[عذبة الاوصاف]

سمـــــــــــر الشامســــي : درست السياسة من أجل الفن


تؤكد المعمارية والفنانة التشكيلية سمر الشامسي دائما أنها لا تسعى لجوائز أو ألقاب، ومع ذلك حصدت العديد منها، فقد كانت أصغر عربية تحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة إكسفورد، وأول إماراتية تنال جائزة التميز في الفنون من اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التميز العنصري . الشامسي اختارتها أيضاً دورية why not الأمريكية واحدة من أنجح عشر سيدات أعمال على مستوى العالم في عام 2009 . عن هذه الجوانب وغيرها، يدور الحوار معها .

درست الفن التشكيلي ثم الهندسة المعمارية وأخيراً العلوم السياسية وكلها مجالات متباعدة، فلماذا؟


- الهندسة المعمارية والفن التشكيلي متقاربان، لكن العلوم السياسية قد يراها البعض بعيدة عنها، لكن أعتقد أن السياسة كلها فن، خاصة أنني أدرسها كطريقة فنية للتعامل مع لوحاتي وجمهوري، لجعل تصرفاتي وردود أفعالي كلها منهجية، فقديماً كان تعريف السياسة تسبقه كلمة فن، لكن الآن حلت محلها كلمة علم، لكن أنا لا أرى نفسي سياسية بالمعنى المفهوم لدى الناس .


ماذا عن أولى خطواتك الفنية؟


- بدأت أرسم منذ كنت طفلة تأثراً بوالدي، رحمة الله عليه، فقد كان يهوى الرسم ويتقنه كذلك الحال بالنسبة لأخي، أي من الممكن القول إنني نشأت وسط عائلة فنية .


لك لوحات خاصة بالساسة، فعلى أي أساس كنت تختارين صاحب اللوحة؟


- أول بورتريه رسمته كان للشيخ زايد آل نهيان، رحمة الله عليه، تأثراً بدوره في حياتنا، لكن رسمي للبقية لم يكن عن قصد، فعندما أقمت أحد معارضي في باريس جاءتني فكرة رسم الرئيس الفرنسي الأسبق جال شيراك، وأي لوحة بعدها كانت بناء على طلب جهات مسؤولة أو سفارات .


تهتمين أيضاً ببعض القضايا الإنسانية مثل هموم المرأة والطفل في لوحاتك، فما الذي دفعك لهذا؟


- أنا أهتم بالإنسان بوجه عام في أي مكان وأي زمان، وعندما يلفت انتباهي موقف معين أعبر عنه فوراً بريشتي، فهي سلاحي الأهم لإيصال أفكاري، وكثيرا ما يلفت انتباهي قضايا الفقر والعنف ضد الطفل،وحرية المرأة في زمن العولمة، وأتمنى أن أقدم عملاً تدافع المرأة من خلاله عن حقوقها بكل قوة وفراسة .


للخط العربي مكانة وسط لوحاتك، لماذا؟


- الخط العربي هو رمز لهويتنا التي يجب أن نعتز بها، وأنا فنانة تشكيلية عربية أحب أن أنشر ثقافتي وفني بلغتي التي أحبها وأقدرها، لذلك أحرص على أن يكون وسط كل لوحة حتى لو كانت لرئيس دولة أجنبية حروف من الخط العربي حتى يكون لي بصمتي الخاصة عليها، وفي الوقت نفسه يعرف العالم كله أن صاحب اللوحة فنان عربي .


حصلت على العديد من الجوائز، فما أقربها لقلبك؟


- كل جوائزي أعتز بها كثيراً، لأنها تقدير لمجهود وأعمال قدمتها بكل طاقتي كما أنها تكون باسم الإمارات، مثلاً حصلت على جائزة التميز في الفنون من اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز العنصري، وأنا فخورة جداً بهذا التكريم لأنه جاء من منظمة عالمية غير حكومية، تناهض من أجل قضية كافحت من أجلها شعوب عدة في مختلف أنحاء العالم، وما يزيد فخري بهذا التكريم هو أنني أول إماراتية تحصل عليه، كما حصلت على الدكتوراه الفخرية للمرة الأولى في إدارة الأعمال من جامعة إكسفورد البريطانية، وكنت أصغر عربية تحصل عليها، كما حصلت على الدكتوراه الفخرية الثانية من الجامعة الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا بكاليفورنيا في مجال الهندسة المعمارية وعلى العديد من الجوائز المحلية والعالمية في أكثر من مناسبة، تقديراً لإسهاماتي ونجاحي في إقامة معارض فنية عدة في أكثر من عاصمة عربية وأوربية .


حصلت أيضاً على لقب “فنانة الفورميلا”، فماذا عنه؟


- كنت أول فنانة في العالم تعرض لوحاتها داخل سباقات الفورميلا، وكانت فكرة جميلة ومميزة، خاصة أن هذه الرياضة لها عشاق في كل دول العالم، ودائماً أبحث عن التميز والتغيير . إضافة إلى لوحات المعرض والسباق أهديت المالك الحصري للفورميلا بيرني إيكليستون لوحة، وكانت عبارة عن “بورتريه” له تعلوه خريطة الإمارات ومنقوش بداخلها بالخط العربي .


معظم فناني الإمارات تأثروا بتراث الدولة، فماذا عنك؟


- الموروث الحضاري مملوء بالفنون، نستطيع من خلاله أن ننقل حضارات قديمة إلى الحاضر، فقد فعلها الإنسان القديم حيث نقل لنا حياته الصناعية والمعيشية وكل شيء على الجدران من خلال النحت أو الرسم . والتراث الحضاري في الإمارات حافل بالمشاهد والمناظر الطبيعية والمعمارية التي تحث الفنان على التأثر بها ورسمها،لذلك تأثرنا جميعاً وقدمنا العديد من اللوحات التراثية الجميلة للدولة والشيوخ .