[زهرة الصبار]

ليلة شتاء باردة
امسكت باوراقى القديمة

قرأتها

ذاكرتى ترجع للوراء
عيناي ذهبت الي صندوقى الذهبى
يحمل بعض الصور وخطابات انتهت صلاحيتها من بين يدى
امسكت بالصور .. رأيت اصدقائى
وكانت ايام .. تمنينا أن تدوم

لكن الان .. اين هم؟
ذهبوا وتركوا لنا عواطف لن تهدأ بعد
التقطت الصور .. ذهبت الى حيث توجد تلك الشعلة
أشعلت النيران بها .. لا يوجد من تنتظره
لماذا اذا الاحتفاظ بها .. حرقتها .. جعلتها رمادا
حتى لا تعذب اخرين .. حرقتها
وكأنى احرق جسدى معها .. نيران بقلبى
ولكن .. كان لابد وان تتلاشى

كم اختاروا عدم وجودهم معنا

ذهبت مرة اخرى الى صندوقى
الذى يحمل الكثير والكثير
ذهبت .. الى مكانه
ونظراتى ترتجف .. من خوفى
على مايوجد .. من احلام
اصبحت راقدة .. لم تتحقق بعد
امسكت به بيدى .. انظر الى مايوجد بداخله
وجدت بعض الخطابات .. التى تحمل الوانا ورديه
وبقايا عطر .. وزخارف منقوشة
حينها وجدت عيناي وقعت عليه .. تحاول أن تكتشف ماتوجد من حروف داخلها
فتحتها .. وانا على حذر
كى لا اتفاجأ بهمسات مضت

وأخشي ان اعيشها مرة اخرى

قرأت سطرا يلو الاخر ..لمست ..الحب ..والغدر .. واللقاء والفراق
الحب الذى حملناه على الاعناق
ونقشناه عليه بأقلامنا
التى لا تريد التوقف
كى تعبر عن ما تريد
من أن يضمها الحبيب

الغيرة عندما يرى الهواء يلامس شعرى
عندما يرى ثوبى يذداد جمالا برتدائى له
عندما ينطق لسانى بكلمة حب اليه

ااه من الغيره عذاب وألم
وما أحلى هذا العذاب
لانه يعبر عن مدى حبه لى
وعشقه لقلبى
وتمنيته ان يكون الفارس الذى يأخذنى الى حدائقه التى خلقت فقط كى لا يوجد بها سوانا
يقطف لى زهور الياسمين
بقبولاته التى تزداد بقربى منه
اللقاءّّ جاء الميعاد
وذهبنا الى أنشودة ولحنها من كلماته هو
بدأ بعزف ألحانه على أوتار نبضى
وأصبح عشقنا قصة
ترتل على مسامع البشر
قصة حبى
لم يلمسها من البشر احد
لم يتزوقها سوى أنا وهو فقط
كان اول حرف منه يكمل مسيرتى

لو نظرت امامك ستعلم كم احببتك
وتراها دائما خالدة بأحلامك
تحاول تجرى ورائها .. تذهب بعيدا عنك
تحاول ان تجعلك تعيش اللحظات التى لم تراها الا فى الخيال فقط
بدأت تحاول امساكى ..وأنا اركض
كى لا تصل الى يدى ..وينتهى شوقك لى
ولكن انا ايضا لم استطع البعاد عنك
فتقربت منك ..بدأت يدى تلامس خصلات شعرك
والاخرى تمسك بيداك ..حتى نتعانق
وأصبح كزهرة ..اكتملت اوراقها
كم تندهت ..كم تألمت
وكم أصبحت انتظر
على امل اللقاء
ولكن..حان ميعاد
الفراق واشكوا اليك حالى
حينها .. رفعت يدى الى السماء
كى انادى من بيده ..منع هذه اللحظة
الفراق جاء ..كى ينهى هذه الاسطورة
حضرت الى .. وبلا وعى
اصبح هذا القلب ..يقول لك
بما يحمله ..وبدون وعى منك

بدأت تجرح مايسمى بالقلب

الذى طالما حاولت انت التقرب اليه
قلبى الذى حمل لك اسمى معانى الحب
قلبى الذى تألم من اجل لحظة فراق
قلبى ..رأيت دمائه
ملطخة يديك ..وانت تمسك به
تغرس انيابك به ..حتى يتفتت ويصبح حبيبات من المرمر
تأخذها انت ..كى تضعها بقلادتك
وبعد تلك اللحظة ..ايقنت ان كل ماعشته
مجرد اوهام ..اصطنعتها انا
كى اجعل نفسى ..اعيش الشئ المفقود
بهذا العالم ..الشئ الوحيد الحقيقة به
هو كان لحظة الفراق
تلك الدقائق مرت .. وكأنها الدهر كله
بدأت معها بالعد ..انتظرت نهايتها
انتظرت تنتهى ..وياللحظ
حينها وقفت عقارب ساعة الفراق
وقفت كى انتهى انا .. وأبت هى الانتهاء
وقفت .. كى انهى انا هذه القصة
التى لم تزال غير مكتملة .. ليتها رحلت
وتركتنى ارحل من هذا المكان
الذى شهد اول لقاء بينا
وشهد لحظة الفراق
فاسميت هذا الطريق
طريق الوداع

( زهرة الصبار )