَ منكَ في المالِ، فتفيد من مالهِ، وأفضل منكَ
في الجاهِ، فتصيبَ حاجتكَ بجاههِ، وأفضلَ منكَ في الدينِ،
فتزداد صلاحاً بصلاحهِ.

كيف تعامل عدوك

ليكن مما تنظرُ فيه من أمرِ عدوكَ وحاسدكَ أن تعلمَ أنهُ
لا ينفعكَ أن تخبر عدوكَ وحاسدكَ أنكَ لهُ عدو، فتنذرهُ
بنفسك وتؤذنهُ بحربكَ قبل الإعداد والفرصةِ، فتحملهُ
على التسلحِ لكَ، وتوقد نارهُ عليكَ.
واعلم أنه أعظمُ لخطركَ أن يرى عدوكَ أنكَ لا تتخذهُ
عدواً فإن ذلك غرةٌ لهُ وسبيلٌ لكَ إلى القدرةِ عليهِ.
فإن أنتَ قدرتَ واستطعتَ اغتفارِ العداوةِ عن أي
تكافئ بها فهنالكَ استكملتَ عظيم الخطرِ.

..
.
الادب الصغير والادب الكبير لابن المقفع

يتبع ان شا الله

شكرا
[/align]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

---
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس