عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-06-2008, 11:30 PM
محمد القفاري العزيزي محمد القفاري العزيزي غير متواجد حالياً
 






محمد القفاري العزيزي is on a distinguished road
Lightbulb مكة في ذاكرة المكان والإنسان والزمان

مكة في ذاكرة المكان والإنسان والزمان
[align=justify]نالت مكة المكرمة من اهتمامات الباحثين والمفكرين والرحالة الكبار والكتاب ماهو دون المكانة التي تنفرد بها عن باقي المدن الأخرى والذي أسفر عنه من المؤلفات والأبحاث والدراسات المتلاحقة كم لا باس به من الأسفار التي استحقت البحث المستفيض لما تعرضوا له في أمور ذات خصوصية دينية وتاريخية واجتماعية تخص مكة على مر التاريخ.. حيث كشفت آثار الإسلام الكبرى وحواضره التي قادت الدنيا إلى سكينة الإيمان وأكدت أهمية المكان لدى المسلمين قاطبة ومدى قيمة هذا الوادي الحضارية والتاريخية منذ اللحظة الأولى التي ولدت فيها أم القرى فأشرعت يومئذ أبوابها في وجه قاصديها ممن عرفتهم وأنست لهم وكيف كانت في زمن الجدب والمحل كما هي في زمن الدعة والرخاء أمـنـاً للملتجئين إليها حيث أن نماءها وحياتها يكمنان في ذلك التجاذب بين الوجوه والأمكنة منذ تلك اللحظة الخالدة في تاريخ البشرية حين أمر الله سبحانه وتعالى خليله إبراهيم عليه السلام بدعوة الناس لحج أول بيت وضعة الله ببكة فكانت تلك اللحظة هي بمثابة الإعلان عن ميلاد هذه البقعة التي خلدها وحي السماء.. ومن هنا تألف تاريخ مكة المكرمة في هذا الوادي بعد أن شاء له الله تبارك وتعالى ذلك استجابة لدعوة الأب الرحيم إبراهيم عليه السلام وهو ينظر ببصيرته إلى مستقبل الوادي و أن يشمله الله برعايته ويمده بأسباب الحياة ففيه اسكن بعضٌ ذريته كما فيه مستقبل دين الله الحنيف, فيستجيب خالق السموات والأرض لتلك الدعوة المباركة التي استقرت في روح أم القرى محولة تلك البقعة القاحلة والوادي الممحِل إلى جنة وارفه الضلال وبها كافة أسباب الحياة التي خرج منها مجتمعاً إنسانياً متفرداً في تنوعه وتعدد أجناس ساكنيها وقاصديه.. ومن فضل الله ان كل من يأتي الى مكة يصاب بالدهشة حينما يجد بها ما لا يجده من الخيرات والثمرات والطيبات في أي بقعة أخرى على وجه الأرض فلا يكاد يشتهي أي شيئا إلا ويجده هنا, ومن نعم الخالق ان أحاط مكة بالمزارع والبساتين التي تنحدر بمحاصيلها وثمارها الى مكة واهلها حيث تُجبى إليها من كل مكان فهي أكثر البلاد نعماً ومنافع ومرافق ومتاجر.. كما يتجلى في ام القرى ما لا يمكن ان يتصوره بشر من خلال عبقرية المكان التي تنهض فيها على الضد من حقيقتها الجغرافية فهي المكان المجدب الممتلئ بالناس والوادي غير ذي الزرع الذي يجبى إليه ثمرات كل شيء .. كما تميزت بالألفة والتعاطف بين أهلها وقاصديها والمقيمين على ثراها لتؤكد مدى الأخوة والترابط بين ساكنيها فهذا ما تجلت به هوية وشخصية هذه البقعة المقدسة وانعكست على شخصية أهلها الذين جعلوا منها درة حضارية مزدهرة تنعم بالآمن والأمان والاستقرار.. ولهذا أردنا أن نقوم بتقديم عدد من الحلقات التي نقلب فيها صفحات الماضي المجيد لنعرض عبر صفحات الندوة مسيرة إنسانها وعمرانها حتى عصرنا هذا وذلك بهدف التعريف والتذكير حول بعض زوايا وملامح التي لا يعرفها الكثير من أبناء هذا الجيل في الوقت الحاضر من الأماكن التي شهد لها التاريخ ذات يوم. كما سنقوم أيضا بعرض بعض الصور والعادات ذات الخصوصية المكاوية التي كانت موجودة في حوارايها القديمة وكيف هي الحياة الآن في تلك الحواري بالإضافة الى توثيق أبرز المعالم الموجودة والقائمة حتى الآن الى جانب ما يختزلها أبناء أم القرى من الروايات التي تحكي قصة الإنسان والمكان عبر الزمان.. كما سنتطرق الى علاقة أهل مكة بمدينتهم والمعالم التي ترتبط بها لنتعرف على ما يدور في نفوس البعض من رفض مُطلق لبعض ما هو قائم الآن وما يعتبره البعض الأخر بالغرام الجنوني لذلك الموروث.. داعين المولى عز وجل بان يجعل ما قمنا به منذ عدة أشهر من العمل والبحث عن ما يشبع رغباتكم وينال على رضاكم سائلا الله أن يجعل هذا الجهد كله خالصاً لوجهه الكريم وختاما أقول: اللهم لا تفقدني متعة العمل[/align]
************************************************** **************
الندوة العدد : 76 ( الأحد 04/06/1429هـ ) 08/ يونيو/2008