عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2010, 10:00 PM   #2
ابو اسامة الزهراني
موقوف
 







 
ابو اسامة الزهراني is on a distinguished road
افتراضي الشيخ عبدالله السعد وبيان نصرة للعلامة البراك

حفظ الله المحدث العلامة السعد فى ذبه عن العلامه البراك..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله وليِّ الصالحينَ، ولا عدوانَ إلا على الظالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على من أرسله ربُّه رحمةً للعالمينَ، وعلى آله وصحبه أجمعينَ، أما بعدُ...
فَمِنْ سُننِ الله أنْ كانَ الحقُّ والباطلُ في صراعٍ مستمرٍ منذُ فجرِ الإنسانيةِ الأولى، يكونُ فيه للباطلِ أعوانٌ منَ الملأ، كما يكونُ للحقِّ أنصارٌ مِنَ الأولياءِ، بهم تُخْمَدُ نِيرانُ الباطلِ وتُقْطَعُ جَهيزَتُه، ومعهم نورُ الهدى وبهم تقوم شَوْكَتُه، فللَّهِ حياتهم وللهِ مماتهم، اختصَّهم الله بخاصةِ العلمِ فجعلهم صوت حَقٍّ ومنابرَ هُدَى .
ولا شكَّ أنَّ المسلمينَ يعيشون اليوم في حالةٍ مِنَ الضَّعْفِ والهوانِ لا تخفى على مَنْ له أدْنى بصيرةٍ ، حتى عَظُمَ البلاءُ فأصبحنا نُخَرِّبُ بيوتَنا بأيدِينا وأيدي أعدائِنا ، وإنَّ مِنْ أعظمِ ما تعانيه أمَّةٌ مِنَ الأممِ هو أنْ تُبْقَرَ في خاصِرَتِهَا، وَتُنْخَرَ في سَاقِها التي تقومُ عليها ، فتُدَمِّرُ أخلاقَها التي تمثلُ حصانةً للمجتمعِ مِنَ الرذيلةِ والتَّفكُّكِ والانحلالِ ، حتى تغدوَ أمَّةً هشَّةً مُتناثِرةً مِنْ داخلها يسهلُ على أعدائها افتراسُها وتمزيقُها.
لقد ابْتُلِينَا - والله المستعانُ - بِثُلَّةٍ مِنَ المنافقينَ هَمُّهُمُ التَّضْلِيلُ، ودَيْدَنُهُمُ التَّلْبِيسُ على الناسِ، ولَيْتَهُمْ - إِذْ لم يُسَارِعُوا إلى الخيراتِ - امْتَنَعُوا عَنْ تأْجِيجِ الفتنةِ ونشرِ الرذيلةِ، ومنها استغلالُ المرأةِ بإِيقَاعِهَا في دركاتِ الاختلاطِ بالرِّجَالِ الأجانبِ، فيُجَرِّدُونَهَا مِنَ الحياءِ والعِفَّةِ، ويجعلونها للناسِ فتنةً، أولئكَ أربابُ القنواتِ الفضائيَّةِ والصُّحُفِ غيرِ النَّقِيَّةِ التي قَضَتْ على الحياءِ أوْ كادتْ ، واستعْبَدَتِ الناسَ بشَاشَاتِهَا وما تَوَانَتْ ، فَتَنَتِ النَّاسَ في أنفسِهم وأُسَرِهم وبُيُوتهم ، وأيُّ فِتْنَةٍ أعظمُ مِنْ أنْ يُفْتَنَ المرءُ في عُقْرِ دارِه ويُحَارَبُ في نفسِه وأهلِه وولدِه ! لم يراعوا في هذا إلاًّ ولا ذِمَّةً ، ولمْ يَقُمْ في قلوبهم خوفٌ مِنَ اللهِ فَيُوقِظُ غفْلَتَهم ، أوْ حياءٌ مِنَ الخلقِ فَيَكُفُّوا عَنِ المسلمينَ أذيَّتَهُمْ وَشَرَّهُمْ .
اسْتَغَلُّوا المرأةَ فجرَّدُوها مِنَ الحياءِ والعِفَّةِ، وعَرَضُوهَا فِتْنَةً للنَّاسِ تُبْدِي لهم مفاتِنَها وتَدْعُوهُمْ للافتِتَانِ بها ، وَأَرَوْهُمُ الكأْسَ مُبَهْرَجًا فأَغَرَوْا الغرَّ بِشُرْبِهِ ، وبَهْرَجُوا لهم طريقَ الجريمةِ والاعتداءِ على النفسِ والعِرْضِ والمالِ؛ فَعَظُمَ شرُّهُمْ واسْتَطَارَ شَرَرُهُمْ .
لقدْ أصبحَ مِنَ الهوانِ الذي تعيشُه نفوسُ أولئكَ أنْ مَجَّدُوا لهم بعضَ الْمُجَّانِ لِيَفْتَتِنَ بهم شبابُ المسلمين وفتياتُهم ، فصنعُوا لهم نجومًا مُظْلِمَةً مُتَفَسِّخَةً تُنَادِي بالويْلِ والثُّبُورِ ؛ حتى تسمَّوْا بأسمائِهم ولَبِسُوا لباسَهم وتشبَّهُوا بأخلاقِهم ، وطافُوا ديارَهم وبكوْا فِرَاقَهم ، و(مَنْ يَهُنْ يَسْهُلُ الْهَوَانُ عَلَيْهِ) .
وإِنِّي حالفٌ بالله إنهم في كَدَرٍ من عيشِهم، وإنْ هَمْلَجَتْ بهم صَوْلَجَانَاتُهُمْ ، فكمْ لشَاشَاتِهِم مِنْ صرِيعٍ في هواه ! وكم لِقَنَواتِهم منْ مَفْتُونٍ في دِينهِ ! فأيُّ حياةٍ يعيشونها وأيُّ نَعِيمٍ يتلذَّذُونَ به ؟ وهُم يُعادُون اللهَ بما يُغْوُونَ به عبادَه ويُؤْذُونَ به أوليَاءَه .
وإنِّي سائِلٌ عُقَلاءَ قَوْمِي أنْ يَتَفَقَدُوا أخْلاقَ بُيُوتِهم ومجتمعاتِهم ، وكيفَ ذهبتِ الرَّحْمةُ مِنْ بيننا فأصبحْنَا بَدَلَ الجسدِ الواحدِ أجسادًا مُتَفَرِّقَةً ، وبدل القلبِ النابضِ قلوبًا مَيْتَةً ، فَقَسَتِ القلوبُ وتنافرَتْ ، وضَعُفَ الوازِعُ الأخلاقِيُّ عندَ شبابنا وبناتِنا إلا مَنْ رَحِمَ اللهُ ، وإنَّنَا مع هذا لنخْشَى أنْ نُؤْخَذَ بجريرَةِ أولئكَ مالم يؤخذْ على أيدِيهم ممنْ ولاهُمُ الله الأمرَ، فإنَّ ما نَشْهَدُهُ مما لم نَرَهُ في سنينَ خلتْ مِنْ تتابُعِ الزَّلازِل وامتناعِ القَطْرِ وغلاءِ الأسْعَارِ وقَسْوةِ القلُوبِ وتنافُرِها لَمُؤْذِنٌ بما هو أكبرُ - نعوذُ بالله مِنْ سَخَطِه وأليمِ عِقَابِه -.
ولعلَّ هذا ماأَقَضَّ مَضْجِعَ بعضِ فُضَلائنِا كصاحبِ الفضيلَةِ الشيخِ/ عبدِ الرَّحمنِ بنِ ناصرٍ البرَّاك أمدَّ الله في عمرِه على طاعته ، وهو مَنْ هو ممنْ حَبَاه الله علمًا وفهمًا ، مِنْ تلكَ البقيَّةِ الباقيَةِ مِنْ أهلِ العلمِ والفضلِ ، نحسبه - والله حسيبه ولا نزكيه على الله تعالى- فلقدْ دعا تِلْكُمُ الثلَّةَ إلى الحقِّ بالحقِّ، وبيَّنَ لهم وبَالَ أمْرِهم لعلَّهم يتَّعِظُونَ ، ولسانُ حالِه ومقالِه: ﴿ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾[1] وما فعلَ ذلك إلا طمعًا منه في صلاحِهم وهدايتِهم ، فليسَ وبالُهم مقصورًا عليهم في خاصَّةِ أنفسِهم ، إنما تعدَّى أمرَهم حتى آذَوُا المسلمينَ في عُقْرِ دورِهم ، ولم يراعُوا في جرمهم حُرْمَةَ زمانٍ أوْ مكانٍ ؛ فكانَ لِزَامًا على مثلِه القيامُ بمثلِ ما قامَ به من النُّصْحِ والتوجيهِ ، فَلَعَمْرُ الحقِّ لقدْ أحسنَ في زمنٍ قلَّ فيه أهلُ الإحسانِ ، ونصح في زمنٍ عَزَّتْ فيه النَّصِيحةُ واسْتَنْسَر الرخَامَ .
وإنَّ مَنْ له قَدْرٌ من العقلِ والدين لَيُقِرُّ بخطرِ فتنةِ اختلاطِ الرجالِ بالنِّساءِ، بلْ وشرِّها على دينِ المسلمِ وهويَّتِه وعربيَّتِه ، وقدْ أجمعَ العقلاءُ على خطرِ شُرْبِ الْمُسْكِرِ والمخدِّرِ وأنَّه مُفْسِدٌ لعقلِ مُتَعاطِيه ومالِه ، وأشدُّ مِنْ ذلكَ جُرْمًا الْمُرَوِّجُ لهذه السمومِ ، ومن المعلومِ أنَّ ضررَها متعلِّقٌ بالمالِ والبدنِ ، أفلا يكونُ الْمُرَوِّجُ لفسادِ مُعْتَقَدَاتِ النَّاسِ وأخلاقِهم وهُوِيَّتِهم - أشَدَّ جُرْمًا وخطرًا ، وأولى بأنْ يُؤْخَذَ على يدِه ويُؤْطَرَ على الحقِّ أطْرًا؟!.
وقد كانَ من المفترضِ أنْ يُقَابَلَ الإحسانُ بالإحسانِ والعرفانِ ، إلا أنَّ هناك من القلوبِ قلوبًا صَدِئَةً لا تنفعُها المواعظُ ، كأنما قدْ طُبِعَ على سمعها وبصرِها فلا تفْهَمُ لغةَ النَّاصِحِ أو الواعظِ ، لها أقلامٌ شَوْهَاءُ كأنما هي أذنابُ الشياطينِ ، وصفحَاتٌ سوْدَاءُ تَلُوكُ فيها أعْرَاضَ الصَّالحينَ ، فأخذت تَقْلِبُ الكلامَ على غيرِ وجْهِه ، وتسْتَدْعِي على الشيخِ الموافِقَ والمخَالِفَ ، وتجلبَ عليه بخيْلِهَا وَرَجِلِهَا فَتُرْعِدُ وتُبْرِقُ وتُجلسُ وتُنجدُ ، ونحنُ نقولُ لفضيلةِ الشيخِ: لنْ تُرَاعَ؛ فقدْ كفاكَ الله شرَّهم بالاستعاذَةِ ، فاسْتَعِذْ بالله مِنْ شرِّهم فإنما هم أذنابُ الشياطِينِ، وقدْ قالَ تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾[2] فهم – والله - إنْ كانَ الله معكَ لأهونُ مِنْ شعرةٍ في بعْرَةٍ ، ولعمْرُ الحقِّ إنَّ في أذيَّتِهم لوجهًا من الإحسانِ لوْ علِمُوه لأخفَوْه ؛ ذلك أنهم يذكِّرون بأنَّ المؤمنَ لا بدَّ أنْ يُبْتلى ويمتحنَ في حياته بأذنابِ قوْمِه ، فشهدوا على أنفسهم أنهم أذنابُ الشياطينِ .
وخِتَامًا فإنَّا نُثَنِّي على ما وجَّهَ به شيخُنَا إلى دُعَاةِ الاختلاطِ ، منْ أنْ يتقُوا الله ، ولْيَعْلَمُوا أنها - وإنْ طابتْ لهم ساعتُهم وسَكِرُوا بغفلتِهم - فإنَّه لا بدَّ لهم مِن اسْتِفَاقَةٍ في آخرَتِهم تَطُولُ معها حسْرَتُهم وتَجِفُّ دمْعَتُهم ، إنْ لم يُبَادِرُوا بالتوبَةِ والإصْلاحِ .
كما أُذَكِّرُ كُلَّ مُسلِمٍ غَيورٍ على أبنائه وبناته وزَوْجِه بأنْ يتَّقِيَ اللهَ فيهم ، وأنْ يُقَاطِعَ القَنَواتِ وَالصُّحُفَ التي تدْعُو إلى نشرِ الشرِّ والفسادِ مُقَاطعةً تامَّةً قبلَ أنْ تَحِلَّ سَاعَةُ النَّدَمِ، وأُذَكِّرُه بأنه مسؤولٌ عمَّنْ تحتَ يدِه، ولا بُدَّ أنْ يُسْأَلَ: أَحَفِظَ أمْ ضَيَّعَ؟ فَلْيَتَّقِ اللهَ فيمَنْ تحتَ يدِه، ولْيَتَّعِظْ الجميعُ بموعظةِ اللهِ التي قالَ فيها سبحانه: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾[3].
كما أَهِيبُ بإخواني مِنْ طُلابِ العِلْمِ أنْ يكونَ لهم وَقْفَةٌ في مُنَاصَرَةِ الشيخِ عبدِ الرَّحمنِ، والذَّبِّ عنه وعنِ الحقِّ الذي نبَّهَ عليْه ، وأنْ يَحْذَرُوا مِنْ تلاعُبِ أصْحَابِ الصُّحُفِ بهم وجَرِّهم إلى تسْفِيهِ أهْلِ العلْمِ والطَّعْنِ في فتَاويِهم، وأُذَكِّرُهم بالميثَاقِ الذي أَخَذَه الله على أهْلِ العلمِ في بيانِ الحقِّ والتكاتُفِ في الدَّعْوةِ إليه بالتي هيَ أحْسَنُ ، وتَبْصِيرِ النَّاسِ بخطرِ هذهِ الأفكارِ على عقيدةِ المسلمِ وسلوكِهِ.
ونحنُ نقولُ لبعضِ أربابِ تِلْكُم الصُّحُفِ مِمَّنْ يُحْسِنُ في بحرِ الإساءَةِ بأنْ يتقيَ الله ، فقدْ كانَ أهلُ النِّفَاقِ يخرجُون مع أصحابِ رسولِ الله إلى الغزو ويحضرُون معه المشاهدَ وهم مُنْغمِسُونَ في النفاقِ ، فما يكتبونه منْ مقالاتٍ نافعةٍ على نُدْرَةٍ أو قِلَّةٍ ، إنما هي كالطُّعْمِ والدَّعْوَةِ لمتابعةِ سِوَاها منْ مقالاتٍ ضارَّةٍ بعقيدةِ المسلمِ وسلوكِه .
فدعوتُنا للجميعِ بأنْ يتَّقُوا الله ، وأنْ يَسْتَفِيقُوا مِنْ غفلتِهم ، وأنْ يُحْيُوا مبدأَ الرَّحْمَةِ والتنَاصُحِ الذي يؤلِّفُهم جسدًا واحدًا في وجْهٍ هذه الحمْلَةِ الممقوتةِ ، وأنْ ينظرَ كلُّ امرئٍ ما قدَّمَتْ يداه، أَخَيْرًا قدَّمَ أمْ شرًّا أعَدَّ ، ثم لْيَكُنْ على يَقينٍ بأنَّ هناكَ مَنْ يحصِي عليه أعمالَه حتى يراها منشورةً أمامَه ، ومِنْ بينها هذه المقالاتُ الظالمةُ التي تهزُّ الفِطْرَةَ وتحارِبُ الفضيلةَ، فلْيَنْظُرِ المسلمُ في أيِّ الكِفَّتينِ يضعها ثم لْيَحْزِمْ أمْرَه ، فإنه سيموتُ وحدَه ، ويُدْفنُ وحدَه ، ويلاقِي ربَّه وحدَه. نسألُ الله الهدايةَ للجميعِ وباللهِ التوفيقُ .

[1] - سورة الأعراف ( 7/ 164 ك).
[2] - سورة الأعراف ( 7/ 200 ك ).
[3] - سورة الإسراء ( 17/ 36 ك ).

عَبْد الله بن عبْد الرَّحمن السَّعْد

يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة ابو اسامة الزهراني ; 05-03-2010 الساعة 10:15 PM.
ابو اسامة الزهراني غير متواجد حالياً